صور.. جنين القديمة هجرها اهلها ومرتادوها

صور.. جنين القديمة هجرها اهلها ومرتادوها
جنين- دنيا الوطن 
 في السيباط السوق القديم في مدينة جنين، لا شيء بعد يذكر بان هذه المنطقة تمت للاسواق بصلة فرغم الازدحام في الاسواق الجديدة في المدينة الا ان الهدوء سيد الموقف في هذا المكان الذي تعج من ارجائه العتاقة .لاشيء هنا كما كان حتى الحجارة التي رصفت بها الطرقات الضيقة في السوق تغيرت .ووسط هذه الحالة كتب الحاج ابو سليم على محله عبارة “المحل للبيع”، وقد جلس على كرسيه المعتق ايضا داخل المحل المنوي بيعه.ابو سليم السبعيني من عمره يروي ايام “العز” التي كان فيها السيباط يشكل مقصدا لكل المتسوقين والباعة لكل ما هو ” بلدي” واصلي ، حيث كان السوق يعج بالمتسوقين .اليوم ابو سليم بعد ان تقدم به العمر لم يعد يقوى على حمل تبعات محله فعرضه للبيع .ولكن ليس هذا فحسب وانما ضعف الحركة التجارية جعلت من الصعب على اي محل الاستمرار بعمله في ظل خلو السوق من المتسوقين، وعدم تمكنهم من الوصول اليها بعد اغلاق مداخله ما ادى لمنع السيارات من الوصول الى وسط السوق.وعند الدخول للسوق هناك بضع محال مازالت تحتوي السلع وتعرضها وكلها تتعلق بالزراعة والثروة الحيوانية، ويقول ابو سليم :” كان السوق مليئ بالحليب ومشتقاته، كانت النسوة ومن يصنعن اللبن ينتشرن في ارجاء السوق ويبعن اللبن هنا، لكن الان انظر كيف هو فارغ “.ويرى ابو سليم بان الجهات المختصة واولها البلدية من تتحمل المسؤولية عن هذا الوضع في معلم تاريخي مثل السوق القديم الذي بدونه لا تعني جنين شيئا.الحال مشابه لدى ابو فؤاد على بعد امتار من محل ابو سليم ، فحالة التذمر واضحة وشح الاقبال ايضا الا انه مازال يفتح محله ويقوم بالتجارة بما هو ممكن .كان ابو فؤاد جالسا خلف كمية من الزيتون الاخضر فقد بدأ موسم قطفه لتوه متقدما عن اعلان الحكومة ب 3/ 10 موعد قطف ثمار الزيتون، واعتاد ابو فؤاد في هذا الموسم على المتجارة بالزيتون الاخضر ، فله زبائن يقصدونه يبيعونه ويشترون منه .لكن هذا قليل مما تبقى من حياة التجارة التي عاشها ابو فؤاد في هذا المكان . ويضيف وقد بدت على وجهه ملامح العتب:” ربما لان الشباب يحبون التجديد والحداثة، اصبحوا لا يأتون الى هنا ويقصدون السوق الجديد، هذا تاريخ وتراث لكن لا احد يقدر ولا يهتم.وعن قضية الاهتمام من الجهات الرسمية يقول ابو فؤاد “اهملوا السوق بل اغلقوه من الجهتين الامر الذي حال دون وصول السيارات الى وسطه ، فبينما كانت المركبات تمر من هنا -وهو يشير الى طريق بدلت ارضيته من حجارة تراثية قديمة لحجر جديد- فمن يحتاج لشيء يشتريه في طريقه، اما الان اصبح بعيدا وصعبا على المواطنين الوصول الى هنا.من جانبه وليد ابو مويس رئيس بلدية جنين نفى ان تكون هذه المحال مغلقة وانما هي مخازن لاصحاب المحلات التي تعمل هناك. ويقول ابو مويس:” هذه المنطقة قمت بترميمها وتاهيلها كمنطقة اثرية وموقع سياحي الا ان انتفاضة الاقصى احدثت دمارا وخرابا كبيرا في المنطقة وهذا احدى الاسباب لضعف السوق.ومن ناحية اخرى يتابع ابو مويس بان السوق يفتقر للابواب الرئيسية التي تسمح بدخول المواطنين بسبب اغلاق المداخل منذ الانتفاضة ، اضافة لصعوبة الوضع الاقتصادي اصلا بشكل عام.وقال ابو مويس ان المحال المغلقة هي مخازن وليست مغلقة او معدومة الجدوى وانا اتحدى”، مضيفا نحن نحاول اعادة ترتيب هذا المكان الا ان هناك جهات لم يسمها تقوم بامور خارجة عن العرف معنية بالتخريب وكثير من القضايا التي لا تجوز تعطل ذلك.وجدد ابو مويس استعداد البلدية عمل ما هو ممكن لاجل لترتيب اوضاع هذا المكان وعلى استعداد لذلك.من جانبه مفتي قوى الامن الفلسطينية الشيخ محمد سعيد قال :” جنين كلها مهملة ليس فقط هذا المكان سواء الاماكن الاثرية او التاريخية كلها مهملة”.واضاف:” اما البلدة القديمة فهي وقف وهذه مشكلة من الاوقاف الاسلامية بداية واصل الاوقاف ان تعنى فيها وتجد الامور المسهلة لمن يريد الاستثمار فيها كما جرى في الخليل من تشجيع لمن يريد الاستثمار والعمل في هذا السوق ، اما في جنين فالبلدة القديمة فقد تكون ايلة السقوط بعد اعوام قليلة دون اي اهتمام .وتابع على الرغم من “السيباط” اهم معلم في جنين الا انها مهملة ولا احد يكترث بها وهناك مسؤولية على كل الجهات ومسؤولية جماعية وليست فردية حتى نحن اهل البلد مقصرين .وناشد المفتي سعيد الجهات ذات العلاقة من بلدية ومؤسسات عامة العمل على احياء البلدة القديمة بتخفيف شروط الاستثمار وتقديم اعفاءات للتجار حتى يتمكنوا من العمل بهذا المكان واعادة الروح اليه.وتساءل مفتي قوى الامن اين ذهبت الحجارة التاريخية التي كانت مرصوفة في طرقات البلدة القديمة؟ هل بيعت مقابل اموال لجهات معينة؟ اذا لم تباع اين هي؟ ولماذا يتم استبدالها بحجارة عمرها ثلاثة اشهر بينما كانت تشكل تاريخا قديما لجنين ؟!هذه جنين القديمة او كما تعرف بالسيباط هجرها اهلها ومرتادوها فهل من مجيب؟!!






التعليقات