هل يستطيع الجيش التونسي مواجهة داعش القادمة من ليبيا

بقلم : عبدالله عيسى
تهديدات داعش والجماعات الإسلامية الأخرى لم تعد تثير سخرية المحللين السياسيين على شاشات الفضائيات العربية واختفت لهجة الاستخفاف وحلت محلها تحذيرات من أعلى المستويات السياسية العربية بل أن هذه القضية أصبحت الآن الشغل الشاغل لعدد من الزعماء العرب .
الجيوش العربية تعد العدة وتعلن حالة الاستنفار والتي ستتدرج قريبا لتصل إلى حالة الاستنفار القصوى عندما تبدأ المواجهة العسكرية والتي لم تعد سوى مسالة وقت .
وقد حذرنا في مقالات سابقة وفي وقت مبكر جدا من خطورة الحالة والمواجهة باعتبار أن المواجهة لن تكون بين جيوش نظامية وكشف القصف الأمريكي لقواعد داعش " الدولة الإسلامية في العراق " عن هذه الحقيقة وان الغارات الأمريكية لم تحقق أي نتائج تذكر .
في شمال إفريقيا هنالك مركز الثقل للجماعات الإسلامية في ليبيا إضافة لوجود مهم على الحدود المصرية السودانية وعلى الحدود المصرية الليبية وعلى الحدود الليبية الجزائرية وعلى الحدود التونسية الليبية .. باختصار أصبحت ليبيا تحاصر كل دول شمال إفريقيا انطلاقا من دولة منهارة عمليا لايحكمها سوى الجماعات الإسلامية عمليا وشكليا هنالك حكومة ودولة تسير إعمالها وفق رضا وأهواء الجماعات الإسلامية .
نبدأ بالنقطة الأضعف عسكريا في شمال إفريقيا وهي تونس رغم ان مواجهة أي دولة عربية للجماعات الإسلامية لا تحتاج إلى جيوش جرارة ولن تحسب المواجهة بتعداد الجيش وإنما بأسلحته المناسبة لمثل هذه الحرب ولاسيما سلاح المروحيات والطائرات الحربية والوحدات الخاصة وتجهيزاتها البرية وهذه الأسلحة والإمكانات قد تشكل نقطة ضعف لدى بعض الجيوش العربية .
تأسيس الجيش التونسي
بعد استقلال تونس في عام 1956 أسس الرئيس الحبيب بورقيبة الجيش التونسي على أسس ما زالت سارية حتى الآن ولم تحيد عنها الجمهوريات الثلاث : الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي والمنصف المرزوقي .
كانت فلسفة بورقيبة تقوم على عدة أسس في بناء الجيش التونسي أولا : تونس ليست بحاجة إلى جيش جرار لانه لا يوجد أعداء لتونس وما تحتاجه تونس هو جيش صغير يحمي المكتسبات الوطنية وفي حال تعرض تونس لعدوان خارجي يوجد لتونس أصدقاء قادرون على حمايتها ويقصد بذلك فرنسا وأمريكا " هكذا شرح بورقيبة فلسفته في تأسيس الجيش بخطابات علنية موثقة على شاشة التلفزيون التونسي وكان التلفزيون يكرر عادة مقاطع من خطاباته القديمة والجديدة حسب المناسبات أحيانا في برنامج " من توجيهات الرئيس ".
ثانيا : الموارد المالية الضخمة التي سيستنزفها الجيش من موازنة الدولة يتم توجيهها إلى التعليم والصحة ورفاهية المواطن التونسي إما تسليح الجيش فيتم عادة منذ الاستقلال في معظمها معونات عسكرية من فرنسا وأمريكا وأوروبا .
ثالثا: الخدمة الإلزامية في الجيش كانت بضعة أشهر ثم ينتقل المجند الاحتياط إلى العمل بالخدمة المدنية التابعة للجيش مثل بناء الطرق والمنشات وغير ذلك .
رابعا: امتنع بورقيبة طوال فترة حكمه عن تعيين أي عسكري من الجيش وزيرا للدفاع وكان على الدوام وزير الدفاع اما محاميا او طبيبا او سياسيا لا علاقة له بالجيش مطلقا وهذا التوجه كان بسبب خوف بورقيبة الذي لم يكن يخفيه وكان يذكره في خطاباته أن العسكريين دائما لديهم طموح بالاستيلاء على السلطة بالانقلابات ولم يخالف هذا التوجه الا مرة واحدة فقط عندما عين الجنرال زين العابدين بن علي وزيرا للداخلية فتحققت مخاوف بورقيبة وقام بن على بانقلاب على بورقيبة في عام 1987 .
وعلى مدى عشر سنوات منذ اواخر السبعينات عصفت بتونس احدث شغب داخلية وقيام مسلحين من ليبيا باحتلال مدينة قفصة التونسية عام 1980 لأسابيع وقيل في حينه أن قوات فرنسية جوية تدخلت لتحرير المدينة من المسلحين إضافة لقوات فلسطينية مدربة على حرب العصابات .
