غموض الموقف الأمريكي وحرب غزة وتأديب إسرائيل

بقلم : عبدالله عيسى
الموقف الأمريكي فيما يتعلق بقضايا المنطقة غامض ولاسيما حرب غزة والأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتل الشهيد محمد ابو خضير ,
واعتقد أن غموض الموقف الأمريكي لديه سبب واحد هو تأديب إسرائيل ورفع الغطاء عن نتنياهو الذي أوصل المفاوضات قبل هذه الأحداث الى طريق مسدود .
فإسرائيل تنال نصيبها من الضربات الموجعة على الرأس من أمريكا كما ينال الفلسطينيين والعرب نصيبهم من تلك الضربات ولكن كل بطريقة وشكل مختلف .
ولعل بعضنا يذكر انه وفي بداية الانتفاضة الأقصى عندما قام شارون باحتلال مدينة بيت حانون بقطاع غزة لمدة 24 ساعة ثم انسحب منها فجأة وبدون سابق إنذار وخرجت الصحافة الإسرائيلية في حينها تتهكم على شارون وعنونت أخبارها قائلة :" انه اقصر احتلال في التاريخ لمدة 24 ساعة ".
والقصة التي تقف خلف الانسحاب من بيت حانون كانت أمريكية ومن البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي بوش الابن .
عادة اسرائيل تستأذن أمريكا عندما تقرر الرد على عملية استشهادية او أي عملية للمقاومة منذ أيام شارون وبارك الى يومنا هذا .. وربما يلاحظ البعض انه كان خلال انتفاضة الأقصى عندما تحصل عملية في داخل إسرائيل ويتأخر الرد العسكري الإسرائيلي لساعات وهي الوقت الذي كان يستغرقه شارون للحصول على ضوء اخضر أمريكي ومن البيت الأبيض للرد اما اجتماعات المجلس الوزاري المصغر فهو عادة يتخذ قرارات مع وقف التنفيذ لحين الحصول على ضوء اخضر أمريكي .
وعودة إلى قصة بيت حانون فقد كان شارون على علاقة غير طيبة مع مستشاري بوش الابن وهم كونداليسا رايس ووزير الخارجية كولن باول .. وعندما قرر شارون احتلال بيت حانون طلب من موظف صغير في الخارجية الإسرائيلية أن يتصل بكونداليسا رايس مستشارة الامن القومي لابلاغها ان اسرائيل قررت احتلال بيت حانون .. اتصل الموظف الإسرائيلي بكونداليسا وابلغها رسالة شارون فجن جنونها كيف يفعل شارون هذا ويتعمد اهانتها بتكليف موظف صغير بالاتصال بها لابلاغها باحتلال بيت حانون .. فما كان منها الا ان ذهبت الى كولن باول " كلاهما من ذوي البشرة السمراء " وشحنته ضد شارون وانه عنصري ويتعمد اهانتنا لاننا من ذوي البشرة السمراء فدخل كلاهما على بوش وقالا نفس القصة ان شارون عنصري فطلب بوش وبلغة حاسمة لا جدال فيها :" انسحب فورا من بيت حانون ".
شارون لم يستطع المراوغة فانسحب فورا وبقيت قصة الانسحاب غامضة حتى الآن .
منذ اتفاق اوسلو وأمريكا ترقب المشهد الفلسطيني الإسرائيلي بدقة وعندما كانت تريد تأديب إسرائيل كانت تفعل على طريقتها الخاصة فهي لاتعطي تعليمات لاحد كي يؤدب اسرائيل ولكن موقفها يكون صامتا حتى ترى امريكا ان العملية حققت اهدافها عندها تتدخل لانقاذ اسرائيل .
ويروي الكاتب محمد حسنين هيكل عن الاستعدادات لحرب اكتوبر عام 1973فيقول :" قبل الحرب أرسل السادات رسالة شفوية لوزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر تقول ما هو موقف أمريكا لو قمنا بحرب ضد إسرائيل .. فكان رد كيسنجر التالي:" تستطيعون شن حرب على إسرائيل لا احد يمنعكم ولكن خذوا بعين الاعتبار ان حاربتم هذه المرة يجب ان تنتصروا واذا هزمتم فلن يستطيع احد بعد الان ان يتحدث مع إسرائيل لإقامة سلام مع العرب ".
