مديرة مكتب "عرفات" ورفيقة دربه "ام ناصر" تتحدث لدنيا الوطن عن الجانب الأخر من "أبو عمار" .. صور

رام الله - خاص دنيا الوطن
اجرى اللقاء : رامي ابو شاويش
الأم .. الأخت .. الصديقه ... الخاله نجلاء عادل ياسين رفيقة درب ألشهيد ألرمز القائد أبو عمار ومديرة مكتبه ، (ألخاله أم ناصر ) كما عُرفت في اوساط حركة فتح وبين ابناء الثورة ألفلسطينيه وكما كان يحلو لها أن نُناديها , خالتي أم ناصر ... لبنانية الأصل فلسطينية الهوى .
تتحدث أم ناصر لدنيا الوطن عن ابو عمار .. فتقول :
ابو عمار : قائد من طراز خاص
” ما حدا بيشبه ابو عمار”
“لو سبقته في مماته لاستقبلته عند وفاته في القبر تحت التراب”
تحدثنا ام ناصر منبهة الى ضرورة اتخاذ التدابير لمواجهة حتمية ارتجاف المشاعر وخفقان القلوب مع الاقتراب من هذا المعشوق الاسطورة: ” ما حدا بيشبه ابو عمار” ..هكذا بدات ام ناصر حديثها معي وهي ترتعش من حدة تأثير شخص القائد عرفات في نفسها وتدمع عند الحديث عنه وعن سر علاقتها المميزة به وعشقها له ..
سالتها عن سبب عشقها لعرفات فاجابت : ” في البداية انجذبت لشخص ابو عمار من منطلق ايماني بالقضية الفلسطينية وانتمائي العربي العميق, فأنا من اصول لبنانية وترعرعت في منزل قومي عربي , وفي كنف أم أرضعتنا حليب العروبة والمسؤولية تجاه وطننا العربي ” .
الأم .. الأخت .. الصديقه ... الخاله نجلاء عادل ياسين رفيقة درب ألشهيد ألرمز القائد أبو عمار ومديرة مكتبه ، (ألخاله أم ناصر ) كما عُرفت في اوساط حركة فتح وبين ابناء الثورة ألفلسطينيه وكما كان يحلو لها أن نُناديها , خالتي أم ناصر ... لبنانية الأصل فلسطينية الهوى .
تتحدث أم ناصر لدنيا الوطن عن ابو عمار .. فتقول :
ابو عمار : قائد من طراز خاص
” ما حدا بيشبه ابو عمار”
“لو سبقته في مماته لاستقبلته عند وفاته في القبر تحت التراب”
تحدثنا ام ناصر منبهة الى ضرورة اتخاذ التدابير لمواجهة حتمية ارتجاف المشاعر وخفقان القلوب مع الاقتراب من هذا المعشوق الاسطورة: ” ما حدا بيشبه ابو عمار” ..هكذا بدات ام ناصر حديثها معي وهي ترتعش من حدة تأثير شخص القائد عرفات في نفسها وتدمع عند الحديث عنه وعن سر علاقتها المميزة به وعشقها له ..
سالتها عن سبب عشقها لعرفات فاجابت : ” في البداية انجذبت لشخص ابو عمار من منطلق ايماني بالقضية الفلسطينية وانتمائي العربي العميق, فأنا من اصول لبنانية وترعرعت في منزل قومي عربي , وفي كنف أم أرضعتنا حليب العروبة والمسؤولية تجاه وطننا العربي ” .
شاركت في مظاهرات وهي في الثانية عشرة من عمرها لترفض الانتداب الاجنبي وتقاوم الاحتلال الصهيوني, كان هدفها الاول دائما هو تحرير فلسطين, لذلك عندما سمعت من صديقاتها (خاصة اقربهم لها الشاعرة مي الصايغ) عن تنظيم حركة فتح واهدافه ارادت الانضمام له متطوعة كغيرها من المناضلات .
كان اول لقاء جمعها بعرفات عام 1966 بعد ان سمعت الكثير عنه وحفظت خلفيته عن ظهر قلب , وعرفت عن مساهماته النضالية في مصر عندما كان طالبا يدرس هناك وضابطا في صفوف المقاومة المصرية ضد الاحتلال البريطاني..
