"دنيا الوطن" تفتح الملف…. تنظيم "داعش ولاية غزة" بين الحقيقة والخيال ؟!

"دنيا الوطن" تفتح الملف….  تنظيم "داعش ولاية غزة" بين الحقيقة والخيال ؟!
غزة - خاص دنيا الوطن

أبهرت العالم بظهورها المفاجئ وأشغلت وسائل الإعلام بتعاظم قوتها وبشاعة ما نسب إليها من عمليات "قتل" بحق المدنيين والعسكريين في بلاد الرافدين وسوريا وسعيها لتأسيس دولة إسلامية وأطلق عليها اسم "داعش" في وقت اختلف المحللين السياسيين في سبر أغوارها وقدرتها على الاستمرار والصمود أمام التحالف الدولي الساعي للقضاء عليها.

"دنيا الوطن" رصدت خلال الأسابيع القليلة الماضية ما تناقلته وسائل الإعلام الفلسطينية من بيانات نسبت لما يسمى بتنظيم "داعش" ولاية غزة وكان آخرها البيان التهديدي لعدد من الكتاب الفلسطينين في القطاع تحذيرات للنساء الغزيات بالالتزام بالحجاب واللباس الشرعي.

وكانت التفجيرات التي ضربت 15 منزلا لقيادات في حركة فتح قبل أيام معدودة من ذكرى استشهاد الشهيد ياسر عرفات وتبني التنظيم لهذه التفجيرات الأمر الذي أثار جدلا واسعا في صفوف المحللين والمواطنيين حول حقيقة هذا التنظيم ومدى قدرته على القيام بهذه التفجيرات الذي وصفها الخبراء بالـ"منظمة".

المحلل السياسي ناجي شراب فصل لدنيا الوطن ماهية تلك الجماعات وفسر ظهور تلك البيانات على الساحة المحلية الفلسطينية قائلا" إن محاولة إنكار وجود داعش سواء كمجموعة صغيرة أو أفراد من حيث المبدأ هو أمر غير واقعي وأنا لا أنكر وجودها وفقا للمعطيات المتوفرة على الساحة الفلسطينية".

وأشار شراب في حديثه :" أن معطيات ظهور مثل تلك الجماعة في قطاع غزة يعود لعدة عوامل أبرزها الإقتصادية  والاوضاع المعيشية وتفشي البطالة وعدم وجود حاضنة حكومية للشباب مما يدفع الجيل الجديد للتوجه إلى مثل تلك الجماعات وتبنى أفكارهم والتي تدعم التطرف والتهديد والترويع في نشر فكرها وأسلوبها للتفريغ عن محتواهم الذي هدم بتلك العوامل".

وكشف شراب لدنيا الوطن :" أنه لا يمكن لأحد من التنظيمات الفلسطينية الوقوف خلف تلك البيانات لما تحتويه من خطورة عليها والأفكار التي قد تتعارض مع أي تنظيم موجود على الساحة الداخلية سواء أحزاب إسلامية أو يسارية وليبرالية".

وحول التجاذبات السياسية في فلسطين بين فتح وحماس أشار شراب لخطورة مثل تلك الأزمات في مثل هذا الوقت ولما يمكن أن يؤثر على الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى تكريس الإنقسام وظهور جماعات متطرفة في قطاع غزة".

وفي شرحه لامكانية الوجود الفعلى للتنظيم "الداعشي" على أرض غزة رجح شراب :" أن تكون البيانات التي أصدرت باسم التنظيم صادرة عن جماعة تؤيد بفكرها "داعش" دون أن يكون هناك مبايعة حقيقية تقف وراء تلك المنشورات وما ينتج عنها ولكن لا يمكن أبدا نفى وجودها سواء كجماعة كاملة تتبنى الفكرة أو مجموعة صغيرة ما تزال في طور النشأة".

وحذر شراب من خطورة تلك البيانات التي ستضر حتما بالمصلحة الفلسطينية العليا سواء على الصعيد السياسي متمثلة في السلطة الفلسطينية أو على المقاومة في غزة منوها إلى ما ذكره رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتانياهو بأن حماس وداعش وجهان لعملة واحدة مؤكدا أن الأوضاع الإقليمية في ظل وجود التحالف الدولى لمحاربة "داعش" لا تخدمنا وهذا يمكن أن يعطي لإسرائيل مبرر لخوض حماقة جديدة ضد قطاع غزة في ظل الفشل السياسي لحكومة نتنياهو ودخول إسرائيل في حلبة المنافسات الانتخابية".

ونبه شراب من إمكانية تشديد الحصار على قطاع غزة وازدياد الأوضاع سوءا واستمرار إغلاق المعابر وذلك بذريعة وجود داعش في القطاع.

