حروب العرب وحرب غزة والزمن الجميل

بقلم : عبدالله عيسى
نعود للتاريخ الحديث مرة أخرى لان فيه عبرة ودروس مستفادة حتى الآن .. إلى حرب اكتوبر عام 1973 باعتبارها اخر حرب خاضتها الجيوش العربية مجتمعة ضد إسرائيل وبعدها رفع شعار من يريد الحرب ضد إسرائيل يحارب وحده أما من يريد الحرب ضد أمريكا فكلنا مع أمريكا لإسقاط أي نظام مارق تجرأ على إعلان الحرب ضد أمريكا .. هذه هي القاعدة وان حدث عكس ذلك فالدنيا قد تغيرت ونحن لا نعلم .
التضامن العربي الذي احلم به فعلا كان اخر عهدنا به في أكتوبر 1973 .. وحتى التضامن العربي السلبي في مساندة أمريكا ضد أي نظام عربي انتهى ولم تجعلنا أمريكا نفرح بهذا التضامن طويلا فالخازوق جاء أيضا لترفض أمريكا تضامن العرب معها ضد أي نظام.. المهم أن يتحقق التضامن العربي ولو تحت راية أمريكا .. صحيح ان الجهاد يجوز تحت لواء البر والفاجر فتجازونا القاعدة الشرعية إلى أن يكون التضامن تحت لواء أمريكا ولكن أمريكا رفضت تضامننا وزهقت من مشاكل العرب وقرفت .. فقصفت داعش بمفردها وبقرار اتخذته خلال 24 ساعة فقط من اجل الأقليات العراقية بينما عجزت الأنظمة العربية عن حماية الشعب العراقي أو الليبي أو الشعب الفلسطيني بغزة .
لا يمكن لامريكا أن تجيش العرب من اجل حماية شعب غزة كما لا يمكن للعرب أن يفعلوها بمفردهم كما فعلتها أمريكا من اجل الأقليات العراقية وبالتالي سيبقى الشعب الفلسطيني بغزة يواجه مصيره بنفسه منفردا .
عودة إلى الزمن الجميل .. قبل حرب اكتوبر المجيدة بأشهر قررت القيادة السورية والمصرية إرسال بعض الوفود إلى قادة الدول العربية لإعلامهم أن حربا ستندلع ضد إسرائيل ولكن متى ساعة الصفر .. لا احد يعلم وبقي توقيت الحرب سرا عظيما .
القيادة السورية قالت لمصر:" علاقتنا مع العراق سيئة جدا ولن يتقبل العراق من سوريا هذا الموضوع فليأت وفدا عسكريا مصريا معنا يلطف الأجواء بيننا وبين العراقيين ".
وفعلا توجه وفد مصري سوري مشترك والتقى الرئيس العراقي احمد حسن البكر واستمع الرئيس العراقي لرسالة الوفدين السوري والمصري وكان رده التالي :" نحن نعلم أنكم تعدون لحرب ضد إسرائيل ونعلم أنكم ستهزمون في الحرب ونتمنى لكم التوفيق ".!!
انتهى رد الرئيس العراقي .
توجه وفد مصري إلى الرئيس الجزائري هواري بومدين وأطلعه على مضمون الرسالة بان الحرب قادمة فسال الرئيس الجزائري :" ومتى ساعة الصفر ؟". . رد الوفد :" لا علم لنا .. الموعد عند الرئيسين السادات وحافظ الأسد فقط ".. قال بوميدين :" طيب يا جماعة لا تعلمونا بساعة الصفر ولكن اخبرونا متى تندلع الحرب بعد شهر شهرين أو قولوا بعد شهرين مثلا ".
قال الوفد :لا علم لنا .
غضب الرئيس الجزائري لأنه يعتبر نفسه شريك عسكري في الحرب وليس متضامن يلوح بالعلم المصري .
استمرت الوفود في اطلاع معظم الدول العربية وتفاوتت الردود بين مرحب وغاضب ورافض وكان من أكثر الدول حماسا واندفاعا للحرب هما الملك فيصل ملك السعودية الذي تمنى ان تعطيه الحرب فرصة الصلاة في المسجد الأقصى والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الإمارات .
