الإعلامية والعضو السابقة بمكتب جمعية الجاحظية غنية سيد عثمان : "يتيمة الجاحظية من بعدك عمي الطاهر

الجزائر - دنيا الوطن رياض وطار
لماذا باقة الورد بقيت يتيمة ذلك اليوم عمي الطاهر ...كنت َفي منامي داخل دهليز يشبه المستشفى ...ابيض لونه.. وكنتُ أريد اللحاق بك ..فصرختَ "عودي ليس هذا مكانك " نهضت والخوف يملأ بطني ...ماذا يفعل عمي الطاهر في منامي ؟ وجاء الجواب ...عمي الطاهر سافر إلى فرنسا للعلاج ...كان لديّ إحساس أنني لن أراه ثانية .. كم مرة اتفقنا على حوار مطول وأجلناه إلى موعد لم يأت أبدا ...يتيمة الجاحظية من بعدك عمي الطاهر ...يتيمة من ضحكاتك العالية حين تفرح ..يتيمة من أحزانك حين تحزن ... ومن صرخاتك حين تغضب ..كنت كلما رأيتني أدخل الجاحظية تقول لي بالأمازيغية "أكماويغ "أي (هل أخذك معي) فنضحك ...كنت تضحك مني ونسياني وتقول :" غنية تبحث عن وريقة صغيرة فلا تجدها " ...كنت كالطفل الصغير يفرح لكلمة طيبة ويداري الشاوي فيك فرحته ..وحين تنهرني لأنني لم أقم بعملي جيدا واغضب تقول :"أنا ذكرتك في حوار مع إميل حبيب وقلتُ أنك أجمل امرأة في الجاحظية " ...كثيرة هي أفراحك حين كنت ترى قاعة المحاضرات ممتلئة أو ينجح تنظيم جائزة مفدي زكريا ...وكنتَ حين أهديت للجاحظية مطبعة صغيرة سعيدا جدا ، وحين طبعت أول كتاب يصدر عن الجاحظية كم كانت فرحتك كبيرة .. وكثيرة كانت أحزانك حين تشعر بنكران الجميل من أناس ساعدتهم فخانوك ...أو ترى الجاحظية يتراجع نشاطها لقلة الإمكانيات ...لقد كنت تعمل في أوج الإرهاب ..لم تفكر بالهرب أو غلق الجاحظية بالعكس لقد كانت الجاحظية مأوانا ...كنا رغم الإرهاب نشعر بالأمان وننشط ثقافيا ...لقد فهمت أن السلاح الوحيد الذي كان يجب أن نرفعه في وجه الظلاميين هو الثقافة والفكر ...كثير من كان يقول أن الطاهر وطار مع الإسلاميين ...أنا احتفظ بنسخة لرسالة تهديد تلقيتَها وأعطيتني نسخة منها ...ورغم التهديد والخوف ظلت الجاحظية مفتوحة أبوابها للجميع ...لماذا بقيت باقة الورد يتيمة عمي الطاهر ؟ كانت آخر مرة أراك فيها وأنا أدخل الجاحظية ...تفاجأت حين رأيتك جالسا على كرسيِّك في المدخل ويدك على الكونتوار الزجاجي.
لم أصدق وقفتَ بصعوبة وفتحت ذراعيك فارتميت في حضن أب وبكيت ...من فرحتي قلت عمي الطاهر أنت تعافيت ؟ فابتسمت ..قلت أنت هنا سأعود بسرعة؟ خرجت مسرعة إلى بائع الورد اشتريت أجمل باقة ورد وعدت ...لم أجد عمي الطاهر وبقيت باقة الورد يتيمة منك ...خرجت من الجاحظية ولا ادري مصير الباقة ...لكن عرفت مصير عمي الطاهر ..رحمة الله عليك
كم اشتقنا إليك وإلى إبداعك ..واشتقنا حتى إلى مقالبك مع المثقفين والى صراحتك في نقد الأوضاع والرجال ...
