كارثة تنتظر مصر

بقلم : عبدالله عيسى
مشكلتنا مع أثيوبيا تبدو أنها أزلية بدأت منذ آلاف السنين ولن تنته بعد ألاف السنين أيضا .. بدأت عندما قرر أبرهة الأشرم الحبشي هدم الكعبة وسار بجيشه من اليمن إلى الجزيرة العربية وفي طريقه عرض الأموال على الادلاء العرب لإرشاده إلى اقصر الطرق إلى الكعبة فرفضوا إلا واحد وهو أبو رغال أول خائن في الأمة العربية فقتل مع أصحاب الفيل وأصبح العرب يرجمون قبر أبو رغال في موسم الحج قبل الإسلام .
وظهر سيف بن ذي يزن وقام بالقضاء على الأحباش في اليمن ثم طردهم إلى الحبشة " اثيوبيا حاليا " وفي أحاديث نبوية شريفة تنبأ الرسول الكريم بان حبشيا يهدم الكعبة حجرا حجرا ويسرق كنوزها في اخر الزمان .. لماذا اصرار الحبشة على هدم الكعبة وما الذي يزعجهم من وجود الكعبة لانعلم .
الجانب الوحيد المشرق في علاقتنا بالحبشة هجرة أصحاب رسول الله إلى الحبشة بعد أن أمرهم بالهجرة إلى الحبشة وقال إن فيها ملكا لا يظلم عنده احد .
ولعبت الحبشة في عهد الملك النجاشي دورا أساسيا في حماية الإسلام وكانت هذه الرحلة المباركة يمكن أن تكون منطلقا لعلاقات إسلامية عربية خاصة ومتميزة مع الحبشة ولكن كالعادة ترفعنا عن ذلك ولم تفكر أي دولة عربية أو حتى فضائية بتصوير برنامج تلفزيوني يتتبع رحلة المسلمين الأوائل للحبشة أو تنظيم زيارات وإقامة علاقات شعبية وسياحة واستثمارات وأصبحت الحبشة حلقة مفقودة في التاريخ الإسلامي ولا نعرف منها إلا الفنان عبدالوارث عسر في فيلم الرسالة وهو يجسد دور ملك الحبشة النجاشي ويقول مقولته التاريخية " والله ما بين ديننا ودينكم إلا هذا الخط ابقوا بأرضي ما شئتم حتى يأذن الله لكم بالعودة ".
أصبحت رحلة الحبشة وكأنها خيالية كانت في المريخ وليس في الحبشة ولم يتحفنا دعاة الفضائيات بأي برنامج يصور كيف هاجر المسلمون وكيف استقروا في الحبشة وأين وكيف عاشوا ..
وانشغلنا في التباكي على الأندلس رغم أن قصة الأندلس كانت في عهد متأخر وبإطار الصراع بين الدولة العباسية والأموية ولاتصل إلى مكانة الحبشة أبدا في التاريخ الإسلامي .. لان الحبشة بلد فقير معدم والأندلس او اسبانيا حاليا بلد سياحي يجوز التباكي عليه .
المهم الآن انه فات الاوان ولم يعد هنالك مجال لإصلاح ما بين مصر وأثيوبيا بعد ان دخلت أثيوبيا في مخطط دولي تآمري ضد مصر .
منذ عهد السادات والأزمة تتفاقم مع أثيوبيا وقامت المخابرات المصرية بتدمير معدات واليات كانت في طريقها الى أثيوبيا لبناء السد كما أعلن عمر سليمان قبل سنوات وان مصر أعدت خطة عسكرية عام 2010 لقصف السد الأثيوبي .
قبل 15 عاما طرحت إسرائيل على مصر تزويدها بحصة من مياه النيل ورفض مبارك بشكل قاطع فتوجهت إسرائيل الى تركيا التي لم تمانع ولكن حسبت التكاليف فكانت باهظة بجر جبال جليدية من تركيا إلى إسرائيل فبقي الخيار الوحيد هو أثيوبيا .
الآن لم يعد سد النهضة الأثيوبي سدا إثيوبيا بل إسرائيليا وبحماية عسكرية إسرائيلية حيث نصبت إسرائيل حول السد صواريخ مضادة للطائرات على دائرة 50 كيلومترا للتصدي لأي هجوم جوي مصري يستهدف تدمير السد .