توجه وفد إلى الأردن ولم يعترض الأردن على الدخول في الحرب ولكنه كان خارجا من تجربة مريرة في حرب 1967 ووعده عبدالناصر بغطاء جوي فإذا بسلاح الجو المصري يدمر في الساعات الأولى من حرب 67 .. فخشي من تكرار المأساة فجرى اقتراح أردني بان
بان ترابط قوات الثورة الفلسطينية وحركة فتح في الخان الأحمر على الحدود الإسرائيلية مؤازرة للجيش الأردني .. جرى نقاش حول هذا الموضوع في أيلول 1973 ولكن الأردن قرر أخيرا المشاركة بألوية مدرعات ومنها اقوي لواء مدرع في الجيش الأردني وهو لواء الأربعين .
بدأت الحرب .. وفور ا وبدون تردد كان الجيوش العربية تتحرك من الشرق والغرب ..الجيش الجزائري والمغربي والليبي والتونسي على الجبهة المصرية والجيش السعودي والعراقي والأردني والكويتي على الجبهة السورية .
عودة إلى العراق .. لم يتوقف العراق وللتاريخ عند خلافاته الأزلية مع النظام في سوريا والتي وصلت إلى حد اتهامات متبادلة بقلب نظام الحكم هنا وهناك ومع هذا لم يسمح العراق بهزيمة سوريا في الحرب بل أرسل 30 ألف جندي عراقي و500 دبابة ومدرعة و73 طائرة حربية ولعب الجيش العراقي دورا كبيرا مع الجيش الأردني لواء الأربعين في صد اشد الهجمات الإسرائيلية البرية في عملية التفافية إسرائيلية للتقدم نحو دمشق " على طريقة ثغرة الدفرسوار المصرية "عندما كان الجيش السوري يخوض معارك ضارية في عمق الجولان .
لم تكن المشاركة العربية العسكرية رفع عتب بل شاركت بكل طاقتها واستبسلت في الدفاع عن دمشق وصد الهجمات الإسرائيلية وكانها تدافع عن أوطانها ولا فرق أبدا وسقط مئات الشهداء في تلك المعارك .
عودة إلى الأردن .. عندما طرحت فكرة مشاركة قوات الثورة الفلسطينية على الجبهة الأردنية كان ذلك بعد عامين فقط من مأساة وفتنة أيلول والجميع تجاوز الجراح وتجمعت قلوبهم أردنيين وفلسطينيين لصد العدوان الإسرائيلي كما فعلوا في معركة الكرامة عام 1968 .. ومن جانب الثورة الفلسطينية قاد الحوار محمد داود عودة " أبو داود " الذي كان معتقلا في الأردن بتهمة التخطيط لعمليات تفجير واغتيالات .. جلسوا معه وأخرجوه من السجن وحملوه رسالة إلى أبو عمار حول حرب اكتوبر وخطة العمل العسكري المشترك وجلب القوات الفلسطينية من لبنان .
عودة إلى الجزائر .. غضب هواري بومدين ولكنه لم يتوقف عند ساعة الصفر وأرسل جيشه إلى الجبهة الذي قاتل على الخطوط الأمامية في سيناء الى جانب الجندي المصري كما يروي الإعلامي المصري إبراهيم حجازي في ذكرياته عن الحرب .
ووضع هواري بمدين خلال الحرب تحت تصرف السادات أي مبالغ لتغطية مشتريات السلاح من الاتحاد السوفييتي .
الرئيس الإماراتي الشيخ زايد بن سلطان رفض أن يحدد السادات أي مبالغ لمشتريات السلاح المصري وقال للسادات :" ما عليك إلا أن تطلب من الاتحاد السوفييتي أي سلاح يحتاجه الجيش المصري ونحن نسدد فورا ومسبقا كل التكاليف بلا حدود ".
وقاد الملك فيصل معركة حظر النفط مع كل دول العربية المصدرة للنفط وسقط شهيد الأقصى في عام 1975.
كانت حرب أكتوبر اخر عهدنا بالتضامن العربي الذي نتمناه وكانت اخر حروب الزمن الجميل ..
