بعد إصابتها بشظية في الظهر ..ميرفت : تركها أهلها شهيدة في المنزل فزحفت إلى الحياة في اليوم الثاني

بعد إصابتها بشظية في الظهر ..ميرفت : تركها أهلها شهيدة في المنزل فزحفت إلى الحياة في اليوم الثاني
غزة -خاص دنيا الوطن اسامة الكحلوت

وضع الكيان الاسرائيلى بصمته في كل مكان خلال الحرب التي لم تضع أوزارها بحلول ترضى الشعب الفلسطيني ، فكل بصمة سجلت في منازل المواطنين وأجسادهم كانت عبارة عن قصص وروايات يسجلها التاريخ الفلسطيني في أقذر حرب شنتها إسرائيل على القطاع .

وككل سكان قطاع غزة حملت السيدة ميرفت أبو سنيدة " 29 عاما "  قصة نجاة بعد الموت تحت النيران والقصف العشوائي في المنطقة الشرقية لمدينة رفح ، حيث تعمدت إسرائيل على قتل عشرات المواطنين الأبرياء ومحاولة مسح المنطقة بكاملها على رأس السكان ، فبعدما بدأ سريان التهدئة لثلاثة أيام حاصرت إسرائيل السكان العائدين لمنازلهم وقصفتهم بالطائرات والدبابات .
عادت أبو سنيدة إلى منزلها برفقة بناتها الثلاثة ووالدة زوجها وابنتها إلى منزلهم الواقع بالقرب من مطار غزة شرقي المدينة ، حيث تعتبر هذه المنطقة مسرح أحداث ساخنة طوال أيام الحرب ، وبمجرد دخولها المنزل  جلسوا قليلا ليستريحوا في ساحة منزلهم ، لتبدأ قصص الدمار لهم ولجيرانهم بقصف المنازل المرتفعة وسقوط القذائف على المارة ، وأصيبت أبو سنيدة بشظية في ظهرها نتيجة استهداف منزل عال ملاصق لمنزلهم .

سقطت على الأرض وأصبحت تعوم في بركة من الدماء ثم انهالت عشرات ومئات القذائف على المنطقة مما دعا والدة زوجها الخروج من المنزل مع بناتها معتقدة بان الأم استشهدت ، فخرجت لتنجو ببقية الأسرة باتجاه المناطق السكنية بمدينة رفح ، ونزفت الدماء من الأم أبو سنيدة بكميات كبيرة ، حيث وقفت ابنتها التي تبلغ من العمر خمسة سنوات بجانبها وهى مضرجة بدمائها دقائق طويلة وهى بحالة صدمة ، حيث قالت للجدة لحظة خروجها " هاى دم امى على رجلي " .

بتعب وإرهاق أسندت نفسها وروت لمراسلنا ما جرى معها قائلة: " اصابتى كانت مباشرة وخروج الأسرة كان بعد اعتقادهم اننى استشهدت بعدما شاهدوا كمية الدماء التي سالت منى ، اعتقدت أيضا اننى سأموت نظرا لخلو المنطقة كلها من السكان ولم اسمع طوال الليل سوى سقوط القذائف هنا وهناك وانفجارات في كل مكان ، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول للمنطقة نظرا لخطورتها ".

وأضافت: " بقيت مكاني داخل المنزل افقد الوعي لساعات ثم أعود للحياة وأصحو من نومي لشدة الانفجارات التي تحدث في المكان ، ثم أعود للإغماء وبقيت على هذا الحال من الساعة الثانية عشر ظهرا حتى نفس الساعة من اليوم التالي ، إلى أن جاء طوق النجاة الذي دب في قلبي معنى الحياة ".

زحفت قليلا من مكان إصابتها وسط منزلها عندما سمعت صوت الدراجة النارية الخاصة بأحد جيرانها ، فهرعت نحو الباب زاحفة قليلا للاقتراب منه ليسمع صوتها ، ثم نادت بصوت عال عليه ، ليسمع على الفور النداء وتعود الحياة من جديد.

 واشارت الى ان قدومه لتفقد منزله كان طوق النجاة لي وإعادة الأمل بالحياة بعد وفاتي ليوم كامل والدم ينزف منى تحت القذائف والصواريخ ، ولم أشاهد بجانبي في الليل سوى الكلاب والقطط التي دخلت من الباب واستقرت قليلا بجانبي ثم خرجت " .

وتابعت: دخل المنزل سريعا نظرا لعدم إغلاق الباب بعد خروج  الحماة والأطفال ، ثم قام بحملها والخروج للشارع ،منوهة الى انه قام بإخفاء دراجته النارية لحظة وصوله للمنطقة عن أعين طائرات الاستطلاع التي تستهدف اى شئ يتحرك في المنطقة .

واستطردت: نظرا لعدم قدرة الإسعاف على الوصول للمنطقة ، قام سائق الدراجة النارية بحملها خلفه على الدراجة النارية ، وقام بإيصالها للمناطق الآمنة التي تتواجد فيها سيارات الإسعاف ، وتم نقلها للمستشفى .

وعادت الحياة لميرفت بعد موتها ليوم كامل وانعزالها عن العالم ، وتنقلت من مستشفى النجار برفح إلى الاوروبى نظرا لصعوبة حالتها ، وتم استخراج عدة شظايا من الظهر والبطن والمعدة ، وترقد حاليا في منزل عائلتها بتل السلطان غربي مدينة رفح ، ولم تتمكن من التحرك يمينا أو يسارا نظرا لوجود الجروح في كل أنحاء جسدها .

يشار الى ان بقية الأسرة وبناتها يرقدون حاليا في مدرسة للإيواء وسط مدينة رفح برفقة عشرات المواطنين الذين ما زالوا يتواجدوا داخل المدارس لعدم وجود حلول رسمية لهم بعد هدم منازلهم ، وعدم توقف الحرب حتى ألان .

ميرفت ابو سنيدة لدنيا الوطن

التعليقات