القرار .. للميدان فقط !

القرار .. للميدان فقط !

كتب المحرر السياسي

يبدو من الواضح ان المقاومة الفلسطينية قد اتخذت قرار الصدام البطيء مع اسرائيل وقررت حرب استنزاف طويلة قد تستمر لساعات أو ايام او شهور حتى , فردود المقاومة المحسوبة والمحددة توحي بأنّها اتخذت القرار بالاستمرار حتى موافقة اسرائيل على مطالبها دون مفاوضات جديدة .

بعد بيان كتائب القسام المصوّر أول امس وعلى الرغم من اغتيال ثلاثة من كبار قادة حماس يمكن تصنيفهم في الصف المتقدم عن الصف الاول في الجناح العسكري لحماس إلا ان ردود القسام كانت طبيعية ولم تزد المقاومة اعداد صواريخها بعد استئناف العدوان على غزة واستمرّت بالمعدل الطبيعي اليومي .

المقاومة الفلسطينية اعلنت على لسان المتحدث باسم القسام انها ستخوض حرباً طويلة مع اسرائيل حتى تذعن اسرائيل لشروطها , واسرائيل من جهتها استمرت في عدوانها واستهدافها للمدنيين والاطفال في محاولة للضغط على حركة حماس والمقاومة في غزة للقبول بتهدئة جديدة او وقف شامل لاطلاق النار .

من الواضح انّ لقاء الرئيس ابو مازن وخالد مشعل بحضور امير قطر لم يخرج باي جديد على الاقل اعلامياً , وتجدد لقاء الطرفين اليوم الجمعة ربما يفضي الى اتفاق جديد سيحمله الرئيس ابو مازن الى القاهرة في لقائه مع الرئيس السيسي يوم السبت .

وفي الجانب الاسرائيلي يبدو من الواضح ان المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي اكتفى بتوجيه ضربتين للجناح العسكري لحركة حماس ليسوّقها للداخل الاسرائيلي ومن الواضح ان نتنياهو يستطيع الان التوجه لوقف اطلاق نار بموافقة الكابينيت المتطرف فمحاولة اغتيال قائد القسام واغتيال ثلاثة من قادة الجناح المسلح في رفح اشارات كافية لتسويقها للداخل الاسرائيلي الذي لا يتحمّل استمرار الحرب والصواريخ نظراً لمستوى الرفاهية الذي يعيش به الاسرائيلييون .

السيناريوهات المتوقعة اسرائيلياً :
* العودة الى القاهرة والموافقة على آخر وقة قدمها الوفد الفلسطيني لمصر وارسلتها مصر الى الوفد الاسرائيلي وتتضمن مرونة فلسطينية كبيرة وتأجيل بحث عدة قضايا هامة الى ما بعد شهر كامل من وقف اطلاق نار شامل , وهذا الخيار المتوقع والأكثر امكانية لتحقيقه قريباً .

*في حال واصل الكابينيت المتطرف رفضه للمبادرة المصرية واصراره على نزع سلاح المقاومة فانّ اسرائيل ستوافق مباشرة على قرار مجلس الامن الدولي الذي من المتوقع ان يصدر منتصف الاسبوع القادم وستنهي اسرائيل عدوانها على غرار انهاء عدوان تموز في لبنان , لكن يبقى مدى قبول المقاومة بما سيتضمنه قرار مجلس الامن وقد ترفض المقاومة القرار وتعود حرب الاستنزاف .

* في حال نفذت المقاومة الفلسطينية عملية عسكرية كبيرة وقامت بمفاجأة جديدة وهذا ما يتوقعه المحللون العسكريون الاسرائيليون رداً على اغتيال اسرائيل قيادات عسكرية في القسام فإنّه من المتوقع ان تتعقد الامور أكثر وقد تقدم اسرائيل على عملية برية كما قامت بها في منتصف عدوانها المستمر .

* الاعلان عن انسحاب احادي الجانب ووقف العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة كما قامت بذلك في بداية العدوان , لكن سترفض المقاومة خروج اسرائيل بهذه الصورة على غرار حرب 2009 وستستمر بوجباتها الصاروخية اليومية وقد تقوم بعمليات اكثر ايلاماً .

اما من جانب المقاومة فان السيناريوهات التالية ستكون امامها :

* في حال وافقت اسرائيل على الورقة الفلسطينية الاخيرة التي عرضتها في القاهرة فقد تتوافق الفصائل والمقاومة على الالتزام بوقف اطلاق النار وينتهي العدوان الاسرائيلي مقابل فك الحصار جزئياً وترحيل القضايا الحساسة الى ما بعد شهر من وقف النار الشامل .

