ماذا بعد وقف الحرب الاسرائيليه على غزة ؟

ماذا بعد وقف الحرب  الاسرائيليه على غزة ؟
 بقلم : د. بركات الفرا

توقفت  الحرب الاسرائيليه المدمره على قطاع غزه ولكن حرب اسرائيل على القطاع وعلى فلسطين لم تنتهى ربما يكون القادم اعظم فاطالما الاحتلال الاسرائيلى مستمر فالعدوان مستمر  وتجدد الحرب قائم ومتوقع ومزيد من الشهداء والجرحى  والدمار محتمل فى اى لحظه بعيدا عن عبارات النصر والهزيمه فان صمود شعبنا البطل فى القطاع كان اسطوريا ولكن الدمار كان اسطوريا ايضا ومن سمات الدول المتقدمه بعد انتهاء الحرب تشكل لجان تحقيق محايده تحلل وتفسر ماذا جرى وتحدد مواطن الضعف والقوه وكيفيه الاستفاده فى المستقبل من دروس هذه الحرب وتحدد المسئوليات ايضا ووضع رؤي لاحتمالات المستقبل وكيفيه مواجهتها من هنا نتمنى على قيادتنا بتشكيل لجنه محايده لدراسه العدوان الاسرائيلى على قطاع غزه من مختلف جوانبها ونشر النتائج الى الرأى العام والاستفاده من دروس الحرب واستثمار ايجابيتها فى صراعنا مع العدو الصهيونى  نحن فى حاجه الى رسم معالم للطريق حتى لا نتوه وحتى لا يفلت الزمام من ايدينا وحتى نضع حدا فاصلا بين فتره زمنيه انتهت ومستقبل ات  بصراحه اكثر فاننا مطالبون ان نكون صرحاء مع بعضنا البعض بما يخدم المصلحه العليا لشعبا كفانا وجع قلب وكفانا غض الطرف عن قضايا تمس مصير شعبنا ومشروعنا الوطنى لم يعد بالقدس منزع ولم يعد السكوت او غض الطرف بضاعه ممكن ان يشتريها احد فهذه بضاعه باتت غير مرغوب فيها ولا تحقق للشعب اهدافه فى الحريه والاستقلال

ان تجزئه قضايا الوطن امر غير مرغوب فيه وغير مبرر فقضايا الوطن لا تتجزأ , فلا يمكن فصل فصول العدوان الاسرائيلى المتكرره على قطاع غزه عن ما يجرى فى الضفه من استيطان واستلاء على الاراضى وتهويد القدس والمداهمات والاعتقالات والاغتيالات ونزع السياده كامله باستمرار الاحتلال الصهيونى لأرض دولة فلسطين

إن الذى لايستفيد من تجاربه ويقرأ هذه التجارب ويأخذ منها العبر هو اعمى البصيره ولا يمكن ان يحقق اهدافه, وسيظل بين المد والجزر وبين لحظات النور وكثافة الظلام لعل المشهد الفلسطينى برمته يحتاج الى قراءه من جديد  قراءة ترتكز على أربعه محاور رئيسية:

المحور الأول : دراسة وفهم حقيقى ومعمق لسياسات عدونا الاسرائيلى والغوص فى عقليته الاستعماريه والتعرف على مخططاته المستقبليه والتعرف على أساليبه التى يتبعها فى تنفيذ خططه وسياساته ضد شعبنا وأساليب تسويف هذه السياسات على المستوى الدولى والى اى مدى  يستوعب العالم هذه السياسات

المحور الثانى : دراسه جاده وواقعيه وعلميه للموقف الدولى والموقف الاقليمى والموقف العربى والموقف الاسلامى من قضيتنا الوطنيه بما يكفل تحديد دقيق لتلك المواقف والى اى مدى هى معنا او ضدنا او محايده حتى لا نعيش فى وهم وحتى نحدد بدقه قدراتنا ونبلور قرارت سياسيه تحقق اهدافنا

المحور الثالث : ترتيب البيت الفلسطينى على اسس ومبادئ وطنيه  خالصه ومجرده وبعيده عن تزيف الواقع او العيش فى وهم غير مبرر  فترتيب البيت هو حجر الزاويه فى الحفاظ على المشروع الوطنى الفلسطينى وتحقيق اهداف الشعب فى الحريه والاستقلال والعيش الكريم فى امن وسلام

المحور الرابع : وضع وتبنى سياسات علميه تتمشى مع الواقع الذاتى والموضوعى يشارك فيها الشعب من خلال مؤسساته الشرعيه حتى يكون راضى عن تنفيذ هذه السياسات ويكون الجهد الفلسطينى موحد وطاقته مجمعه من اجل الوصول الى الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس.

