رسالة تلميذ من غزة إلى أستاذه في بداية العام الدراسي

رسالة تلميذ من غزة إلى أستاذه في بداية العام الدراسي
رسالة تلميذ من غزة إلى أستاذه في بداية العام الدراسي

"أستاذي الحبيب....معلمتي الفاضلة...
أطلب منكم في بداية هذا العام .. أن تضيفوا إذا سمحتم إلى مهنتكم الإنسانية النبيلة في التعليم .. دوراً آخراً ليس جديداً عليكم ..و لكننا بأشد الحاجة إليه الآن...

فنحن لم نعد نعيش في بيوتنا التي دمرت !!!
لم يعد والدي يذهب إلى متجره ..
بل كل ما يملكه الآن بسطة على رصيف الشارع..
و لم نعد نسكن كما كنا في بيتنا :لكل واحد منا غرفته....
بل إننا نعيش اليوم كلنا في غرفة واحدة ...
لم نعد نشتري الفواكه فلا تطلب مني دفتراً لكل مادة
صدقني لا توجد طاولة في بيتنا .. و صرنا نكتب و ندرس على الأرض ..
فلا تصرخ في وجهي إن لم يعجبك خطي...

أنا ما جئت لأتعلم فقط..
جئت و في قلبي أمل أنك أنت أيها المدرس يا وارث الأنبياء سوف تبعث الحياة و الأمل في قلبي الذي مات أو كاد...
لا تعلمني الحساب و الإعراب قبل أن تملأ قلبي حباً و أملاً ..!!
إنك إن لم تشعر بألمي فلن تصل كلماتك إلى قلبي...

معلمي العزيز قبل أن تعلمني حروف الهجاء وكيف أمسك بيدي قلمي
علمني كيف يكون وطني الجديد وكيف أرسمه في خيالي وعلمني كيف تكون خيمتي وفي بلدي ذاتي وكياني
وأرجع لي طفولتي التي هجرتني وتركتني لاحزاني
وعلمني كيف يكون مقعدي وأنا نسيت مكاني
وارجوحتي والعابي غادرو طفولتي وهذا ما أبكاني
علمني كيف أرسم وطني الجديد بأحلى ألواني
وأرفع بالعالي رأسي وأقول فلسطين هي لي كل أوطاني
وتكون الخارطة رسمي أنا وكل طفل فلسطيني المعاني
ونشيده الوطني بلدي فلسطين والاقصى عنفواني
معلمي ...
لم أعد أستطيع أن أراك ترفع عصاك لتضربني بها ..
بل أريد أن تفتح قلبك لتضمني إلى صدرك....
لا تسخر من نطقي إذا تلعثمت في القراءة أمام زملائي ..
فأنا الطفل الصغير صرت خائفاً من الموت .. و الرصاص .. والقصف
و لم أعد أحتمل مزيداً من الألم....

لا تعطني وظيفة صعبة لأكتبها في البيت فلن تستطيع أمي و لا أبي تدريسي ..
إنهم يبكون على أخي الذي استشهد اثناء العدوان ....
لقد كبرت قبل الأوان و صرت أخجل أن أطلب منهما مساعدتي في الدراسة لأني أراهما منهكين حزينين كالوردة عندما تذبل....

معلمي استحلفتك بالله... ألا تخيب أملي فيك.... و أن تكون بسمة أمل لي لا مصدر هم جديد . .

===

ضـــــــــيـــــــاء الــــقــــمــــر

التعليقات