غنية الأمازيغية الفحلة كما كنت تناديني .
لماذا باقة الورد بقيت يتيمة ذلك اليوم عمي الطاهر ...كنت َفي منامي داخل دهليز يشبه المستشفى ...ابيض لونه.. وكنتُ أريد اللحاق بك ..فصرختَ "عودي ليس هذا مكانك " نهضت والخوف يملأ بطني ...ماذا يفعل عمي الطاهر في منامي ؟ وجاء الجواب ...عمي الطاهر سافر إلى فرنسا للعلاج ...كان لديّ إحساس أنني لن أراه ثانية .. كم مرة اتفقنا على حوار مطول وأجلناه إلى موعد لم يأت أبدا ...يتيمة الجاحظية من بعدك عمي الطاهر ...يتيمة من ضحكاتك العالية حين تفرح ..يتيمة من أحزانك حين تحزن ... ومن صرخاتك حين تغضب ..كنت كلما رأيتني أدخل الجاحظية تقول لي بالأمازيغية "أكماويغ "أي (هل أخذك معي) فنضحك ...كنت تضحك مني ونسياني وتقول :" غنية تبحث عن وريقة صغيرة فلا تجدها " ...كنت كالطفل الصغير يفرح لكلمة طيبة ويداري الشاوي فيك فرحته ..وحين تنهرني لأنني لم أقم بعملي جيدا واغضب تقول :"أنا ذكرتك في حوار مع إميل حبيب وقلتُ أنك أجمل امرأة في الجاحظية " ...كثيرة هي أفراحك حين كنت ترى قاعة المحاضرات ممتلئة أو ينجح تنظيم جائزة مفدي زكريا ...وكنتَ حين أهديت للجاحظية مطبعة صغيرة سعيدا جدا ، وحين طبعت أول كتاب يصدر عن الجاحظية كم كانت فرحتك كبيرة .. وكثيرة كانت أحزانك حين تشعر بنكران الجميل من أناس ساعدتهم فخانوك ...أو ترى الجاحظية يتراجع نشاطها لقلة الإمكانيات ...لقد كنت تعمل في أوج الإرهاب ..لم تفكر بالهرب أو غلق الجاحظية بالعكس لقد كانت الجاحظية مأوانا ...كنا رغم الإرهاب نشعر بالأمان وننشط ثقافيا ...لقد فهمت أن السلاح الوحيد الذي كان يجب أن نرفعه في وجه الظلاميين هو الثقافة والفكر ...كثير من كان يقول أن الطاهر وطار مع الإسلاميين ...أنا احتفظ بنسخة لرسالة تهديد تلقيتَها وأعطيتني نسخة منها ...ورغم التهديد والخوف ظلت الجاحظية مفتوحة أبوابها للجميع ...لماذا بقيت باقة الورد يتيمة عمي الطاهر ؟ كانت آخر مرة أراك فيها وأنا أدخل الجاحظية ...تفاجأت حين رأيتك جالسا على كرسيِّك في المدخل ويدك على الكونتوار الزجاجي.
لم أصدق وقفتَ بصعوبة وفتحت ذراعيك فارتميت في حضن أب وبكيت ...من فرحتي قلت عمي الطاهر أنت تعافيت ؟ فابتسمت ..قلت أنت هنا سأعود بسرعة؟ خرجت مسرعة إلى بائع الورد اشتريت أجمل باقة ورد وعدت ...لم أجد عمي الطاهر وبقيت باقة الورد يتيمة منك ...خرجت من الجاحظية ولا ادري مصير الباقة ...لكن عرفت مصير عمي الطاهر ..رحمة الله عليك
كم اشتقنا إليك وإلى إبداعك ..واشتقنا حتى إلى مقالبك مع المثقفين والى صراحتك في نقد الأوضاع والرجال ...
غنية الأمازيغية الفحلة كما كنت تناديني .
التعليقات