إضافة لدعم دولي وأمريكي للسد الأثيوبي ومشاركة صينية .
قبل أيام قال الرئيس السيسي أن الوقت لم يعد في صالحنا فيما يتعلق بسد النهضة وحذر من المساس بحقوق مصر المائية .
أثيوبيا تراهن على عنصر الوقت وتعطي مصر تطمينات كاذبة بان حقوق مصر المائية مصانة وفي الوقت نفسه تسارع في بناء السد الذي إن انتهت من بنائه فان قيام مصر بتدميره يعني إغراق السودان ومصر وتصبح عملية تدميره مستحيلة .
الخطوة الإسرائيلية ستكون فور انتهاء بناء السد هي إدخال إسرائيل في مجموعة دول حوض النيل فإما ان ترضخ مصر لطلب إسرائيل ومد قناة أو نهر صناعي من سد النهضة الى إسرائيل مرورا بمصر أو أن تغلق الحنفية على مصر فتدمر المحاصيل الزراعية المصرية وتعيش مصر الجفاف القاتل .
فكرة مد قناة من الكونغو ليست حلا حسب الخبراء وكلفتها جدا الآن ولكنها قد تكون حلا في المستقبل .
تقارير أمريكية تحدثت مؤخرا أن تدمير مصر لسد النهضة الأثيوبي في عام 2015 أمر لاريب فيه .
من جانب اخر هنالك حسابات مصرية عسكرية وسياسية في عملية قصف سد النهضة لان مصر ستدخل في مواجهة مع إسرائيل وأمريكا كما قال اللواء محمد علي بلال نائب رئيس الأركان المصري الأسبق .
كارثة حقيقية تنظر مصر بسبب سد النهضة والتداخلات الدولية من خلال تمويل وحماية السد تجعل الأمور أكثر تعقيدا ومراوغة أثيوبية واضحة هدفها توصيل مياه النيل الى إسرائيل والاستفادة من السد أثيوبيا في استصلاح أراضي زراعية والكهرباء واستثمارات .
سد النهضة من اكبر واخطر التحديات التي تواجه الرئيس السيسي الآن وتصريحاته الأخيرة حول السد تؤكد أن هذا الملف يحظى بأولى الأولويات .
مشكلتنا مع أثيوبيا تبدو أنها أزلية بدأت منذ آلاف السنين ولن تنته بعد ألاف السنين أيضا .. بدأت عندما قرر أبرهة الأشرم الحبشي هدم الكعبة وسار بجيشه من اليمن إلى الجزيرة العربية وفي طريقه عرض الأموال على الادلاء العرب لإرشاده إلى اقصر الطرق إلى الكعبة فرفضوا إلا واحد وهو أبو رغال أول خائن في الأمة العربية فقتل مع أصحاب الفيل وأصبح العرب يرجمون قبر أبو رغال في موسم الحج قبل الإسلام .
وظهر سيف بن ذي يزن وقام بالقضاء على الأحباش في اليمن ثم طردهم إلى الحبشة " اثيوبيا حاليا " وفي أحاديث نبوية شريفة تنبأ الرسول الكريم بان حبشيا يهدم الكعبة حجرا حجرا ويسرق كنوزها في اخر الزمان .. لماذا اصرار الحبشة على هدم الكعبة وما الذي يزعجهم من وجود الكعبة لانعلم .
الجانب الوحيد المشرق في علاقتنا بالحبشة هجرة أصحاب رسول الله إلى الحبشة بعد أن أمرهم بالهجرة إلى الحبشة وقال إن فيها ملكا لا يظلم عنده احد .
ولعبت الحبشة في عهد الملك النجاشي دورا أساسيا في حماية الإسلام وكانت هذه الرحلة المباركة يمكن أن تكون منطلقا لعلاقات إسلامية عربية خاصة ومتميزة مع الحبشة ولكن كالعادة ترفعنا عن ذلك ولم تفكر أي دولة عربية أو حتى فضائية بتصوير برنامج تلفزيوني يتتبع رحلة المسلمين الأوائل للحبشة أو تنظيم زيارات وإقامة علاقات شعبية وسياحة واستثمارات وأصبحت الحبشة حلقة مفقودة في التاريخ الإسلامي ولا نعرف منها إلا الفنان عبدالوارث عسر في فيلم الرسالة وهو يجسد دور ملك الحبشة النجاشي ويقول مقولته التاريخية " والله ما بين ديننا ودينكم إلا هذا الخط ابقوا بأرضي ما شئتم حتى يأذن الله لكم بالعودة ".