في عام 1982 تغيرت الأمور كلها بعد اقل من عشر سنوات على حرب أكتوبر فاستطاعت القوى الدولية ان تلعب الكورة بالتضامن العربي وتحوله إلى حلم صعب المنال فطرح القذافي نظريته العجيبة في حرب بيروت عندما طالب أبو عمار والثورة الفلسطينية بالانتحار في بيروت .. ولم تكن نظرية القذافي زلة لسان بل تحولت إلى نهج وسياسة عربية من يريد ان يحارب إسرائيل عليه أن يحارب وحده وان يكون انتحاريا أو منتحرا ولا عزاء للمنتحرين .
وبدأ مسلسل الحروب الانتحارية التي خاضها الشعبين الفلسطيني واللبناني .. حرب خاضها الشعب اللبناني في تموز 2006 وجمهور كبير من المتفرجين العرب يصفقون تارة لحزب الله ويصفون نصرا الله بسيد المقاومة ثم يشتمونه حسب الأداء في الملعب والجمهور لا يكل من المتابعة المسلية كما كان في انتفاضة الأقصى عام 2000 وفي انتفاضة النفق 1996 وحروب غزة الثلاثة وآخرها نعلم ما حصل من بعض الإعلاميين العرب وبالمناسبة لا نقصد عكاشة فقط بل هنالك إعلاميين عرب قالوا أكثر مما قاله عكاشة في تحريض إسرائيل ضد غزة .
باختصار ليستعد السيد حسن نصرالله في حرب قادمة قد يخوضها ضد إسرائيل فلن يوصف بسيد المقاومة كما هو حال حرب تموز اللبنانية 2006 سيكون بانتظاره عكاشة وإعلاميين عرب آخرين المهم أن لا يصل الأمر إلى حد تصفيق زعماء عرب لضرب لبنان .
لا يضير المقاومة تحريض إعلامي من هنا أو هناك لان إسرائيل تعمل كدولة بلطجية عند أمريكا فقط ولا تعمل بلطجيا عند بعض الإعلاميين العرب ولا تنتظر تحريض لترتكب مجازر فقد ارتكبتها في الشجاعية وخزاعة وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم الشاطئ بناء على مصالحها فقط .. حبذا لو أدرك الإعلاميون العرب ان مصلحة دولهم وشعوبهم ومستقبل الأمة العربية في أن لا تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني لان الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن الأمة العربية .
نعود للتاريخ الحديث مرة أخرى لان فيه عبرة ودروس مستفادة حتى الآن .. إلى حرب اكتوبر عام 1973 باعتبارها اخر حرب خاضتها الجيوش العربية مجتمعة ضد إسرائيل وبعدها رفع شعار من يريد الحرب ضد إسرائيل يحارب وحده أما من يريد الحرب ضد أمريكا فكلنا مع أمريكا لإسقاط أي نظام مارق تجرأ على إعلان الحرب ضد أمريكا .. هذه هي القاعدة وان حدث عكس ذلك فالدنيا قد تغيرت ونحن لا نعلم .
التضامن العربي الذي احلم به فعلا كان اخر عهدنا به في أكتوبر 1973 .. وحتى التضامن العربي السلبي في مساندة أمريكا ضد أي نظام عربي انتهى ولم تجعلنا أمريكا نفرح بهذا التضامن طويلا فالخازوق جاء أيضا لترفض أمريكا تضامن العرب معها ضد أي نظام.. المهم أن يتحقق التضامن العربي ولو تحت راية أمريكا .. صحيح ان الجهاد يجوز تحت لواء البر والفاجر فتجازونا القاعدة الشرعية إلى أن يكون التضامن تحت لواء أمريكا ولكن أمريكا رفضت تضامننا وزهقت من مشاكل العرب وقرفت .. فقصفت داعش بمفردها وبقرار اتخذته خلال 24 ساعة فقط من اجل الأقليات العراقية بينما عجزت الأنظمة العربية عن حماية الشعب العراقي أو الليبي أو الشعب الفلسطيني بغزة .
لا يمكن لامريكا أن تجيش العرب من اجل حماية شعب غزة كما لا يمكن للعرب أن يفعلوها بمفردهم كما فعلتها أمريكا من اجل الأقليات العراقية وبالتالي سيبقى الشعب الفلسطيني بغزة يواجه مصيره بنفسه منفردا .