تضيف ام ناصر واصفة لقائها الاول بعرفات فتقول لمراسل دنيا الوطن : “وجدته انسان استثنائي , حلمه الوحيد ليس كغيره من ابناء جيله بان يصبح طبيبا او مهندسا او يحمل شهادات الدراسات العليا, كان يحلم بتحرير فلسطين حاملا الجرح الفلسطيني بين كفيه, فشعرت بأنه جسد احلامي الوطنية والقومية في تلك اللحظات, وكنت على استعداد لتنفيذ اي شيئ يطلبه مني ابو عمار حتى لو طلب مني قص شعري, كانت بداخلي طاقة غير عادية من العطاء تجاه هذا القائد وقضيته” .
في تلك الفترة (منتصف الستينيات) تم الاتفاق مع ام ناصرعلى تشكيل مجموعات لدعم القضية الفلسطينية واستقطاب المزيد من الاخوات للانضمام لصفوف الثورة , ونجحت في تحقيق دور بارز متعدد الاهداف ما بين القيام بجولات في دول عربية لجني المال اللازم لدعم اسر الشهداء والمناضلين , والتي كانت من اولويات القائد عرفات, على حسب قولها, وما بين ابراز الهوية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية والتأكيد على ثوابتها . تقول :” تعلمت منه الكثير من المثاليات والعطاء بلا حدود , فلم يرفض بتاتا طلب لاحد في مساعدة علاجية او غيرها, كانت فلسطين بالنسبة له هي الارض والشعب النازف من جرح لن يلتئم الا بالعودة للارض, لذلك وازن ما بين التمويل الخاص بالحركة الثورية من اسلحة وصرف رواتب للعسكريين وموظفي حركة فتح, وبين مساعدة المدنيين من الشعب الفلسطيني اللذين اعتبرهم جزءا من القضية , حيث صرف لهم المساعدات العلاجية والمنح التعليمية الى اوروبا ” .
“أحببته لاني وجدانه لا يشبه البشر في شخصه وزهده في الدنيا” , كلمات نطقت بها ام ناصر لتشرح سببا اخر لحبها له واندهاشها من شخصيته غير العادية , أكدت لنا بانه لم يعر صحته اولوية في حياته كغيره من الرؤساء اللذين يتوفر لهم الجاه والمال, وتقول :” حدث يوما انه اشتكى من الم في ظهره فاسرعت لاحضار الطبيب للكشف عليه منزليا, فغضب مني الرئيس ووبخني لماذا أتيت به ؟ واعتبر ان هناك اولويات اخرى يجب التركيز عليها وعدم اضاعة الوقت بأشياء اخرى حتى لو كانت صحته ما دام هناك تحمل للالم “.
وتؤكد على انه كان يرفض ان يأكل قبل ان يتأكد من ان رجال حرسه الخاص ومرافقيه قد اكلوا من نفس الاكل ليقوم بدعوة ضيوفه على الاكل فتصف لنا ام ناصر الموقف قائلة :” في يوم ما جاءنا وفد رسمي لمقابلة الرئيس في مكتبه الخاص في تونس وعلى راس الوفد ليلى شهيد, مسؤولة فتح في باريس ,والتي اصبحت فيما بعد سفيرتنا هناك, فلم يبدأ الرئيس بالاكل الا عندما تاكد بنفسه من ان ابناء الثورة “الشباب” كما كان يطلق عليهم قد تناولوا حصتهم من الاكل, وكان احيانا يقسم اللقمة بينه وبين الشباب من حرسه واحيانا اخرى بينه وبين ضيفه , كان عادلا وزاهدا الى هذه الدرجة ” .
