القصف الاسرائيلي دمر منزله وحياة ابنه والد الجريح رائد من غزة يناشد اهل الخير التبرع له بطرف صناعي

جنين،غزة – تقرير علي سمودي –
انتهت رحلة علاجه في مستشفى الرازي التابع للجنة الزكاة المركزية في جنين ، بنجاح الاطباء باغلاق الجراح وانقاذه من مضاعفاته ، لكن الجراح التي سببتها له القذائف الاسرائيلية خلال العدوان على غزة ، لم تندمل واثارها المريرة ستلازمه طوال حياته بعدما حكمت عليه باعاقة جزئية ، ففي كل لحظة يتالم ويتحسر بعدما اضطر الاطباء لبتر يده اليسرى ، ورغم صدمته وتاثير الحالة الجديدة على نفسيته وحياته ، فان امنيته الوحيدة ان يعود لمنزل عائلته في غزة بطرف صناعي يحرره من قيود الاعاقة واثارها المدمرة ، ويمكنه من مواصلة حياته والعيش حياة كريمة نظرا لعدم قدرة عائلته على شراء الطرف المطلوب له .
متمسكا بهذا الامل ،يستمر الجريح الغزي رائد ابراهيم منصور االدهيني 27 عاما من مدينة رفح ، بالتنقل بين المؤسسات والجمعيات المختلفة من جنين حتى رام الله لتلبية صرخته بتوفير الطرف الصناعي له ،ومنحه فرصة جديدة ليستانف حياته التي تعرضت كما يقول " لاكبر انتكاسة خلال العدوان الاسرائيلي الاخير ، فعندما تعرضت للاصابة كنت ما زلت اعيش فرحة حصولي على شهادة الدبلوم في السكرتاريا ولدي امل كبير بايجاد وظيفة او عمل لاحقق احلامي وطموحاتي في الحياة ، لكن كل شيء توقف وتحول لكارثة منذ اللحظة الاولى لاصابتي ".
العائلة في سطور
يعتبر الجريح رائد ، الثاني في عائلته المكونة من 9 انفار ، عاشت حياة طبيعية في منزلها المتواضع في مدينة رفح ، والده الخمسيني ابا محمد ، شكل مصدر الدخل الوحيد للعائلة من خلال عمله في الزراعة في الداخل الفلسطيني ، لكن بعد فرض الحصار والاغلاق الاسرائيلي على قطاع غزة، انضم لجيش العاطلين عن العمل بغزة ، وعانت عائلته كثيرا بسبب عدم قدرته على ايجاد عمل ومصدر رزق دائم ، ويقول والد الجريح الذي يرافقه في رحلة علاجه في جنين " صبرنا طوال السنوات الماضية وتحملنا كل الظروف بسبب سياسة العقوبات الاسرائيلية ، ورغم ظروفنا الصعبة تابعت مشوار حياتي ، وبرعاية رب العالمين لم اقصر مع اسرتي وعشنا ككل اهلنا بغزة نتحدى ونتامل خيرا "، ويضيف " المساعدة الوحيدة التي نتلقاها راتب من الشؤون الاجتماعية متواضع جدا ولا يوفر ادنى متطلبات اسرتنا ".
اليوم الاسود
كان رائد الاكثر حظا بين افراد اسرته ، فنجاحه في الثانوية العامة فتح امامه الافاق لمواصلة دراسته ، وبسبب ظروف عائلته اكتفى بشهادة الدبلوم ، وعندما كان ينتظر الوظيفة ، تلقى شظايا قذيفة اسرائيلية حولت مسار حياته ، ويقول والده " كنت عائدا وابني رائد لمنزلنا عندما تعرضت المنطقة التي نقيم فيها برفخ لقصف مدفعي عشوائي وكثيف ، وفجاة سقطت احدى القذائف امامنا على بعد 10 امتار ، فكان ابني احد المصابين "، ويضيف " نجونا من الموت باعجوبة ، ونقلنا رائد للمستشفى وبعد اجراء الصور ، تبين ان الشظايا ادت لتفتت مفصل اليد وتعطلها بشكل كامل ".
ماساة البتر
على وجه السرعة ، نقل رائد للمستشفى الاوروبي بمدينة رفح ، وبقي تحت العلاج لمدة اسبوع واحد ، لكن اصيب بمضاعفات خطيرة ادت لبتر يده ،وبسبب ارتفاع الاصابات وعدم قدرة مستشفيات القطاع على استيعابها ، جرى تحويله للعلاج في مستشفى الرازي في جنين ، ويقول المدير الاداري الدكتور فواز حماد " فور وصول رائد للمستشفى بتاريخ 8/8/2014 ، خضع لعناية مكثفة ، وبعد اجراء عدة فحوصات وتشخيص وضعه ، باشر فريق طبي متخصص بعلاجه ، واحريت له عدة عمليات جراحيه حتى تمكنا من وقف المضاعفات وتاثيرها واغلاق الجرح ".
الطرف الصناعي
برعاية مستشفى الرازي ، تحسنت حالة الجريح رائد الصحية والنفسية ، واستعاد عافيته وارادته ، وبدا خطواته الاولى لمواجهة محنة البتر وممارسة حياته بشكل طبيعي ، ومما ساعد بتحسين اوضاعه ابلاغ الاطباء له بامكانية زراعة طرف صناعي له ، ويقول والده " في البداية عشت وابني صدمة كبيرة بسبب فقدان يده ، لكن كرمنا الله بالصبر ، وتعاونت مع المستشفى لمساعدته على التخلص من المشاعر الفظيعة التي حولت حياته لكوابيس كلما نظر ليده وحالته "، ويضيف " اكثر الاشياء التي خففت معاناة ابني ، الامل بزراعة طرف صناعي سيمكنه من استخدام يده بشكل طبيعي ".
وروى الوالد الغزي ، انه قدم كتابا رسميا للسلطة الوطنية للحصول على تغطية لشراء طرف لابنه ،لكنه حتى اللحظة لم يتلقى رد ، ويقول " كل يوم يسالني رائد متى تنتهي معاناتي ويركب لي الطرف ، ومن المؤلم عدم حصولنا على اجابة او مساعدة من احد ، بينما ظروفنا المادية لم ولن تمكننا من شراء الطرف لابني ".
مناشدة وصرخة
الطرف الصناعي ، اصبح الهم الاكبر الذي يضاف لمعاناة وماسي المواطن الغزي ابو محمد ، فاثار العدوان لم تقتصر على ابنه ، فخلال القصف على رفح تعرض منزله لهدم مما ادى لتشريد عائلته ، ويقول " العدوان الغاشم دمر كل حياتنا وحولها لجحيم ، فماساتنا تبدا بابني رائد ، ولا تنتهي بقلقي وخوفي على وضع عائلتي المشتتة بغزة ، في كل لحظة اتالم وابكي على حالة زوجتي واولادي الذين لا استطيع مساعدتهم في هذه اللحظات خاصة مع قدوم فصل الشتاء دون ان يتوفر لهم ماوى "، ويضيف "قريبا سينتهي علاج رائد في جنين ، واملنا تامين الطرف الصناعي قبل عودتنا لغزة لان ذلك سيشكل انتكاسة جديدة لابني ، لذلك اناشد الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء واهل الخير مساعدتنا لتوفيره لابني ليكمل حياته دون معيقات ومعاناة ".

التعليقات