* صدور قرار مجلس الامن الدولي بصيغته المسربة الحالية لن يرضي الفصائل الفلسطينية ولا يرقى للتضحيات التي قدمتها المقاومة في غزة فمن المتوقع ان ترفضه الفصائل وفي حينه يعود القرار الحالي باستمرار "حرب الاستنزاف" 

* الاستمرار بحرب الاستنزاف باطلاق رشقات صاروخية مكثفة قصيرة المدى على بلدات غلاف غزة واطلاق رشقات بعيدة المدى بكمية قليلة ووجبة يومية مستمرة على اماكن محددة كمطار بن غوريون وحقل الغاز والاماكن الحساسة اسرائيليا والتي تؤثر عليها اقتصاديا وجماهيرياً وهي من اساسيات حرب الاستنزاف , وتستمر المقاومة بوجباتها اليومية الى حين موافقة اسرائيل على المطالب المعروضة .

* موافقة الفصائل الفلسطينية على البدء بمفاوضات جديدة سواء في القاهرة او عبر وسيط آخر لكن دون ان يكون هناك وقف اطلاق نار او تهدئة انسانية , وقد تفضي تلك المفاوضات الجديدة عن اتفاق بين الطرفين لوقف النار الشامل .

وامام كل تلك السيناريوهات لا يمكن الحكم على امكانية نجاح اي خيار من الخيارات المفتوحة أعلاه ولا يمكن حصر الخيارات بتلك البارزة والواضحة اعلامياً , والميدان مفتوح لكل شيء ولا يمكن تقدير صورة الساعات القادمة ان كانت بتصعيد او تهدئة , فكل ذلك يعتمد على صورة الميدان المتغيرّة كل ساعة , لكن الثابت في ذلك ان المقاومة الفلسطينية اتخذت قراراً بحرب استنزاف طويلة مع اسرائيل حتى تسلّم الاخيرة لشروط المقاومة ..

ترصد دنيا الوطن اهم التصريحات والاخبار التي تؤكد السيناريوهات أعلاه

اسرائيل تستدعي الاحتياط :

اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن مجلس الوزراء الاسرائيلي وافق على استدعاء 10 الاف جندي احتياط جديد على حدود قطاع غزة.
وكان الجيش الاسرائيلي قد استدعى 2000 جندي احتياط يوم الاربعاء مع تجدد العدوان على غزة .

الحية والتهدئة :

أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية فجر الجمعة أن الحركة ستنظر بإيجابية لأي مبادرة دولية تمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه في ظل المساعي لبلورة قرار من مجلس الأمن الدولي. 

وقال الحية في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية فجر الجمعة "إذا ما تحققت مطالبنا فنحن جاهزون لنستجيب لذلك، علما أن هذه المطالب معروفة وواضحة ولا تحتاج لمفاوضات جديدة ".

وأكد الحية أن المقاومة تتمتع بحاضنة شعبية لا يفت بعضدها قتل أو تدمير أو تجويع، والشعب الفلسطيني لم يعد يثق بأحد يمكنه أن يعيد له حقوقه إلا المقاومة في ظل ما تنجزه له على الأرض.

وبشأن اللقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس محمود عباس، ذكر الحية أنه جرى بحث ما يخص الفلسطينيين من عدوان وهم وطني والاستكمال في خطوات المصالحة، مشيرًا إلى أنه ربما يعقد اجتماع ثاني اليوم الجمعة لاستكمال هذه المباحثات مع تأكيده أن شعبنا موحد على مطالبه.

مقترح قرار مجلس الامن مقدم من بريطانيا وفرنسا وامريكا ينص على التالي :

1. إعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.

2. وضع ترتيبات أمنية تمنع استئناف الأعمال العدائية.

3. حظر بيع أو تزويد قطاع غزة بالسلاح ومواد بالإمكان استخدامها لصنع أسلحة باستثناء الجهات المخولة بذلك في السلطة.

4. الامتناع عن تمويل "الإرهاب" والعمل من أجل إحباط تمويل كهذا.

5. إزالة القيود الاقتصادية والإنسانية المفروضة على القطاع من أجل إعادة إعماره وترميم الاقتصاد وتطويره.

6. فتح كامل للمعابر الحدودية إلى قطاع غزة من خلال أخذ الاتفاق الذي وقعته السلطة وإسرائيل عام 2005 بالاعتبار.