الجيش التونسي استطاع مواجهة الشغب في الشوارع وأعاد الأمن والاستقرار للشارع التونسي ولكنه عجز عن مواجهات اكبر مثل أحداث قفصة أو الغارة الإسرائيلية على حمام الشط بتونس " مقر قوات الثورة الفلسطينية " في اكتوبر1985.
الجيش التونسي في المواجهة
رغم أن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أعطى اهمية للجيش إلا أن الجيش التونسي يحتاج إلى وقت طويل من الإعداد والتدريب بل أن الجيش حاليا نشر كافة المعطيات والإحصائيات والتسليح ومصدره وتعداده الذي وصل إلى 80 الف جندي منهم 50 ألف احتياط وكما نلاحظ اهتمام المرزوقي بالجيش بنشر معطيات دقيقة والقرارات التي اتخذها المرزوقي منذ تسلمه رئاسة الجمهورية التونسية .
هل يستطيع الجيش التونسي الآن مواجهة الخطر القادم من ليبيا ؟
هنالك معركة كبيرة تطل برأسها في ليبيا ضد الجماعات الإسلامية وهي معركة طاحنة رفضت الجزائر أن تشارك بها لان الدستور الجزائري يمنع الجيش من القيام بأعمال عسكرية خارج حدود الجزائر ولكن هل يتخذ البرلمان الجزائري قرارا استثنائيا إن تعرضت الجزائر للخطر .. لا احد يعرف .
وتحت هول الحرب الطاحنة في ليبيا فإما ان تقوم الجماعات الإسلامية بالتوجه إلى الحلقة الأضعف عسكريا وهي تونس والتسلل إلى الجزائر لفتح جبهات إضافية تخفف الضغط على ليبيا وإما هروبا من هول المعارك ولا سيما تونس تحديدا وفتح جبهة هناك .
ومن هنا فالمعركة لو تحددت حدودها الجغرافية بليبيا فان الجماعات ستوسع دائرتها إلى تونس أولا ثم الجزائر .. وبالتالي فالجيش التونسي رغم قلة أمكانته سيخوض معارك شرسة دفاعا عن حدود بلاده لان نجاح الجماعات بالتغلغل بتونس سيحول تونس إلى ليبيا جديدة واعتقد أن قوات عربية ستؤازر تونس إن لزم الأمر .
تهديدات داعش والجماعات الإسلامية الأخرى لم تعد تثير سخرية المحللين السياسيين على شاشات الفضائيات العربية واختفت لهجة الاستخفاف وحلت محلها تحذيرات من أعلى المستويات السياسية العربية بل أن هذه القضية أصبحت الآن الشغل الشاغل لعدد من الزعماء العرب .
الجيوش العربية تعد العدة وتعلن حالة الاستنفار والتي ستتدرج قريبا لتصل إلى حالة الاستنفار القصوى عندما تبدأ المواجهة العسكرية والتي لم تعد سوى مسالة وقت .
وقد حذرنا في مقالات سابقة وفي وقت مبكر جدا من خطورة الحالة والمواجهة باعتبار أن المواجهة لن تكون بين جيوش نظامية وكشف القصف الأمريكي لقواعد داعش " الدولة الإسلامية في العراق " عن هذه الحقيقة وان الغارات الأمريكية لم تحقق أي نتائج تذكر .
في شمال إفريقيا هنالك مركز الثقل للجماعات الإسلامية في ليبيا إضافة لوجود مهم على الحدود المصرية السودانية وعلى الحدود المصرية الليبية وعلى الحدود الليبية الجزائرية وعلى الحدود التونسية الليبية .. باختصار أصبحت ليبيا تحاصر كل دول شمال إفريقيا انطلاقا من دولة منهارة عمليا لايحكمها سوى الجماعات الإسلامية عمليا وشكليا هنالك حكومة ودولة تسير إعمالها وفق رضا وأهواء الجماعات الإسلامية .
نبدأ بالنقطة الأضعف عسكريا في شمال إفريقيا وهي تونس رغم ان مواجهة أي دولة عربية للجماعات الإسلامية لا تحتاج إلى جيوش جرارة ولن تحسب المواجهة بتعداد الجيش وإنما بأسلحته المناسبة لمثل هذه الحرب ولاسيما سلاح المروحيات والطائرات الحربية والوحدات الخاصة وتجهيزاتها البرية وهذه الأسلحة والإمكانات قد تشكل نقطة ضعف لدى بعض الجيوش العربية .
تأسيس الجيش التونسي
بعد استقلال تونس في عام 1956 أسس الرئيس الحبيب بورقيبة الجيش التونسي على أسس ما زالت سارية حتى الآن ولم تحيد عنها الجمهوريات الثلاث : الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي والمنصف المرزوقي .
