المخطوطات .. إرث عظيم من ميراث الأنبياء في المسجد الأقصى

رام الله - دنيا الوطن
خطوة فريدة من نوعها على مستوى فلسطين وبلاد الشام، حيث شهد مركز العناية والحفاظ على المخطوطات الاسلامية القديمة عبر مرور الزمن, تواجد علماء من جميع أنحاء العالم في المسجد الاقصى، فنتج عن هذه الحركة العلمية مجموعة من المخطوطات المهمة على مستوى العالم الاسلامي .
       
رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الاقصى رضوان جمال عمرو، أوضح أن هذه المخطوطات تعرضت عبر 1400 عام لأشكال كثيرة من التلف, كان أهمها تعرضها للرطوبة وعوامل الجو الطبيعية من حرارة ورطوبة وإضاءة، كما تعرضت لبعض الظروف الكيميائية الحساسة مثل ارتفاع نسبة الاكسيد في الاوراق والحموضة, نتيجة التماس مع الغازات المحيطة بالمخطوطات. وأضاف عمرو أن دائرة الاوقاف الاسلامية العامة التابعة لوزارة الأوقاف الاردنية المشرفة على المسجد الاقصى، أدركت مبكرًا قيمة هذه المخطوطات وأهمية الحفاظ عليها، ففي عام 1999 دخل موضوع مركز المخطوطات حيز التنفيذ في دوائر الاوقاف ومكاتبها .
     
وأشار إلى أن الاوقاف الاسلامية شرعت مباشرة بترميم مبنى المدرسة الاشرفية وهو مبنى مملوكي عمره 650 عامًا، حيث وصف هذه المبنى بتحفة معمارية قال عنها مجير الدين الحنبلي بانها درة المسجد الاقصى الثالثة لشدة جمالها, فاختاروا هذا البناء الجميل لهذه المخطوطات الجميلة .

وبيّن عمرو أنه تم آنذاك اختيار خمسة موظفين على قدر من الكفاءة, أرسلوا الى ايطاليا لمدة ثلاث سنوات لتعلم علم جديد في البلاد وعلى صعيد فلسطين بشكل عام .

وتابع أنه "تم استيراد معدات في عام 2005 بمبالغ طائلة من ايطاليا بالتعاون مع منظمة اليونسكو, إلا أن سلطات الاحتلال احتجزتها لثلاث سنوات، قبل أن يتمم تخليصها من الحجز بتدخل ملكي من قبل عبد الله الثاني، حيث وصلت المعدات بعام 2008 وتم افتتاح المركز تحت اشراف السفير الأردني ".

وأكد عمرو، أن مركز العناية في المخطوطات يعتبر المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط من ناحية المعدات والتجهيز والخبرات، وبحسب تصنيف اليونسكو فقد جاء المركز في المكان الرابع على العالم، ويضم فريقًا من 10 موظفين من خلفيات اكاديمية مختلفة، هم الأكثر كفاءة في فلسطين.

ومن النواحي الفنية، فقد تعرضت المخطوطات لأشكال التلف الكثيرة، حيث تحتاج لأن تمر ب 20 مرحلة ترميم في المركز، ويعتمد ذلك على نوع المخطوطة وعدد صفحاتها ونوع الورق ونوع التلف المعرض للمخطوطة. وتستغرق المخطوطة الواحدة حتى تجتاز هذه الدائرة من الترميم من اسبوع الى عام، ويعود ذلك لحجمها ووضعها.

والمخطوطات هي كل ما خط بخط اليد قبل ظهور الطباعة، وتشمل علوم القران، علوم الحديث، الطب، الهندسة، الفلك، الرياضيات، كيمياء، فيزياء، إحياء، فلسفة، منطق، تصوف

التعليقات