“لن تتخيل ما سأقوله لك” , هكذا انتقلت ام ناصر لنقطة اخرى كانت سببا في حب هذا القائد القوي امام عدوه والمدافع الثائر عن حقه والضعيف امام حبه وحنانه المتدفق للاطفال. فتستطرد قائلة: ” كان الاطفال غرام ابو عمار ولم يرفض لهم طلبا يوم ما, كانوا يطلبون مقابلته من جنسيات مختلفة فلسطينية ولبنانية وغيرها , وكان يناقشهم ويسئلهم ماذا يريدون, وعندما اجابهم احدهم في مرة بانه يريد كلاشن كوف , قال له الرئيس اذهب وتدرب على قتال العدو ثم احمل سلاحك, كان عبقري في استقطاب حب الاطفال له واستيعابهم” . لذلك كله اضطرت ام ناصر بمحبة وبمبادرة منها ان تعتاد على شراء الشوكولا والاحتفاظ بها بمكتب الرئيس لحين الزيارة غير الرسمية للاطفال وطلبهم مقابلة ابو عمار, فيسمح لهم بالدخول وبالترحيب الخاص.
قائد وفي لا ينسى المعروف ابدا, على حد قول السيدة ام ناصر, حيث أكدت ” عندما وقف ابو عمار مع الرئيس العراقي صدام حسين في حرب الخليج لن يتخذ هذا الموقف لانه مع صدام ضد الكويت كما اتهمه الكثيرون , بل حاول مرارا اقناع صدام بان لا يغير على الكويت وكان دائما ضد هذه الحرب بين الاشقاء العرب, ولكنه لن ينسى موقف الرئيس العراقي عندما ساعد الثورة الفلسطينية في تمويل اسر الشهداء في حين تخلى عنها الاخرون , هذه معلومة جديدة لا يعرفها احد من قبل بل اتهم زورا وظلما بسبب وقوفه مع العراق” .
اعتبرته ام ناصر انه حقق لها كل ما تمنته وانه استثنائي لكل من عرفتهم او قابلتهم في حياتها, تعلمت منه الكثير مما حدد مسيرة حياتها , احبته كرجل بكل معنى الكلمة ووصفته بانه حب من نوع خاص يربطه حلم التحرير. .
وعندما سألتها عما سمعت في الوسط الفلسطيني وخاصة الفتحاوي منه عن علاقتها الفريدة من نوعها بالرئيس وعن حبه لها أجابت :” كانت احلامنا متشابهة, كنت اقلده في نكران الذات من اجل الاخرين, واستطعت ان امتص الكثير من صفاته الا انني لم اصل الى نفس الدرجة, ولكن قد يكون حبه لي ومعاملته معي ردة فعل لقناعاتي فيه ومجهوداتي المتفانية من اجل القضية وتحقيق حلم عرفات, فهذا هو اسمى انواع الحب حين يتوجه مشاعر متبادلة بين مناضلين جسدا حلم التحرير” .
وصفته بانه رئيس من نوع خاص, وخالي من العقد الطائفية, فقد كان يحترم جميع الاديان من يهودية ومسيحية والاسلام , تؤكد ام ناصر قائلة: ” كان له اصدقاء من اليهود اللذين يؤمنون بابي عمار وبالحقوق الفلسطينيية , واذكر ان إلان هاليفي كان اشهرهم , وآمن الرئيس بان فلسطين ارض عربية لجميع الاديان وكان يهنئ المسيحيين في اعيادهم الخاصة ويحضر جميع مناسباتهم, فهو من علمني حب الاخر واحترام عقيدته” .
كان مرهف المشاعر وشديد الحساسية , لا يحب التنكيل باحد ودائما ما يعطي الاعذار حتى لو كانت الحالة هي انشقاق احد الكوادر عن حركة فتح او تجنيده لصالح اسرائيل فكان يقول نحن لا نعلم بظروفه الخاصة التي اضطرته لذلك, وتعطي ام ناصر مثالا على ذلك قائلة: ” في يوم ما بلغ الرئيس عن اسم جاسوس انشق من حركة فتح وعمل لصالح العدو وتم القبض عليه, واعترف الجاسوس بطبيعة عمله وضبطت المتفجرات التي كانت بحوزته لتفجير الرئيس ومن حوله, ولقد تم قصاص الجاسوس بالاعدام وقتها, ثم بعد ذلك بلغت بان لهذا الجاسوس اسرة تتكون من 12 فردا ولا يملكون قوت يومهم وقد تم توقيف الراتب الخاص بالاب بعد اعدامه, فسئلت الرئيس ما العمل؟ فاجاب لا تزر وازرة وزر اخرى, فلا يجب ان يحملوا الاولاد وصمة ابيهم وعاره, ولا يجوز لنا ان نعمل على استرجاع حقوق الاجيال الفلسطينية وفي الوقت نفسه ننكل بهم بتهم ابائهم التي لا ذنب لهم فيها, فهذا يتعارض مع مبادئ قضيتنا وتشريعات ديننا, وطلب منها ان تحرر كتاب خاص لاقرار مساعدة هذه العائلة. ” وتضيف ام ناصر ” عندما سألته ماذا اصف هذا الشخص عند كتابة الورقة الخاصة به, عل اساس ان جرت العادة ان نكتب صفة الشخص كشهيد او مناضل او اية صفة اخرى للشخص , فغضب عرفات وقال لي لم تفهمينني بعد, لا يمكن ذكر صفته التي قوصص عليها, فقط اكتبي اولاد فلان الفلاني دون ذكر صفة جريمة الاب” .