بقدر ايماننا فى وطننا ومقدساتنا يجب ان تكون ثقتنا فى انفسنا وقيادتنا بدون ذلك من الصعب ان نوحد الصف ونلم الشمل ونستثمر الجهد ونضع حدا للعنف الاسرائلى

اعتقد ان حرب اسرائيل على غزه استثمارها ان لم يتحقق تكون خسارتنا فادحه والخشيه ان نتائج هذه الحرب تلحق بسابقها من الحروب وتلحق ايضا بانجازات تاريخيه لم نستثمرها بالشكل المناسب وابرزها العوده الى ارض الوطن واعتراف العالم الكبير بدوله فلسطين كعضو مراقب فى الامم المتحده وراى المحكمه الدوليه الاستشارى بعدم شرعيه جدار الفصل العنصرى الذى اقامته اسرائيل فى الضفه الغربيه

ان الاوان ان نضع الامور فى نصابها الصحيح ولا نجعل الاحداث الجسام تمر مر الكرام دونما دراسه وتقييم والاستفاده من نتائجها ان المستقبل الاقوياء  الذين يرتكزون  فى رسم خططهم على اسس علميه باحته ويستشرفون المستقبل ولا يكتفون بالنظر تحت اقدامهم او يعيشون يوم بيوم وعلينا الاستفاده من تجربه عدونا فى اقامه دولته على ارضنا وعلى حساب حقوقنا كيف خطط لها ونفذها خلال نصف قرن ما بين المؤتمر الصهيونى الاول عام 1897 واقامه الدوله الاسرائيليه عام 1948 وان اختلف الزمان والمكان والقوى الدوليه والاقليميه ونظام العالم بأسره الا ان المبدأ الاساسى يظل قائما متمثلا فى التخطيط والتنفيذ وغير عدونا الكثير من الامثله

ليس من نافله القول ان اكثر ما يغص مضجع عدونا هى الحرب الناعمه التى خاضتها قيادتنا ضده واصابته فى مقتل فى كثير من مواقع كانت تمثل مناطق نفوذ له ولكن هذا ليس وحده قادر على انجاز الهدف الاكبر المتمثل فى دحر الاحتلال وانجاز الاستقلال بل الامر يتطلب تضافر عوامل مشتركه سياسيه واقتصاديه ومقاومه وصمود وثبات على المواقف والحقوق ترتكز على الشرعيه الدوليه والقانون الدولى وعلى سواعدنا ومن يقف بجانبنا ومن يقف معنا ونخوض معركتنا السياسيه على قلب رجل واحد وليس بالتشكيك واتخاذ مواقف نشاز تضر بالمصلحه العليا للوطن والمواطن

يجب الا نغرق فى تفاصيل اعاده اعمار  قطاع غزه ورفع الحصار وفتح المعابر والميناء والمطار ومنطقه الصيد البحرى والمنطقه العازله رغم الاهميه القصوى لكل هذه القضايا الاساسيه يجب ان تكون القاطره والرافعه هى كيفيه انهاء الاحتلال الاسرائيلى لارضنا ووطننا بمختلف صوره واشكاله وتحقيق الاستقلال والانعتاق فبدون ذلك سيستمر العدوان حتى لو تم اعاده اعمار غزه والميناء والمطار  فكل ذلك قابل للتدمير من قبل دوله متجبره وطاغيه وظالمه هى اسرائيل نستثمر الوضع الدولى وقبله الوضع الفلسطينى الذى يحتاج الى وقفات تاريخيه لاعاده رسمه من جديد على اسس الوطن اولا واخيرا .

 

التعليقات