لأول مرة… أمير قطر يكشف: واشنطن طلبت من والدي حث حماس على المشاركة بالانتخابات التشريعية

لأول مرة… أمير قطر يكشف: واشنطن طلبت من والدي حث حماس على المشاركة بالانتخابات التشريعية
رام الله - دنيا الوطن

كشف أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن أن الأمريكان طلبوا من والده الذي كان أميرا لقطر قبل عشر سنوات التحدث لحركة حماس من أجل حملها على المشاركة في الانتخابات الفلسطينية "التشريعية".

وقال تميم خلال مقابلة أمس مع المذيعة كريستيان أمانبور على شبكة «سي. إن. إن» الأميركية إن والده قال لقياديي حماس آنذاك إن الأميركيين طلبوا أن تشاركوا في الانتخابات المقبلة، وكان ردهم أننا سنشارك، ولكن هل تعتقد أن المجتمع الدولي سيقبل بنا؟.. فقال والدي: أجل، لأن الأميركيين تمنوا علي أن أطلب منكم المشاركة.. وشاركوا».

وعن الفرق بين حركة حماس قبل 10 سنوات وحركة حماس اليوم، قال تميم: " أعتقد أن الفرق هو أن حماس باتت اليوم أكثر واقعية.. فقياديوها يؤمنون بالسلام ويريدون السلام، ولكن على الطرف الآخر أن يؤمن بالسلام، وأن يكون واقعياً أكثر ".

وحول وجود بعض الخلافات مع بعض الشركاء في التحالف فيما يتعلق مثلاً بجماعة الإخوان المسلمين وكذلك حركة حماس، أوضح أمير قطر أن هناك خلافات مع بعض الشركاء في التحالف، حيث سادت حالة من الضبابية في بداية الربيع العربي بالنسبة إلى الجميع، وبخاصة في المنطقة، لأن التطورات كانت تجري في بلدان مجاورة، والجميع خطا خطوات مختلفة في السياسة الخارجية، وقد اتبعت قطر السياسة الخارجية الصائبة من منظورها حينها، وهي المساعدة والوقوف إلى جانب الشعوب العربية التي تطالب بحريتها وكرامتها، مشيراً إلى الانتخابات المصرية التي انتخب فيها الشعب حكومتَه، وكان قد انتخب حينها الإخوان المسلمين.

وأشار أمير قطر، في هذا الصدد إلى أن دولة قطر قدمت المساعدة إلى الحكومة العسكرية المصرية قبل الإخوان المسلمين، وبعد تنحي الرئيس حسني مبارك مباشرة، وأن ما يدعيه البعض بدعم الإخوان المسلمين غير صحيح، فالدعم الذي قدمته قطر كان للحكومات المصرية المتعاقبة، وما زال مستمراً، لذلك فالأمر لا علاقة له بالإخوان المسلمين.

وحول سؤال عن وجود عدد من قيادات تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في قطر، أجاب بأنه بعد ما حدث في مصر قبل عام، جعل العديد من قياديي الإخوان المسلمين يأتون إلى قطر لأنهم كانوا مهددين وخائفين، وهم في أمان وموضع ترحيب في قطر، طالما أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي وما زال البعض موجوداً والبعض الآخر منهم غادر البلاد، لأنهم يؤمنون بأنه آن الأوان لممارسة العمل السياسي، وهم مدركون أن قواعد بقائهم في قطر تمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي ضد أي بلد عربي آخر.

وشدد أمير البلاد على أن دولة قطر تدعم كل الشعب الفلسطيني، قائلاً " نحن نؤمن بأن حماس هي مكوِّن مهم من الشعب الفلسطيني.. لدينا خلافات مع أصدقاء يعتبرونها مجموعة إرهابية، نحن لا نعتبرها كذلك ".

وحول العلاقات القطرية - الإسرائيلية، قال " إننا نؤمن بالسلام.. منذ عامي 1991 و1993، ومنذ عملية أوسلو وما بعدها ساعدنا كثيراً في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. إن الحرب في غزة قبل 3 سنوات والعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا دفعانا إلى قطع علاقاتنا الرسمية مع إسرائيل، ولكن في المقابل نحن نؤمن بأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوضع هو التوصل إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. علينا الضغط على الجانبين للتوصل إلى السلام ".

وأضاف " لا مشكلة لدينا في إعادة هذه العلاقة مع الإسرائيليين طالما أنهم جادون في السعي إلى السلام وفي حماية الشعب الفلسطيني ".

وعن استراتيجية دولة قطر في السياسة الخارجية، قال تميم بن حمد آل ثاني " نؤمن بالسلام والحوار والوساطة بين الدول لحل المشاكل.. ونحن شعب ناجح جداً.. وهذا ما سأسعى إلى التركيز عليه.. لست مع طرف ضد آخر.. لدينا طريقة تفكيرنا الخاصة بنا في السياسة الخارجية، وعلى الآخرين احترام ذلك».

وأضاف " أن سياسة صاحب السمو الأمير الوالد هي الأفضل لقطر، وخاصة فيما يتعلق بالحوار وتسوية المشاكل والوساطة، وهذه ستكون سياستي.. بالطبع لا نعلم ما قد يطرأ في المستقبل».

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي في سوريا، قال: " هدفنا حماية ومساعدة الشعب السوري.. كانت انطلاقة الثورة سلمية في سوريا، إلا أن النظام بدأ القتل والمجازر في حق شعبه.. وعندها دعونا إلى توفير السلاح للشعب السوري من أجل حماية أنفسهم، وأنه ما لم نقم بذلك ستحصل مجازر أخرى في سوريا ".

التعليقات