وتاكيدا على راوية هيكل فقد اندلعت حرب اكتوبر وانهار الجيش الإسرائيلي ومنذ اليوم اليوم ورئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير ترسل يوميا برقيات الى امريكا تقول فيها :" النجدة ...اسرائيل بخطر ".
تجاهلت أمريكا كل برقيات غولدا مائير حتى اليوم الرابع للحرب .. في اليوم الرابع رأت امريكا انه ان الأوان كي تتدخل لإنقاذ إسرائيل فاستدعى كيسنجر السفير الإسرائيلي في واشنطن وابلغه الرسالة التالية :" وصلتنا كل برقيات غولدا مائير وهي تطلب تدخلنا لانقاذ اسرائيل وقد قررت أمريكا تزويد اسرائيل بجسور جوية تنقل كافة أنواع الأسلحة التي تحتاجها اسرائيل في الحرب ولكن لتعلم حكومة إسرائيل ان ما سيحصل بعد الآن هو فعل أمريكي وليس إسرائيلي ".
الموقف الأمريكي من حرب غزة الثالثة أضعه بنفس الإطار فقد منعت أمريكا نتنياهو بشكل صريح وواضح من القيام بعملية برية في قطاع غزة وبقيت ترقب المشهد والعمق الاسرائيلي تقصفه الصواريخ الفلسطينية رغم موافقتها على الرد العسكري الاسرائيلي ولكنها قيدته ايضا بحدود الرد وكانت أمريكا بطيئة في تحركها لإعطاء المجال للمقاومة الفلسطينية كي تؤدب إسرائيل بالنظر لما سياتي لاحقا في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لان التعامل مع نتنياهو المهزوم عسكريا في حرب أسهل مما سبق حرب غزة .
وفيما يلي النص الحرفي لكلمة مسئول أمريكي من البيت الأبيض في ندوة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 8 تموز 2014 :
مقتطفات من الكلمة:
بالرغم من المناخ السياسي المحفوف بالصعوبات فإن إجراءات اتخذتها القيادة الفلسطينية مؤخرا في رام الله تعكس شجاعتها وموثوقيتها كشريك أمني لإسرائيل لغرض تدعيم قضية السلام. ومن تلك التدابير خطاب الرئيس عباس الأخير في العربية السعودية، الذي شدد فيه – بالعربية - على أهمية التعاون الأمني مع إسرائيل، وجهود قوة الأمن للسلطة الفلسطينية في سعيها للعثور على الشبان الإسرائليين الثلاثة المخطوفين والمحافظة على الهدوء في مناخ مشحون بالمشاعر الملتهبة.
وإسرائيل تجابه حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أنها لا تقوى على الاستمرار في السيطرة عسكريًا على شعب آخر إلى ما لا نهاية. وسيطرتها هذه ليست مجرد عمل باطل فحسب إنما هي عوامل تؤدي إلى مشاعر الاستياء وتكرار عدم الاستقرار، كما أنها ستجعل المتطرفين على الجانبين أكثر جسارة وستمزق نسيج إسرائيل وتغذي ما يقوم به كل من الجانبين لتجريد إنسانية الجانب الآخر.
وكما قال الرئيس، فإن الاحتلال أو الطرد ليس هو الجواب. وكما بنى الإسرائيليون دولة في وطنهم، يحقّ للفلسطينيين أن يكونوا شعبًا مستقلا وحرًا وآمنًا على أرضه. أو كما نقتبس من أقوال أحد زعمائكم، آرييل شارون الذي قال: "من المستحيل قيام دولة ديمقراطية ويهودية، وفي الوقت نفسه، السيطرة على كلّ إسرائيل التوراتية". وإذا أصررنا على تحقيق الحلم بأكمله، نكون معرّضين لأن نخسره برمّته.
