ما بعد لقاء "الأحمد" ومداخلة "الحمدلله"

ما بعد لقاء "الأحمد" ومداخلة "الحمدلله"
كتب غازي مرتجى

أثارت الملاسنة بين رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمدلله وعزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة في الحركة استغراب المتابعين وعنون عدد من المتابعين والمغردّين على مواقع التواصل الاجتماعي صفحاتهم بعلامة تعجب تسبقها علامة استفهام .. ماذا يحدث ؟!

منذ شهر تقريباً أشعلت قضية "بسام زكارنة" خلافاً حاداً بين الحكومة من جهة ومن خلفها الرئاسة الفلسطينية وبين هيئة الكتل والقوائم البرلمانية التي يترأسها عزام الاحمد في المجلس التشريعي وموظفي المجلس التشريعي وغالبية النقابات التي يرأس مجلسها بسام زكارنة , انتهت القضية "اعلاميا" بالافراج عن زكارنة على ذمة رئيس الوزراء الفلسطيني بعد ان تم نقله الى المستشفى مع نائبه معين عنساوي .. بعد يومين اصدر الرئيس ابو مازن قرارا باحالة ابراهيم خريشة الى ديوان الموظفين العام واقالته من منصبه كمدير عام للمجلس التشريعي -منصب سياسي يجب ان توافق على تنسيبه او اقالته الكتل البرلمانية- , الأحمد من جهته والذي تنحدر أصوله من مدينة جنين اعترض على القرار مؤكداً بعدم قانونيته في مؤتمر صحفي .

"الأحمد" الذي يتمتع بوضع يُؤهله ليلعب في مركز "صانع الألعاب" في أي مباراة سياسية داخلية أو خارجية , فهو ينحدر من مدينة جنين ويعتبره اعضاء التشريعي والثوري هناك "كبيرهم" وكذلك يتمتع بعلاقات عربية واقليمية ودولية .. له وزن وثقل تنظيمي في فتح وداخلي بعلاقاته مع حماس حيث يُعتبر مهندس اتفاق المصالحة واقليمي حيث رافق الرئيس أبو مازن في غالبية جولاته الخارجية .

أما الدكتور "الحمدلله" فهو الأكاديمي الذي نجح بإدارة أكبر مؤسسة تعليمية وكان خليفة "سلام فياض" لإدارة الحكومة الفلسطينية ووافقت عليه حركة حماس ليكون رئيساً لحكومة التوافق الفلسطينية يتمتع أيضاً بجماهيرية داخلية , ووزن اقليمي ومحلي ومن المقرّبين للرئيس أبو مازن .. علاقاته الدولية والاقليمية التي تمتع بها اثناء ادارته لجامعة النجاح استثمرها لادارة الحكومة الفلسطينية وهو يُصارع الأمرّين لاثبات حُسن إدارته للحكومة رغم المعيقات الكبيرة والواسعة التي تجعل من اي حكومة معرضة للسقوط بزمن قياسي .

الدكتورة خولة الشخشير وهي أكاديمية حاصلة على شهادة الدكتوراة منذ عام 1981 اي منذ اكثر من ثلاثين عاماً تتمتع بـ"سيرة ذاتية" تؤهلها لشغل منصب "الوزير" قبل حكومة الوفاق وبغض النظر عن علاقة النسب مع "الأحمد" .

الجدال الذي دار بين الدكتور الحمدلله والأحمد على فضائية محلية لم يكُن "وليد اللحظة" بل يبدو أنه كان مخططاً بشكل مُسبق , فغالبية وزراء الحكومة "مزدوجو الجنسية" ولم يتطرق مذيع الحلقة لذلك , وعدد آخر "3 وزراء" يتمتعون بصلات قرابة مع قيادات فلسطينية ومنهم من شارك في رفع اسماء الحكومة واقتراحها .. وعلى الرغم من ذلك لم يتم التطرق لتلك القضايا في البرنامج ذاته او في مناسبات أخرى حتى .

 "الحمدلله" و "الأحمد" مركزا قوّة في الوضع الفلسطيني ولا يُمكن استثناء أي منهما بل يجب تعزيز لغة الشراكة بينهما .. يجب أن لا تؤثر الملاسنة الأخيرة على العلاقة بينهما بل من الواجب تعزيز لغة التفاهم والابتعاد عن التراشق الذي لن يُفيد أي منهما .. بل ستكون نتائجه كارثية ..

التعليقات