وذكر شراب :" أن هناك تحديات حقيقية على الساحة الفلسطينة في غزة خصوصا مع السيطرة الأمنية لحماس مشيرا إلى أن وجود مثل تلك البيانات هو تحدى صريح للمنظومة العسكرية في حماس وأن عدم  القبض على تلك المجموعات أو  الأفراد التي أصدرت البيانات في ظل وجود إمكانيات لحماس على الأرض تمكنها من السيطرة السريعة على مثل تلك الأمور ممكن أن يكون عامل خطر على الجميع دون استثناء".

وفي تطور الوضع والرؤية المستقبلية لقطاع غزة تحدث شراب :"أنه لا أفق لقطاع غزة في ظل الإنقسام وغياب عمل الحكومة على أرض الواقع وفي ظل عدم وجود اجماع سياسي للكل الفلسطيني".

وذكر شراب :"أن المستقبل يكمن في إسترجاع الهوية الفلسطينية كاملة وتوحيد الكلمة لتجنب العودة للأوضاع السابقة من انقسام وتراشق وعمليات يرفضها الكل الفلسطيني.

ونشرت دنيا الوطن في وقت سابق تصريحا للقياديين في الجماعة السلفية أبو العيناء الأنصاري وأبو النور المقدسي نافيين فيه مسؤولية التنظيم السلفي في غزة عن تلك البيانات وتهديد المواطنين.

وقال القيادي أبو العيناء الأنصاري، أن مثل هذه البيانات هدفها تشويه الصورة الحقيقية للجماعات السلفية الجهادية ليس في أكناف بيت المقدس فقط بل في كل بقاع العالم.

وأشار الأنصاري إلى أن الاسم المستخدم في تلك البيانات سحب من التداول من قبل الدولة الإسلامية، فبدل اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ومع توسع الدولة الإسلامية في أكثر من منطقة أُعيد استخدام مصطلح "الدولة الإسلامية" ما يشير إلى أن البيانات "المزيفة" التي تم نشرها عبر الانترنت قد استخدمت بطريقة مسيئة أو غير مفهومة .

ولفت الأنصاري إلى أن أجهزة الأمن في غزة وكافة الفصائل تعي جيدا أن مثل هذه البيانات من السهل تلفيقها عبر استخدام برامج حديثة على الكمبيوتر وأن عملية نشرها أصبحت سهلة جدا في ظل الانتشار الواسع للمواقع الاجتماعية .

ونفى الأنصاري أن يكون هناك أي وجود للدولة الإسلامية في غزة، لكنه استدرك قائلا "جميع مجاهدينا في أكناف بيت المقدس مع الدولة الإسلامية ويتم مساندتها في كل خطوة تقوم بها، لكن لا توجد حتى الآن بيعة حقيقية لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي، أي بمعنى أنه لا يوجد في غزة أي ولاية تتبع للدولة الإسلامية حتى الآن". كما قال.

من جانبه اتهم أبو النور المقدسي، في التصريح الذي نقلته صحيفة القدس المحلية "عملاء الاحتلال" وبعض من يتعمد استغلال اسم الدولة الإسلامية لتشويه صورتها، يقفون خلف البيانات الاخيرة مبينا أن البيانات لا تمت للواقع بصلة على الرغم من أن ما جاء فيها بشأن الحجاب والزي الشرعي هو واجب على كل مسلم ومسلمة. كما قال.

وأضاف "لا يوجد في أكناف بيت المقدس من يمثل الدولة الإسلامية حتى الآن، والجميع من مجاهدينا ينتظرون إمكانية إتمام البيعة الحقيقية، وكلنا نناصر الدولة فيما تقوم به حاليا، ولكن في حال تمت البيعة ستكون وجهتنا مواجهة الاحتلال وإقامة شرع الله في الأرض".

وأشار إلى أن هناك كثيرا من وسائل الإعلام تتعمد تشويه صورة الدولة الإسلامية بإظهار فيديوهات لا تمت للحقيقة بصلة أو بعضا منها يتم تداوله بطريقة مسيئة دون إيضاح كامل الصورة.

ودعا المقدسي، كافة وسائل الإعلام الفلسطينية للحذر من تلك البيانات المشبوهة التي يتم توزيعها بغزة ويتم استخدامها لأسباب مختلفة وربطها بعمليات التفجير التي وقعت ضد حركة فتح، مشددا على أن كل تلك البيانات مزيفة ولا علاقة لأي جهة سلفية بها كما أنه لا علاقة لها بالتفجيرات وأن أجهزة الأمن بغزة تعلم ذلك. كما قال.

حوار: محمد الدهشان

التعليقات