كانت فلسفة بورقيبة تقوم على عدة أسس في بناء الجيش التونسي أولا : تونس ليست بحاجة إلى جيش جرار لانه لا يوجد أعداء لتونس وما تحتاجه تونس هو جيش صغير يحمي المكتسبات الوطنية وفي حال تعرض تونس لعدوان خارجي يوجد لتونس أصدقاء قادرون على حمايتها ويقصد بذلك فرنسا وأمريكا " هكذا شرح بورقيبة فلسفته في تأسيس الجيش بخطابات علنية موثقة على شاشة التلفزيون التونسي وكان التلفزيون يكرر عادة مقاطع من خطاباته القديمة والجديدة حسب المناسبات أحيانا في برنامج " من توجيهات الرئيس ".
ثانيا : الموارد المالية الضخمة التي سيستنزفها الجيش من موازنة الدولة يتم توجيهها إلى التعليم والصحة ورفاهية المواطن التونسي إما تسليح الجيش فيتم عادة منذ الاستقلال في معظمها معونات عسكرية من فرنسا وأمريكا وأوروبا .
ثالثا: الخدمة الإلزامية في الجيش كانت بضعة أشهر ثم ينتقل المجند الاحتياط إلى العمل بالخدمة المدنية التابعة للجيش مثل بناء الطرق والمنشات وغير ذلك .
رابعا: امتنع بورقيبة طوال فترة حكمه عن تعيين أي عسكري من الجيش وزيرا للدفاع وكان على الدوام وزير الدفاع اما محاميا او طبيبا او سياسيا لا علاقة له بالجيش مطلقا وهذا التوجه كان بسبب خوف بورقيبة الذي لم يكن يخفيه وكان يذكره في خطاباته أن العسكريين دائما لديهم طموح بالاستيلاء على السلطة بالانقلابات ولم يخالف هذا التوجه الا مرة واحدة فقط عندما عين الجنرال زين العابدين بن علي وزيرا للداخلية فتحققت مخاوف بورقيبة وقام بن على بانقلاب على بورقيبة في عام 1987 .
وعلى مدى عشر سنوات منذ اواخر السبعينات عصفت بتونس احدث شغب داخلية وقيام مسلحين من ليبيا باحتلال مدينة قفصة التونسية عام 1980 لأسابيع وقيل في حينه أن قوات فرنسية جوية تدخلت لتحرير المدينة من المسلحين إضافة لقوات فلسطينية مدربة على حرب العصابات .
الجيش التونسي استطاع مواجهة الشغب في الشوارع وأعاد الأمن والاستقرار للشارع التونسي ولكنه عجز عن مواجهات اكبر مثل أحداث قفصة أو الغارة الإسرائيلية على حمام الشط بتونس " مقر قوات الثورة الفلسطينية " في اكتوبر1985.
الجيش التونسي في المواجهة
رغم أن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أعطى اهمية للجيش إلا أن الجيش التونسي يحتاج إلى وقت طويل من الإعداد والتدريب بل أن الجيش حاليا نشر كافة المعطيات والإحصائيات والتسليح ومصدره وتعداده الذي وصل إلى 80 الف جندي منهم 50 ألف احتياط وكما نلاحظ اهتمام المرزوقي بالجيش بنشر معطيات دقيقة والقرارات التي اتخذها المرزوقي منذ تسلمه رئاسة الجمهورية التونسية .
هل يستطيع الجيش التونسي الآن مواجهة الخطر القادم من ليبيا ؟
هنالك معركة كبيرة تطل برأسها في ليبيا ضد الجماعات الإسلامية وهي معركة طاحنة رفضت الجزائر أن تشارك بها لان الدستور الجزائري يمنع الجيش من القيام بأعمال عسكرية خارج حدود الجزائر ولكن هل يتخذ البرلمان الجزائري قرارا استثنائيا إن تعرضت الجزائر للخطر .. لا احد يعرف .
وتحت هول الحرب الطاحنة في ليبيا فإما ان تقوم الجماعات الإسلامية بالتوجه إلى الحلقة الأضعف عسكريا وهي تونس والتسلل إلى الجزائر لفتح جبهات إضافية تخفف الضغط على ليبيا وإما هروبا من هول المعارك ولا سيما تونس تحديدا وفتح جبهة هناك .
ومن هنا فالمعركة لو تحددت حدودها الجغرافية بليبيا فان الجماعات ستوسع دائرتها إلى تونس أولا ثم الجزائر .. وبالتالي فالجيش التونسي رغم قلة أمكانته سيخوض معارك شرسة دفاعا عن حدود بلاده لان نجاح الجماعات بالتغلغل بتونس سيحول تونس إلى ليبيا جديدة واعتقد أن قوات عربية ستؤازر تونس إن لزم الأمر .
التعليقات