حدود الضربة الأمريكية لداعش سورية

حدود الضربة الأمريكية لداعش سورية
بقلم : عبدالله عيسى

كما توقعنا في بداية الأزمة العراقية في حزيران الماضي أن التدخل العسكري الأمريكي لن يقتصر على داعش" الدولة الإسلامية " في العراق بل سيمتد لداعش والنصرة في سورية في الحسكة والرقة .

بعد قرار الرئيس الأمريكي اوباما بإعطاء التعليمات لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بالقيام بطلعات جوية في سوريا لأهداف معلوماتية واستخبارية تتعلق بداعش ولا اظنها ستقتصر على مواقع داعش والنصرة  والجيش الحر بل ستطال جميع القوى العسكرية بما فيها الجيش النظامي السوري.

ولكن هنالك تردد لدى البيت الابيض بخصوص توجيه ضربات عسكرية حاسمة لداعش في سوريا حتى لايتم المساس بمعادلة القوى المتصارعة بسوريا وهي التالية : الجيش النظامي والجيش الحر وداعش وجبهة النصرة " الدولة الإسلامية في سوريا " .

و البيت الابيض يرى أن الضربات الأمريكية ستكون محسوبة حتى لايتم تغيير على الأرض يضر بالمصالح الأمريكية .

واعتقد ان قيام امريكا بتوجيه ضربات قوية لداعش والنصرة من شانها إبقاء لاعب واحد وهو الجيش الحر الذي لا يستطيع بمفرده مواجهة قوات الاسد وقد يتعرض الجيش الحر للابادة على يد قوات الأسد والقوى المتحالفة معه الإيرانية وحزب الله .

هذه المعادلة جعلت الإدارة الامريكية تتردد في توجيه ضربات قوية لداعش وان تأخذ الوقت الكافي لدراسة نوعية الضربات المتوقعة حيث تعتبر الطلعات الجوية الأمريكية الاستطلاعية بطائرات بدون طيار تمهيدية للضربات القادمة .

التردد الامركي لا يطال توجيه الضربات فقط بل يطال عملية تسليح الجيش الحر ايضا حيث تخشى الإدارة الأمريكية من وقوع السلاح المتطور بيد داعش والنصرة وفي الوقت نفسه تريد تقوية الجيش الحر بعملية محسوبة بدقة عسكريا ومن هنا طلبت امريكا من الدول الخليجية وتركيا تزويد الجيش الحر بنوعية سلاح يحظى بموافقة أمريكية مسبقة وبترشيد كميات السلاح التي تصل للجيش الحر .

ومن هنا دعا الجنرال مارتن دمبسي رئيس الأركان الأمريكي دول الجوار مثل السعودية والأردن وتركيا إلى تشكيل حلف لمواجهة "داعش"، وحسب دمبسي "فالإدارة ترى أن مفاتيح الحل تكمن في يد قادة المنطقة".

وأما دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم والتي عرض فيهاعلى واشنطن استعداد النظام في دمشق المشاركة في الحرب الدولية والإقليمية على تنظيم "داعش".وتهديده بان شنّ أيِ ضربات جوية على التنظيمات الإرهابية داخل سوريا سيعتبر عملاً عدوانياً إذا لم يتم التنسيق مع الحكومة السورية."  فقد قوبلت برفض أمريكي مطلق .

 لغاية الآن ستكون الضربات الأمريكية ضد داعش في سوريا محدودة كما هو الحال في العراق نظرا لوجود حسابات معقدة جدا في سوريا واقل تعقيدا في العراق ولكن المعادلات السياسية والعسكرية في العراق وسوريا تمنع أمريكا من توجيه الضربات القاضية التي تريدها الحكومة العراقية والنظام السوري ودول الجوار .

التعليقات