الإعلام الشتام

الإعلام الشتام
بقلم : عبدالله عيسى

بعد أن أوشكت حرب تموز الفلسطينية أن تضع أوزارها بالهدنة المؤقتة وما يجري الحديث عنه من توجه للسلطة الفلسطينية بالانضمام لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي وان تأكد صحة هذا التوجه فان المعركة القادمة ستكون قانونية إعلامية ما بعد تموز .

أتذكر أن الشهيد خالد الحسن " ابو السعيد " عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واحد أهم مفكري الحركة ومن القادة التاريخيين المؤسسين ولكثرة أهميته طبعا نسيناه ولم يتذكره احد كالعادة .. كان ينتقد بعض وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية في الثمانينيات ويردد مقولة :" الإعلام الشتام .. ويروي قصة الأعرابي الذي سرقت ابله ولم يستطع ان يفعل شيئا لاستردادها من اللصوص فشتمهم ثم قال : أوسعتهم شتما وفازوا بالإبل ".

الإعلام الشتام لن يفيد المعركة القادمة بشيء لان المعركة قانونية بالدرجة الأولى يساندها الإعلام الفلسطيني والعربي والعالمي المساند للسلام .. الإعلام الموثق القائم على الحقائق من الجرائم والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة .

فإذا كان الشعر نافذا في سوق عكاظ فلا مكان له في محكمة الجنايات الدولية .

ولا أرى المعركة القادمة سهلة بل معقدة وصعبة وتحتاج إلى جهد وتطوع الجميع على المستوى الرسمي والشعبي ونحتاج أن نكسب هذه المعركة في لاهاي باعتبارها معركة سياسية وإعلامية وقانونية فإما أن تفرض نتائج المعركة على إسرائيل أن تحسب ألف حساب في تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين وان لا يكون دمهم مباحا إسرائيليا وإما لو خسرنا المعركة فان إسرائيل ستتمادى في ارتكاب المجازر .

هنالك ضغوط متوقعة ومعروفة على محكمة الجنايات الدولية بلاهاي وهنالك ضغوط شديدة ستمارس ضد السلطة الفلسطينية وإجراءات عقابية إسرائيلية ومن هنا فالرأي العام العربي والعالمي هو الوحيد القادر على إخراج السلطة الفلسطينية من  تحت سطوة الضغوط الإسرائيلية .

التعليقات