فيديو: "أضرحة الرؤيا" .. كرامات وتقرب لحجارة وتراب بلا جسد

فيديو: "أضرحة الرؤيا" .. كرامات وتقرب لحجارة وتراب بلا جسد
رام الله - دنيا الوطن
حل الروائى الكبير "جمال الغيطانى" ضيفا على برنامج صباح الخير يا مصر يوم الخميس الماضى للحديث عن التراث الإسلامى فى مصر الفاطمية وتطرق للحديث عن ما يسمى بمصطلح "أضرحة الرؤيا" والتى تعد منتشرة فى مصر بشكل كبير ولا نعرف عنها أى شئ .

فى هذا التقرير نسعى لتوضيح الصورة بشكل كبير عن هذه الأضرحة ومعناها ومدى انتشارها فى مصر ..

حيث تقول الدكتورة سعاد ماهر : (ظهر في العصور الوسطى وخاصة في أوقات المحن والحروب التي لا تجد فيها الشعوب من تلوذ به غير الواحد القهار أن يتلمسوا أضرحة آل البيت والأولياء للزيارة والبركة والدعاء ليكشف الله عنهم السوء ويرفع البلاء ، ومن ثم : ظهر ما يعرف بأضرحة الرؤيا ، فإذا رأى ولي من أولياء الله الصالحين في منامه رؤيا مؤداها أن يقيم مسجداً أو ضريحاً لأحد من أهل البيت أو الولي المسمى في الرؤيا فكان عليه أن يقيم الضريح أو المسجد باسمه) .

فهى تلك الأضرحة المنامية التي تقام لولي من أولياء الله الصالحين دون أن يكون مدفون بها جسد متوفي ويعلوها في الغالب قبه لتعظيم ما تحتها ولو لم يك شيئا وتعارف عليها بأنها أضرحة الرؤيا عند الصوفية والمستندة على نظرية صوفية تقول بأن الأرض بالنسبة لجسد الأولياء كالماء بالنسبة للسمك .

الموضوع متعلق بالتراث والتاريخ أكثر من تعلقه بالدين فمصر كمثال تتعدد فيها المقامات المنامية فقد تجد ضريحا مقاما لولي لم تطأ قدمه أرضها وبعد وفاته بمدة زمنية يقام له ضريح وتعلوا القباب وتحتها صناديق النذور وتقام المساجد على الأضرحة وتلتف حوله المقابر وتنسج الكرامات ويبزغ موضوع المولد كمثال وتوقف الأوقاف على الرغم من تحذير الرسول للمسلمين بعدم اتخاذ قبور الأنبياء والأولياء مساجد مخالفة لاليهود والنصارى ومثال نموذجي ضريح رابعة العدوية بمصر خير مثال حيث توفيت رابعة العدوية على الراجح، سنة 180 هجرية أو سنة 185هجرية ودفنت في خلوتها بالبصرةأما عن قبرها في مصر فلعله من أضرحة الرؤيا .

وعرف عن أهل مصر حبهم لآل البيت و تبركهم بهم. فكثرت الأضرحة التي تحمل اسمائهم. بعض هذه الأضرحة أجمع المؤرخون أنها تحوي رفات أصحابها بالفعل، و أضرحة أخري يسميها المؤرخون مشاهد الرؤيا أي أنها لا تحوي رفات أصحابها، و إنما أُقيمت للتبرك بهم فقط .
أولهم الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. و إليه ينسب المشهد الحسيني في الأزهر. و الحقيقة أن الإمام الحسين لم يزر مصر أبداً في حياته. و لكن رأسه وصلت إلي مصر وفقاً لبعض أقوال المؤرخين.

فبعد مقتل الإمام الحسين في موقعة كربلاء، قُطعت رأسه و فصلت عن جسده، و أُرسلت إلي يزيد بن معاوية في دمشق. 

و يقول المقريزي أن الرأس مكث مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام، ثم أٌنزل في خزائن السلاح حتي تولي سليمان بن عبد الملك الخلافة، فبعث فجئ به و قد صار عظماً أبيضاً، فجعله في سفط و طيبة و جعل عليه ثوباً و دفنه في مقابر المسلمين.
و هناك قول كثير من المؤرخين أن الرأس دفنت في مواضع كثيرة قبل أن تستقر في مدينة عسقلان في فلسطين. و عندما جاءت الحملات الصليبية علي الشام ز فلسطين و حاصر بلدوين الثالث الصليبي مدينة عسقلان، خشي الفاطميين أن يصل الصليبيين إلي رأس الحسين، فقامت الحامية الفاطمية في عسقلان بأخذ الرأس الشريف و حملتها إلي مصر و ذلك قبل دخول الصليبيين و استيلائهم علي عسقلان عام 1153 م / 548 هج.

و لقد أمر الخليفة الفائز الفاطمي في مصر بحفظ رأس الإمام الحسين في علبة في أحد سراديب قصر الزمرد، إلي أن تم بناء مشهد لها بالقرب من الجامع الأزهر الشريف و ذلك في عام 1154 م / 549 هج ، و هو المشهد الحسيني الموجود حالياً مواجهاً لجامع الأزهر.

هناك أربع شخصيات أخري من آل البيت اختلف المؤرخون علي قدومهم لمصر، و شككوا في أنهم بالفعل يسكنون برفاتهم الأضرحة الموجودة في القاهرة باسمهم، و هؤلاء هم : السيدة سكينة و السيدة فاطمة النبوية أبنتا الإمام الحسين بن علي بم أبي طالب. و الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و الذي سميت باسمه منطقة زين العابدين في حي السيدة زينب.

و كان زيد بن علي قد نهج نفس نهج جده الحسين، فثار علي الخلافة الأموية أيام الخليفة هشام بن عبد الملك، و تقابل في نفر من أتباعه مع الجيش الذي بعث به هشام بن عبد الملك. فقُتل معظم أتباعه و قُتل هو في المعركة سنة 121 هج، و قطعت رأسه و أمر الخليفة أن يطاف بها في كل الأمصار. فجاءت إلي مصر أيام الوالي حنظلة بن صفوان.

و اختلفت الروايات هل دُفنت الرأس في مصر في موضع مشهد زين العابدين الموجود الآن، أم أنها خرجت من مصر و استقرت في دمشق حيث تقول الروايات أنها أُحرقت.

و الأخير هو ضريح الإمام محمد الجعفري بن جعفر الصادق بن محمد باقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فهو يعد من أضرحة الرؤيا أو مشاهد الرؤيا. فهو ضريح بلا رفات. 

 


التعليقات