عودة إلى الزمن الجميل .. قبل حرب اكتوبر المجيدة بأشهر قررت القيادة السورية والمصرية إرسال بعض الوفود إلى قادة الدول العربية لإعلامهم أن حربا ستندلع ضد إسرائيل ولكن متى ساعة الصفر .. لا احد يعلم وبقي توقيت الحرب سرا عظيما .
القيادة السورية قالت لمصر:" علاقتنا مع العراق سيئة جدا ولن يتقبل العراق من سوريا هذا الموضوع فليأت وفدا عسكريا مصريا معنا يلطف الأجواء بيننا وبين العراقيين ".
وفعلا توجه وفد مصري سوري مشترك والتقى الرئيس العراقي احمد حسن البكر واستمع الرئيس العراقي لرسالة الوفدين السوري والمصري وكان رده التالي :" نحن نعلم أنكم تعدون لحرب ضد إسرائيل ونعلم أنكم ستهزمون في الحرب ونتمنى لكم التوفيق ".!!
انتهى رد الرئيس العراقي .
توجه وفد مصري إلى الرئيس الجزائري هواري بومدين وأطلعه على مضمون الرسالة بان الحرب قادمة فسال الرئيس الجزائري :" ومتى ساعة الصفر ؟". . رد الوفد :" لا علم لنا .. الموعد عند الرئيسين السادات وحافظ الأسد فقط ".. قال بوميدين :" طيب يا جماعة لا تعلمونا بساعة الصفر ولكن اخبرونا متى تندلع الحرب بعد شهر شهرين أو قولوا بعد شهرين مثلا ".
قال الوفد :لا علم لنا .
غضب الرئيس الجزائري لأنه يعتبر نفسه شريك عسكري في الحرب وليس متضامن يلوح بالعلم المصري .
استمرت الوفود في اطلاع معظم الدول العربية وتفاوتت الردود بين مرحب وغاضب ورافض وكان من أكثر الدول حماسا واندفاعا للحرب هما الملك فيصل ملك السعودية الذي تمنى ان تعطيه الحرب فرصة الصلاة في المسجد الأقصى والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الإمارات .
توجه وفد إلى الأردن ولم يعترض الأردن على الدخول في الحرب ولكنه كان خارجا من تجربة مريرة في حرب 1967 ووعده عبدالناصر بغطاء جوي فإذا بسلاح الجو المصري يدمر في الساعات الأولى من حرب 67 .. فخشي من تكرار المأساة فجرى اقتراح أردني بان
بان ترابط قوات الثورة الفلسطينية وحركة فتح في الخان الأحمر على الحدود الإسرائيلية مؤازرة للجيش الأردني .. جرى نقاش حول هذا الموضوع في أيلول 1973 ولكن الأردن قرر أخيرا المشاركة بألوية مدرعات ومنها اقوي لواء مدرع في الجيش الأردني وهو لواء الأربعين .
بدأت الحرب .. وفور ا وبدون تردد كان الجيوش العربية تتحرك من الشرق والغرب ..الجيش الجزائري والمغربي والليبي والتونسي على الجبهة المصرية والجيش السعودي والعراقي والأردني والكويتي على الجبهة السورية .
عودة إلى العراق .. لم يتوقف العراق وللتاريخ عند خلافاته الأزلية مع النظام في سوريا والتي وصلت إلى حد اتهامات متبادلة بقلب نظام الحكم هنا وهناك ومع هذا لم يسمح العراق بهزيمة سوريا في الحرب بل أرسل 30 ألف جندي عراقي و500 دبابة ومدرعة و73 طائرة حربية ولعب الجيش العراقي دورا كبيرا مع الجيش الأردني لواء الأربعين في صد اشد الهجمات الإسرائيلية البرية في عملية التفافية إسرائيلية للتقدم نحو دمشق " على طريقة ثغرة الدفرسوار المصرية "عندما كان الجيش السوري يخوض معارك ضارية في عمق الجولان .
لم تكن المشاركة العربية العسكرية رفع عتب بل شاركت بكل طاقتها واستبسلت في الدفاع عن دمشق وصد الهجمات الإسرائيلية وكانها تدافع عن أوطانها ولا فرق أبدا وسقط مئات الشهداء في تلك المعارك .
