المحاربون "الخاسر الأكبر" في معادلة الإلغاء

رام الله - دنيا الوطن
ستتكبّد المنتخبات المعنية بكأس أمم إفريقيا الـ30 (17 جانفي – 8 فيفري 2015)، أضرارا مضاعفة، في حال إقدام الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف)، على إلغاء الموعد، وهو احتمال قائم إذا ما انقضت مهلة الخمسة أيام، دون تفاعل مغربي إيجابي، ورفضت دولا أخرى الاستخلاف، ولعلّ الخاسر الأكبر في هذه الدوامة المحتملة، سيكون منتخب الجزائر المرشح الأول لخط اللقب القاري المقبل، وقرار "الشطب" سيفوّت على محاربي الصحراء إمكانية انتزاع كأس تتهرّب منهم منذ 16 مارس 1990.

بتموقعه في الصف الخامس عشر عالميا، وامتلاكه لديناميكية ممتازة برزت عبر تأهله المبكّر إلى كأس إفريقيا للأمم 2015، بات منتخب الجزائر في أفضل رواق للتتويج بمونديال القارة السمراء المقبل، لكن الحسابات التي تلف إلغاء المحفل القاري المفترض بعد شهرين ونيف من الآن، ستجعل الخضر هم من سيدفعون الضريبة الأكبر بين نظرائهم الـ15.

والمنطقي إنّ المسار الانتصاري للمحاربين برسم تصفيات "الكان"، يمنح الجزائر "شرعية" التطلع للتتويج بالدورة المقبلة، وعليه فأي إلغاء، سيحوّل اللاعبين الجزائريين إلى ضحايا، رياضيا، طالما إنّ الجزائر لم تكن أبدا مصنّفة كمثل هذه المرة للهيمنة على إفريقيا، في ظلّ "نضج" جيل فيغولي، براهيمي ومحرز لجلب أول لقب من خارج الحدود.

ومن وجهة مادية، ستتضرّر الجزائر كما باقي المتأهلين، من محذور الإلغاء، فالمنتخبات الـ15 أنفقت أموالا ضخمة لتأمين متطلبات التصفيات، وعادة ما يستفيد المتأهلون من مليون دولار كمكافأة لاتحاد كل بلد متأهل، كما ينال المنتخبان اللذين يبلغان النهائي قيمة لا تنزل تحت مستوى الثلاثة ملايين دولار، وحتما لن تقو هيئة الكامروني "عيسى حياتو" التي ستخسر الكثير، على تسديد تلك المكافآت، إذا ما تلاشى تنظيم الدورة.

التداعيات ستكون وخيمة رياضيا وماديا، إذا ما جرى فرض الأمر الواقع، والانعكاسات ستكون ثقيلة للغاية، ومعها يبقى الترقب يحبس الأنفاس، قبل ساعة الحسم.

التعليقات