الهلالى:الإيمان بمحمد ليس شرطا لدخول الجنة,والأزهر يرد

الهلالى:الإيمان بمحمد ليس شرطا لدخول الجنة,والأزهر يرد
رام الله - دنيا الوطن
- المصريون كلهم مسلمون.. والإيمان بمحمد ليس شرطا لدخول الجنة
الأزهر:
- "الهلالي" صاحب "فكر منحرف" و"آراء شاذة"
- "الهلالي" افترى على ابن حجر واقتَطَعَ من كلامِه ما يَخدِمُ فكرتَه الضالَّةَ
- النطق بالشهادتين أصل الأول من أصول الإسلام.. وبغيرهما لا يكون الشخص مسلمًا
- مُنكر الشهادتين لا تجري عليه أحكام المسلمين



أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، غضب الأزهر والبحوث الإسلامية بفتواه، بأنَّ المسلم هو مَن سالَم، وليس مَن نطق بالشهادتين، بل لو نطَق شهادة "لا إله إلا الله" فقط صار – في زَعمِه – مسلمًا، وأن ليس شرطًا لدخول الجنة الإيمان بسيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم".

من جانبه، عقد، اليوم، الأزهر الشريف جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية للرد على رأي سعد الدين الهلالي، معبرًا عن استياء علماء الدين من هذه الفتوى.

وأكد الأزهر، أن هذا الزعم يُنبِئ عن فكرٍ منحرفٍ فيه مخالفةٌ جريئةٌ للنصوص الصريحة من الكتاب والسُّنَّة؛ ففي القرآن الكريم آياتٌ كثيرةٌ تدلُّ دلالةً صريحةً على أنَّ الشهادتين وهما "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" هما ركنُ الإسلام الأوَّل، الذي هو رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبدون الإقرار بهاتين الشهادتين معًا لا يكون الإنسان مسلمًا مؤمنًا بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ورسالته.

وأوضح الأزهر - فى بيان له - الدليل على ذلك القرآن والسنة وإجماع المسلمين عن آخرهم، وقد حدد النبي "صلى الله عليه وسلم" ذلك في حديثه الصحيح الذي سأل فيه جبريل عليه السلام عن الإسلام بقوله: "يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا"؛ متفق عليه.

وتابع: وفي "صحيح البخاري" عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان".

وأضاف الأزهر، أن الإقرار بالشهادتين والنطق بهما معا هما الأصل الأول من أصول الإسلام، وبغيرهما لا يكون الشخص مسلمًا، ولا تجري عليه أحكام المسلمين.

وشدد على بطلان استشهاد صاحب هذه التصريحات بكلام ابن حجر الهَيْتَميِّ، وفهمٌ سقيمٌ للنصوص؛ إذ الناظرُ في كتاب "الفتاوى الحديثية لابن حجر" يتبيَّن له من أول وهلةٍ أنَّ هذا القول افتراءٌ على ابن حجر؛ حيث اقتَطَعَ من كلامِه ما يَخدِمُ فكرتَه الضالَّةَ، ونظرتَه الخاطئةَ، وتغافل عمدًا عن القول الفصل الذي اعتمده ابنُ حجر وقرَّره وانتَصَر له؛ وهو ضرورةُ النُّطق بالشهادتين معًا، وقد دلَّل عليه - رحمه الله - بأدلةٍ استغرقت العديد من صفحات كتابه، والعجيب أنَّ هذا القائل تمسَّك برأيٍ شاذٍّ تطرَّق إليه ابن حجر فيما لا يزيد عن أربع كلماتٍ ثم أبطله في تحليل علمي دقيق استغرق العديدَ من الصفحات التي تدلُّ على هذا البطلان.

وحذِّرُ الأزهرُ المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربِها من الانسِياقِ إلى مثل هذه الأفكار الضالَّة المُنحرِفة، والتي لا تصحُّ نسبتُها إلى الثقات من أهل العلم ولا التعويل عليها، والأزهر إذ يَتبرَّأ من هذه الأفكار الشاذة فإنَّه يُشدِّد على عدم الانخداع بها، ويُوصِي بعدم الالتفات إليها.

وأصدر الدكتور سعد الدين الهلالي، بيانًا، أمس، قبل عقد جلسة الأزهر، اليوم، أكد فيه، أن دين الإسلام الخاتم مبنى على الأركان الخمسة، والتى يأتى النطق بالشهادتين فى مقدتها، كما أكدت نصوص الكتاب والسنة أن إسلام المرء لا يتم ولا يكتمل إلا بهما معا.

وقال: "إن الشهادة "أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم" ركن وجزء لا يتجزأ مع شهادة التوحيد بـ"لا إله إلا الله" لتحقيق صفة الإسلام الخاتم الموصوف في قوله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" المائدة: آية 3"، وحسبنا قوله تعالى "محمد رسول الله - الفتح: آية 29)، وحديث الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله"، وعند البخاري "إيمان بالله ورسوله"".

وأوضح، أن بيانه العلمى هذا يأتى لإزالة أى لبس أو شبهة ولقطع الطريق أمام المتربصين من أصحاب التيارات المتشددة والمتطرفة ومن يديرون فى فلكها أو يدعمونها ظاهرا أو باطنا سرا أو علانية، والذين حرفوا ما ذكرته بشأن التوحيد، لافتا إلى أن مصر تتعرض لمؤامرة بعض أوصياء الدين من أذناب جماعات "الإخوان" و"السلفيين" الذين شوهوا الخطاب الديني في مصر منذ 100 عام بالتمام والكمال.

وأشار الهلالي، إلى أن القضية التي طرحها في الإعلام مؤخرًا لا تتعلق بشأن المسلمين بالدين الخاتم، وإنما تتعلق بشأن غيرهم من أهل الكتاب، على أن ينتفع بعرضها الفقهي الأمين كل مصري غيور على بلده مهتم بحربنا ضد الإرهاب ويجد في بعض أوجهها ما يجمع كلمة المصريين جميعا في توحيد الله ويستثمره في التقريب بينهم وبث المحبة والتقارب ونبذ الفرقة والكراهية.

التعليقات