عودة إلى الأردن .. عندما طرحت فكرة مشاركة قوات الثورة الفلسطينية على الجبهة الأردنية كان ذلك بعد عامين فقط من مأساة وفتنة أيلول والجميع تجاوز الجراح وتجمعت قلوبهم أردنيين وفلسطينيين لصد العدوان الإسرائيلي كما فعلوا في معركة الكرامة عام 1968 .. ومن جانب الثورة الفلسطينية قاد الحوار محمد داود عودة " أبو داود " الذي كان معتقلا في الأردن بتهمة التخطيط لعمليات تفجير واغتيالات .. جلسوا معه وأخرجوه من السجن وحملوه رسالة إلى أبو عمار حول حرب اكتوبر وخطة العمل العسكري المشترك وجلب القوات الفلسطينية من لبنان .
عودة إلى الجزائر .. غضب هواري بومدين ولكنه لم يتوقف عند ساعة الصفر وأرسل جيشه إلى الجبهة الذي قاتل على الخطوط الأمامية في سيناء الى جانب الجندي المصري كما يروي الإعلامي المصري إبراهيم حجازي في ذكرياته عن الحرب .
ووضع هواري بمدين خلال الحرب تحت تصرف السادات أي مبالغ لتغطية مشتريات السلاح من الاتحاد السوفييتي .
الرئيس الإماراتي الشيخ زايد بن سلطان رفض أن يحدد السادات أي مبالغ لمشتريات السلاح المصري وقال للسادات :" ما عليك إلا أن تطلب من الاتحاد السوفييتي أي سلاح يحتاجه الجيش المصري ونحن نسدد فورا ومسبقا كل التكاليف بلا حدود ".
وقاد الملك فيصل معركة حظر النفط مع كل دول العربية المصدرة للنفط وسقط شهيد الأقصى في عام 1975.
كانت حرب أكتوبر اخر عهدنا بالتضامن العربي الذي نتمناه وكانت اخر حروب الزمن الجميل ..
في عام 1982 تغيرت الأمور كلها بعد اقل من عشر سنوات على حرب أكتوبر فاستطاعت القوى الدولية ان تلعب الكورة بالتضامن العربي وتحوله إلى حلم صعب المنال فطرح القذافي نظريته العجيبة في حرب بيروت عندما طالب أبو عمار والثورة الفلسطينية بالانتحار في بيروت .. ولم تكن نظرية القذافي زلة لسان بل تحولت إلى نهج وسياسة عربية من يريد ان يحارب إسرائيل عليه أن يحارب وحده وان يكون انتحاريا أو منتحرا ولا عزاء للمنتحرين .
وبدأ مسلسل الحروب الانتحارية التي خاضها الشعبين الفلسطيني واللبناني .. حرب خاضها الشعب اللبناني في تموز 2006 وجمهور كبير من المتفرجين العرب يصفقون تارة لحزب الله ويصفون نصرا الله بسيد المقاومة ثم يشتمونه حسب الأداء في الملعب والجمهور لا يكل من المتابعة المسلية كما كان في انتفاضة الأقصى عام 2000 وفي انتفاضة النفق 1996 وحروب غزة الثلاثة وآخرها نعلم ما حصل من بعض الإعلاميين العرب وبالمناسبة لا نقصد عكاشة فقط بل هنالك إعلاميين عرب قالوا أكثر مما قاله عكاشة في تحريض إسرائيل ضد غزة .
باختصار ليستعد السيد حسن نصرالله في حرب قادمة قد يخوضها ضد إسرائيل فلن يوصف بسيد المقاومة كما هو حال حرب تموز اللبنانية 2006 سيكون بانتظاره عكاشة وإعلاميين عرب آخرين المهم أن لا يصل الأمر إلى حد تصفيق زعماء عرب لضرب لبنان .
لا يضير المقاومة تحريض إعلامي من هنا أو هناك لان إسرائيل تعمل كدولة بلطجية عند أمريكا فقط ولا تعمل بلطجيا عند بعض الإعلاميين العرب ولا تنتظر تحريض لترتكب مجازر فقد ارتكبتها في الشجاعية وخزاعة وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم الشاطئ بناء على مصالحها فقط .. حبذا لو أدرك الإعلاميون العرب ان مصلحة دولهم وشعوبهم ومستقبل الأمة العربية في أن لا تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني لان الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن الأمة العربية .
التعليقات