أصبحت رحلة الحبشة وكأنها خيالية كانت في المريخ وليس في الحبشة ولم يتحفنا دعاة الفضائيات بأي برنامج يصور كيف هاجر المسلمون وكيف استقروا في الحبشة وأين وكيف عاشوا ..
وانشغلنا في التباكي على الأندلس رغم أن قصة الأندلس كانت في عهد متأخر وبإطار الصراع بين الدولة العباسية والأموية ولاتصل إلى مكانة الحبشة أبدا في التاريخ الإسلامي .. لان الحبشة بلد فقير معدم والأندلس او اسبانيا حاليا بلد سياحي يجوز التباكي عليه .
المهم الآن انه فات الاوان ولم يعد هنالك مجال لإصلاح ما بين مصر وأثيوبيا بعد ان دخلت أثيوبيا في مخطط دولي تآمري ضد مصر .
منذ عهد السادات والأزمة تتفاقم مع أثيوبيا وقامت المخابرات المصرية بتدمير معدات واليات كانت في طريقها الى أثيوبيا لبناء السد كما أعلن عمر سليمان قبل سنوات وان مصر أعدت خطة عسكرية عام 2010 لقصف السد الأثيوبي .
قبل 15 عاما طرحت إسرائيل على مصر تزويدها بحصة من مياه النيل ورفض مبارك بشكل قاطع فتوجهت إسرائيل الى تركيا التي لم تمانع ولكن حسبت التكاليف فكانت باهظة بجر جبال جليدية من تركيا إلى إسرائيل فبقي الخيار الوحيد هو أثيوبيا .
الآن لم يعد سد النهضة الأثيوبي سدا إثيوبيا بل إسرائيليا وبحماية عسكرية إسرائيلية حيث نصبت إسرائيل حول السد صواريخ مضادة للطائرات على دائرة 50 كيلومترا للتصدي لأي هجوم جوي مصري يستهدف تدمير السد .
إضافة لدعم دولي وأمريكي للسد الأثيوبي ومشاركة صينية .
قبل أيام قال الرئيس السيسي أن الوقت لم يعد في صالحنا فيما يتعلق بسد النهضة وحذر من المساس بحقوق مصر المائية .
أثيوبيا تراهن على عنصر الوقت وتعطي مصر تطمينات كاذبة بان حقوق مصر المائية مصانة وفي الوقت نفسه تسارع في بناء السد الذي إن انتهت من بنائه فان قيام مصر بتدميره يعني إغراق السودان ومصر وتصبح عملية تدميره مستحيلة .
الخطوة الإسرائيلية ستكون فور انتهاء بناء السد هي إدخال إسرائيل في مجموعة دول حوض النيل فإما ان ترضخ مصر لطلب إسرائيل ومد قناة أو نهر صناعي من سد النهضة الى إسرائيل مرورا بمصر أو أن تغلق الحنفية على مصر فتدمر المحاصيل الزراعية المصرية وتعيش مصر الجفاف القاتل .
فكرة مد قناة من الكونغو ليست حلا حسب الخبراء وكلفتها جدا الآن ولكنها قد تكون حلا في المستقبل .
تقارير أمريكية تحدثت مؤخرا أن تدمير مصر لسد النهضة الأثيوبي في عام 2015 أمر لاريب فيه .
من جانب اخر هنالك حسابات مصرية عسكرية وسياسية في عملية قصف سد النهضة لان مصر ستدخل في مواجهة مع إسرائيل وأمريكا كما قال اللواء محمد علي بلال نائب رئيس الأركان المصري الأسبق .
كارثة حقيقية تنظر مصر بسبب سد النهضة والتداخلات الدولية من خلال تمويل وحماية السد تجعل الأمور أكثر تعقيدا ومراوغة أثيوبية واضحة هدفها توصيل مياه النيل الى إسرائيل والاستفادة من السد أثيوبيا في استصلاح أراضي زراعية والكهرباء واستثمارات .
سد النهضة من اكبر واخطر التحديات التي تواجه الرئيس السيسي الآن وتصريحاته الأخيرة حول السد تؤكد أن هذا الملف يحظى بأولى الأولويات .
التعليقات