هذه الاجواء التي عاشتها ام ناصر بكل ما فيها من مخاطر ومشاعر مختلطة وتضحيات لا نهائيه مستسلمة تماما لقدرها مع عرفات كيفما كان , استوعبها اهل السيدة ام ناصر اللذين كانوا في مرات عديدة يقوموا بزيارتها على اثر معرفتهم بتفجير هنا او هناك خائفين على ان تكون هذه المرة الاخيرة للقائهم بها. تقول ام ناصر:” حتى اخوتي احترموا مشاعري تجاه عرفات وساعدوني في ذلك, لم يحرموني من رؤيتهم خاصة اختي الصغرى “ام سامي” التي كانت تزورني باستمرار في بيروت وتونس ومن ثم غزة” .
وفي النهاية قالت لي ام ناصر:” بتسألني حبيتي عرفات, طبعا حبيتو, وأحسد نفسي على انني عشت تحت رايته, ولكنني تمنيت لو سبقته في مماته لاستقبله عند وفاته في القبر تحت التراب” كلمات مؤثرة تعكس حبا عملاقا في انسانيته واخلاقياته وطبيعته ..
تضيف ام ناصر واصفة لقائها الاول بعرفات فتقول لمراسل دنيا الوطن : “وجدته انسان استثنائي , حلمه الوحيد ليس كغيره من ابناء جيله بان يصبح طبيبا او مهندسا او يحمل شهادات الدراسات العليا, كان يحلم بتحرير فلسطين حاملا الجرح الفلسطيني بين كفيه, فشعرت بأنه جسد احلامي الوطنية والقومية في تلك اللحظات, وكنت على استعداد لتنفيذ اي شيئ يطلبه مني ابو عمار حتى لو طلب مني قص شعري, كانت بداخلي طاقة غير عادية من العطاء تجاه هذا القائد وقضيته” .
في تلك الفترة (منتصف الستينيات) تم الاتفاق مع ام ناصرعلى تشكيل مجموعات لدعم القضية الفلسطينية واستقطاب المزيد من الاخوات للانضمام لصفوف الثورة , ونجحت في تحقيق دور بارز متعدد الاهداف ما بين القيام بجولات في دول عربية لجني المال اللازم لدعم اسر الشهداء والمناضلين , والتي كانت من اولويات القائد عرفات, على حسب قولها, وما بين ابراز الهوية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية والتأكيد على ثوابتها . تقول :” تعلمت منه الكثير من المثاليات والعطاء بلا حدود , فلم يرفض بتاتا طلب لاحد في مساعدة علاجية او غيرها, كانت فلسطين بالنسبة له هي الارض والشعب النازف من جرح لن يلتئم الا بالعودة للارض, لذلك وازن ما بين التمويل الخاص بالحركة الثورية من اسلحة وصرف رواتب للعسكريين وموظفي حركة فتح, وبين مساعدة المدنيين من الشعب الفلسطيني اللذين اعتبرهم جزءا من القضية , حيث صرف لهم المساعدات العلاجية والمنح التعليمية الى اوروبا ” .
