ما قيل وما يقال عن مدينة روابي رام الله

بقلم : د . سمير محمود قديح
كاتب واعلامي فلسطيني

تشكل مدينة "روابي" المجاورة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية أملاً لدى الطبقة المتوسطة في الحصول على مسكن بمدينة متكاملة المواصفات والتي تمثل تحولاً ملحوظًا بعيدًا عن الاختناق المروري والتمدد الحضري العشوائي الذي يطبع مشهده باقي مدن الضفة الأخرى.
وتمتد "روابي" عبر 23 حيًا متجاورًا تميز كل واحد منها بالتقنية العالية والبيئة المستدامة، فقد صممت في إطار مخطط رئيس قامت عليه شركة فن العمارة والهندسة وتخطيط المدن الدولية "أيكوم"، وبمشاركة خبراء من جامعتي بيرزيت والنجاح.
وتتميز هذه المدينة بأبنيتها المتألقة متوسطة الارتفاع وحدائقها العامة ومقاهيها ومناطق تسوّق ومواقع سكنية وتجارية محددة، إضافة لمراعاة مخططاتها لتوفير منطقة للمشاريع والأعمال التجارية ومركز ثقافي ومدرّج ومدارس ومساجد وكنائس ومستشفيات.
كما وستمنح روابي الأطفال والشباب فرصة تمضية أوقات الفراغ في أنشطة نوعية مثمرة من خلال توفر الملاعب والمرافق الرياضية الحديثة التي ستسهم في إشباع هواياتهم وتنمية قدراتهم. ولن تقتصر روابي على كونها منطقة سكنية أو تجارية، بل ستصبح المدينة بمرافقها الترفيهية ومراكزها الثقافية المتنوعة مقصداً ثقافياً للشباب الفلسطيني حيث ستحتضن المدينة مسرحاً حديثاً لاستضافة مختلف الأنشطة الفنية والترفيهية وستشكل محفلاً لرعاية التبادل الثقافي.
مع العلم أن مباني مدينة روابي تحمل الطابع المحلي للعمران الفلسطيني، وتتوزع على جوانب أرصفة شوارعها الأشجار والنباتات المحلية المزهرة، وللحفاظ على المشهد الجمالي للمدينة، حرص القائمون على انشائها على وضع مخطط لمد شبكات الغاز والكهرباء والمياه والاتصالات تحت الأرض،
وهذا يجعل منها مدينة غير مسبوقة في الضفة خاصة وأن إنشائها أخذ بعين الاعتبار تلبية احتياجات قطاع مهمّش يبعث على التعاطف معه من المهنيين الشباب ذوي التحصيل الجامعي ممن حالت أسعار الشقق والمساكن طويلاً دون تملكهم واحدة منها فمن خلال توفير مساكن على نطاق واسع يمكن للفرد شرائها. وبعد فترة قليلة فقط، يُنتظر أن يسكن المدينة حوالي 40 ألف فلسطيني.

إن مشروع روابي بمثل هذا التميز يحفز الاستثمار الفلسطيني ويساعد في تقليل البطالة التي تعتبر معضلة أساسية وذلك بتشغيلها لعدد كبير من الأيدي العاملة.
وتعتبر مدينة روابي إنجازا على صعيد بناء الدولة الفلسطينية ، إن هذا البناء هو مفخرة لكل فلسطيني ولكل عامل في المشروع، فالأمور بالنسبة للعاملين جيدة جدا وخاصة من ناحية السلامة العامة والأجور والحقوق مع العلم انه يعمل في مدينة روابي الآلاف من الموظفين من عمال و فنيين ومهندسين.

وتنسجم "روابي" بشكل جيد مع إستراتيجية السلطة الفلسطينية الجدية الخاصة ببناء المؤسسات وجذب استثمارات أجنبية باعتبارها حجر الزاوية للدولة المستقبلية في الوقت الذي يتمّ فيه تدريجياً تخفيف اعتماد الاقتصاد الفلسطيني على المانحين الأجانب.
وعلى الرغم من كل العقبات التي وضعتها إسرائيل وتضعها باستمرار، تحولت مدينة روابي من مجرد حلم فلسطيني إلى حقيقة، وأصبحت مدينة فلسطينية نموذجية ترى النور وتفتح أبوابها أمام الفلسطينيين باختلاف مستويات الدخل لديهم. ومقابل المئات من عمليات السيطرة على الأراضي والمصادرة الإسرائيلية لصالح البناء في المستوطنات، يبرز أمل فلسطيني جديد بإقامة أول مدينة عصرية تبنى وفق مخطط تنظيمي وهيكلي مسبق على أراض فلسطينية وبتمويل كامل من القطاع الخاص.
ويرى فلسطينيون أن مدينة روابي الواقعة شمال رام الله، بمثابة الدرع التي تحمي جزءا من الأراضي الفلسطينية من أطماع المستوطنين الطامحين إلى ضمها إلى حدود مستوطناتهم التي تجري توسعتها باستمرار.
ولم تحل مضايقات المستوطنين وتهديداتهم دون وقوف المدينةِ الجديدة على قدميها، والتي تضمّ 23 حيا سكنيا مزودا بكل المرافق العامة اللازمة.

ويعود الفضل وهذا الجهد المميز الى رجل الاعمال الكبير بشار المصري ، هذا الرجل البلغ من العمر52 عاما. يعتبر كبار رجال الاقتصاد في فلسطين ولد وترعرع في مدينة نابلس ودرس في الولايات المتحدة ،أسس عام 1994 شركة "مسار العالمية" التي تضم 15 شركة فرعية، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنشطة التجارية حول العالم. ويكمن هدف المصري في تأسيس أول مدينة حديثة في فلسطين.ولا تعد "روابي" بالنسبة لرجل الأعمال الفلسطيني مشروعا استثماريا فحسب، وإنما يرى في المشروع خطوة هامة نحو إنشاء الدولة الفلسطينية في المستقبل.ويهدف رجل الاعمال الكبير بشار المصري إلى بناء فلسطين عصرية، واجهات منازلها بسيطة ومبنية من الحجر المحلي، ومن دون وجود القمامة في الشوارع أو صحون لاقطة في نوافذ المنازل. هذا الرجل لسان حاله يقول:"أنَ مشروع مدينة روابي يُعد خطوة هامة على صعيد تثبيت الفلسطيني على أرضه، ويُشكل أهمية كبيرة في مجابهة التَمدد والتوسع الإستيطاني".
فهو اسس أول مدينة عصرية وفق مخطط حضري يواكب أحدث ما توصل إليه فن العمارة وينسجم مع الممارسات البيئية المستدامة.
إن روابي مشروع يدل على جهد مهم، نوعي، ومتطور من نواحي عدة أهمها أساليب العمل والتنظيم والحجم الضخم للمشروع، والآليات العصرية المتبعه للتخطيط.
لقد اشاد الجميع برجل الاقتصاد الكبير في فلسطين الاستاذ بشار المصري و بجهوده المتميزة في الإستثمارات لصالح شعبنا، وتأكيده الدائم على استخدام المنتج والأيدي العاملة الفلسطينية.