7. طالبت كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وضع نظام دولي لمراقبة تطبيق القرار وتكون له صلاحيات للتحقيق في خرق وقف إطلاق النار، ويكون بإمكانه المساعدة في عمل المعابر وضمان حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه.

8. جاء في الوثيقة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيطالب ببلورة خطة دعم للسلطة الفلسطينية بكل ما يتعلق بتعزيز القدرة على الحكم في القطاع. كذلك ستطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المساهمة في ترميم القطاع.

9. ينص البند الأخير في الوثيقة على استئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين بعد انتهاء القتال في غزة من أجل التوصل إلى سلام شامل "على أساس حلم الدولتين الديمقراطيتين – "إسرائيل" وفلسطين – تعيشان جنبا إلى جنب على أساس حدود العام 1967 بسلام وأمن".

الرشق: لا ترتيبات لزيارة مشعل للقاهرة

قال عزت الرشق عبر حسابه على الفيسبوك:" رداً على بعض استفسارات وسائل الاعلام لا ترتيبات لزيارة مشعل للقاهرة".

مشعل والتهدئة

 رهن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس العودة إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بـ"تأكد المقاومة من أن هناك ظرفا حقيقيا يدفع إسرائيل للتسليم بالمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها كسر الحصار المفروض على غزة".

وجدد مشعل، خلال حوار مطول مع وكالة الأناضول، تأكيده على تمسك المقاومة بمطالبها، قائلا "لن نتراجع عن مطالبنا الفلسطينية وعلى رأسها كسر الحصار عن غزة".

وأبدى استعداد المقاومة للقتال "حتى النهاية دفاعا عن النفس والأرض"، موضحا أن "الشعب الفلسطيني يقاتل منذ مائة عام، ولن يتعب من شهر أو سنة أو سنوات".

لقاء الرئيس ومشعل بحضور امير قطر :

أعلن القيادي في حركة "حماس" مشير المصري أن لقاء الدوحة الثلاثي بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الخميس، أكد على موقف المطالبة بشأن التهدئة في غزة.

وقال المصري في تصريح لوكالة انباء محلية إن اللقاء الثلاثي "جدد التأكيد على مطالب الشعب الفلسطيني الإنسانية، وضرورة رفع الحصار عن غزة، وعلى وحدة الموقف الفلسطيني ".

ولفت المصري إلى أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على الأسس الفلسطينية التي يجب اتباعها خلال الفترة المقبلة لوقف العدوان وإنهاء الحصار وإعادة اعمار غزة، منوها إلى أن اللقاء سار في ظل أجواء ايجابية.

هنية والتهدئة :

وشدد هنية على أن شعبنا الفلسطيني لن بأقل من وقف العدوان ورفع الحصار نهائياً عن غزة.

النخالة والتهدئة

أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن عمليات الاغتيال التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء خرق التهدئة تستدعي ردا قويا من قبل المقاومة الفلسطينية بغزة.

 وقال النخالة في تصريح لقناة الميادين مساء اليوم الخميس: "نتوقع أن يكون لراعية المفاوضات "مصر" موقفا حول استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مشدداً على أن مصر ليست مرتاحة لانسحاب الوفد الإسرائيلي من القاهرة. 

البطش والدور التركي القطري

صرح  القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش داعيا قطر وتركيا ليتكاتفوا مع مصر من أجل الوصول لاتفاق هدنة.

وقال البطش: "مع احترامي لتركيا و قطر أدعوهم ليأتوا و يتاكتفوا مع مصر من أجل الوصول الى إتفاق هدنة"

غانتس يريد الخروج من غزة ..

كشفت القناة الثانية على موقعها الالكتروني مساء اليوم الخميس بأن عدداً من أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" قد وجهوا انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة ضد رئيس هيئة الأركان "بيني غانتس" وقيادة الجيش على موقفهم من العملية العسكرية في قطاع غزة.

ولفت وزراء الكابينت إلى تصريح "غانتس" لدى خروج القوات البرية من قطاع غزة بأنه مقتنع بأن سكان المستوطنات المحيطة بالقطاع يستطيعون العودة إلى منازلهم لممارسة حياتهم الطبيعية بما يتناقض بشكل صريح مع المشهد الحالي.

وأثارت تصريحات غانتس تلك حفيظة بعض الوزراء في الكابينت، مشيرين إلى أن غانتس يريد إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، وإنه ينم عن رغبة جيش الاحتلال في إنهاء العملية بأي ثمن منذ عدة أيام.



التعليقات