“أحببته لاني وجدانه لا يشبه البشر في شخصه وزهده في الدنيا” , كلمات نطقت بها ام ناصر لتشرح سببا اخر لحبها له واندهاشها من شخصيته غير العادية , أكدت لنا بانه لم يعر صحته اولوية في حياته كغيره من الرؤساء اللذين يتوفر لهم الجاه والمال, وتقول :” حدث يوما انه اشتكى من الم في ظهره فاسرعت لاحضار الطبيب للكشف عليه منزليا, فغضب مني الرئيس ووبخني لماذا أتيت به ؟ واعتبر ان هناك اولويات اخرى يجب التركيز عليها وعدم اضاعة الوقت بأشياء اخرى حتى لو كانت صحته ما دام هناك تحمل للالم “.
وتؤكد على انه كان يرفض ان يأكل قبل ان يتأكد من ان رجال حرسه الخاص ومرافقيه قد اكلوا من نفس الاكل ليقوم بدعوة ضيوفه على الاكل فتصف لنا ام ناصر الموقف قائلة :” في يوم ما جاءنا وفد رسمي لمقابلة الرئيس في مكتبه الخاص في تونس وعلى راس الوفد ليلى شهيد, مسؤولة فتح في باريس ,والتي اصبحت فيما بعد سفيرتنا هناك, فلم يبدأ الرئيس بالاكل الا عندما تاكد بنفسه من ان ابناء الثورة “الشباب” كما كان يطلق عليهم قد تناولوا حصتهم من الاكل, وكان احيانا يقسم اللقمة بينه وبين الشباب من حرسه واحيانا اخرى بينه وبين ضيفه , كان عادلا وزاهدا الى هذه الدرجة ” .
“لن تتخيل ما سأقوله لك” , هكذا انتقلت ام ناصر لنقطة اخرى كانت سببا في حب هذا القائد القوي امام عدوه والمدافع الثائر عن حقه والضعيف امام حبه وحنانه المتدفق للاطفال. فتستطرد قائلة: ” كان الاطفال غرام ابو عمار ولم يرفض لهم طلبا يوم ما, كانوا يطلبون مقابلته من جنسيات مختلفة فلسطينية ولبنانية وغيرها , وكان يناقشهم ويسئلهم ماذا يريدون, وعندما اجابهم احدهم في مرة بانه يريد كلاشن كوف , قال له الرئيس اذهب وتدرب على قتال العدو ثم احمل سلاحك, كان عبقري في استقطاب حب الاطفال له واستيعابهم” . لذلك كله اضطرت ام ناصر بمحبة وبمبادرة منها ان تعتاد على شراء الشوكولا والاحتفاظ بها بمكتب الرئيس لحين الزيارة غير الرسمية للاطفال وطلبهم مقابلة ابو عمار, فيسمح لهم بالدخول وبالترحيب الخاص.
قائد وفي لا ينسى المعروف ابدا, على حد قول السيدة ام ناصر, حيث أكدت ” عندما وقف ابو عمار مع الرئيس العراقي صدام حسين في حرب الخليج لن يتخذ هذا الموقف لانه مع صدام ضد الكويت كما اتهمه الكثيرون , بل حاول مرارا اقناع صدام بان لا يغير على الكويت وكان دائما ضد هذه الحرب بين الاشقاء العرب, ولكنه لن ينسى موقف الرئيس العراقي عندما ساعد الثورة الفلسطينية في تمويل اسر الشهداء في حين تخلى عنها الاخرون , هذه معلومة جديدة لا يعرفها احد من قبل بل اتهم زورا وظلما بسبب وقوفه مع العراق” .
اعتبرته ام ناصر انه حقق لها كل ما تمنته وانه استثنائي لكل من عرفتهم او قابلتهم في حياتها, تعلمت منه الكثير مما حدد مسيرة حياتها , احبته كرجل بكل معنى الكلمة ووصفته بانه حب من نوع خاص يربطه حلم التحرير. .
وعندما سألتها عما سمعت في الوسط الفلسطيني وخاصة الفتحاوي منه عن علاقتها الفريدة من نوعها بالرئيس وعن حبه لها أجابت :” كانت احلامنا متشابهة, كنت اقلده في نكران الذات من اجل الاخرين, واستطعت ان امتص الكثير من صفاته الا انني لم اصل الى نفس الدرجة, ولكن قد يكون حبه لي ومعاملته معي ردة فعل لقناعاتي فيه ومجهوداتي المتفانية من اجل القضية وتحقيق حلم عرفات, فهذا هو اسمى انواع الحب حين يتوجه مشاعر متبادلة بين مناضلين جسدا حلم التحرير” .
وصفته بانه رئيس من نوع خاص, وخالي من العقد الطائفية, فقد كان يحترم جميع الاديان من يهودية ومسيحية والاسلام , تؤكد ام ناصر قائلة: ” كان له اصدقاء من اليهود اللذين يؤمنون بابي عمار وبالحقوق الفلسطينيية , واذكر ان إلان هاليفي كان اشهرهم , وآمن الرئيس بان فلسطين ارض عربية لجميع الاديان وكان يهنئ المسيحيين في اعيادهم الخاصة ويحضر جميع مناسباتهم, فهو من علمني حب الاخر واحترام عقيدته” .
كان مرهف المشاعر وشديد الحساسية , لا يحب التنكيل باحد ودائما ما يعطي الاعذار حتى لو كانت الحالة هي انشقاق احد الكوادر عن حركة فتح او تجنيده لصالح اسرائيل فكان يقول نحن لا نعلم بظروفه الخاصة التي اضطرته لذلك, وتعطي ام ناصر مثالا على ذلك قائلة: ” في يوم ما بلغ الرئيس عن اسم جاسوس انشق من حركة فتح وعمل لصالح العدو وتم القبض عليه, واعترف الجاسوس بطبيعة عمله وضبطت المتفجرات التي كانت بحوزته لتفجير الرئيس ومن حوله, ولقد تم قصاص الجاسوس بالاعدام وقتها, ثم بعد ذلك بلغت بان لهذا الجاسوس اسرة تتكون من 12 فردا ولا يملكون قوت يومهم وقد تم توقيف الراتب الخاص بالاب بعد اعدامه, فسئلت الرئيس ما العمل؟ فاجاب لا تزر وازرة وزر اخرى, فلا يجب ان يحملوا الاولاد وصمة ابيهم وعاره, ولا يجوز لنا ان نعمل على استرجاع حقوق الاجيال الفلسطينية وفي الوقت نفسه ننكل بهم بتهم ابائهم التي لا ذنب لهم فيها, فهذا يتعارض مع مبادئ قضيتنا وتشريعات ديننا, وطلب منها ان تحرر كتاب خاص لاقرار مساعدة هذه العائلة. ” وتضيف ام ناصر ” عندما سألته ماذا اصف هذا الشخص عند كتابة الورقة الخاصة به, عل اساس ان جرت العادة ان نكتب صفة الشخص كشهيد او مناضل او اية صفة اخرى للشخص , فغضب عرفات وقال لي لم تفهمينني بعد, لا يمكن ذكر صفته التي قوصص عليها, فقط اكتبي اولاد فلان الفلاني دون ذكر صفة جريمة الاب” .
هذه الاجواء التي عاشتها ام ناصر بكل ما فيها من مخاطر ومشاعر مختلطة وتضحيات لا نهائيه مستسلمة تماما لقدرها مع عرفات كيفما كان , استوعبها اهل السيدة ام ناصر اللذين كانوا في مرات عديدة يقوموا بزيارتها على اثر معرفتهم بتفجير هنا او هناك خائفين على ان تكون هذه المرة الاخيرة للقائهم بها. تقول ام ناصر:” حتى اخوتي احترموا مشاعري تجاه عرفات وساعدوني في ذلك, لم يحرموني من رؤيتهم خاصة اختي الصغرى “ام سامي” التي كانت تزورني باستمرار في بيروت وتونس ومن ثم غزة” .
وفي النهاية قالت لي ام ناصر:” بتسألني حبيتي عرفات, طبعا حبيتو, وأحسد نفسي على انني عشت تحت رايته, ولكنني تمنيت لو سبقته في مماته لاستقبله عند وفاته في القبر تحت التراب” كلمات مؤثرة تعكس حبا عملاقا في انسانيته واخلاقياته وطبيعته ..
التعليقات