وفي هذا الصدد، ينبغي عليّ أيضًا أن أوضّح الموقف الثابت والمستمر للولايات المتحدة: إننا نعتبر المستوطنات غير شرعية وعائقًا على طريق التقدم في مفاوضات السلام. إن إطلاق البيانات عن إنشاء المستوطنات يكون رد فعل يأتي بعكس النتيجة المرجوة لاختطاف وقتل الفتيان الإسرائيليين الثلاثة.
وعلى نقيض ذلك، إذا أخفقنا في العودة إلى محادثات السلام، فسوف يكون من المؤكد تقريبًا أن تتجدد المساعي لعزل إسرائيل دوليًا، ولإضفاء الصبغة الشرعية من جانب واحد على كينونة الدولة الفلسطينية. صحيح أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في طاقتها لمحاربة إجراءات المقاطعة وغيرها من مساعي نزع الشرعية. ولكن قدرتنا في العديد من هذه المحافل، لا سيما خارج مجلس الأمن الدولي، على احتواء الضرر تظل محدودة، وتكتنفها التحديات أكثر فأكثر.
ولكن بحكم أننا المدافع الأكبر وأقرب صديق لإسرائيل، فمن واجبنا نحوكم أن نطرح أسئلة جوهرية—وهي في الواقع أسئلة يطرحها الكثير من الإسرائيليين على أنفسهم: كيف ستظل إسرائيل دولة ديمقراطية ويهودية إذا حاولت أن تحكم ملايين العرب الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية؟ وكيف ستحظى بالسلام إذا ظلت غير مستعدة لترسيم الحدود وإنهاء الاحتلال، وتقبّل السيادة والأمن والكرامة للشعب الفلسطيني؟ كيف يمكننا منع الدول الأخرى من عزل إسرائيل أو مؤازرة المساعي الفلسطينية في المحافل الدولية إذا اعتبرت إسرائيل غير ملتزمة بالسلام؟
ونظرًا للوضع الذي نحن فيه، فمن المفهوم أن البعض من كلا الجانبين يبحثون عن خيارات أخرى، طرح بعضها في مؤتمر اليوم. ولكن معظم هذه المقترحات هي مجرد سدّ ثغرات في أحسن الظروف. أما في أسوأ الظروف، فإنها وصفة لاستمرار أو تصاعد النزاع أو العزل. إن "حل الدولة الواحدة" هو حل غير مقنع وغير محتمل، ويعني بصورة فاعلة نهاية الطبيعة اليهودية والديمقراطية لدولتكم. كما أن الضمّ الأحادي لأراضي الضفة الغربية المأهولة بمواطنين إسرائيليين هو الأمر الخطأ، فضلا عن كونه غير شرعي ووصفة لعزل اسرائيل.
إن سلامًا دائمًا سيشمل قيام دولتين لشعبين: إسرائيل كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، مع تمتّع كل منهما بحقّ تقرير المصير، والاعتراف المتبادل، والسلام. وفي حين يجب التفاوض على القضايا الجوهرية للنزاع، فإن أساس هذا التفاوض واضح: دولة فلسطينية قابلة للحياة والبقاء، ودولة إسرائيلية آمنة.
إذن، يجب أن تسفر المفاوضات عن قيام دولتين، مع ترسيم حدود فلسطينية دائمة مع إسرائيل والأردن ومصر، وحدود إسرائيلية دائمة مع فلسطين. ويجب أن ترتكز الحدود الإسرائيلية-الفلسطينية إلى خطوط الهدنة في العام 1967 مع تبادلات متّفق عليها بين الجانبين، حتى يتسنى تأسيس حدود آمنة ومعترف بها لكلا الطرفين. وأي اتفاقية سلام تستدعي بنودًا أمنية قوية تضمن أمن اسرائيل. وينبغي أن يحظى الشعب الفلسطيني بحقه في حكم نفسه، والسعي إلى تحقيق كل إمكانياته، في دولة مستقلة وذات سيادة، ومتلاصقة جغرافيًا.
وتظل الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الطرفين على ردم الثغرات الجوهرية الباقية. إن التزامنا العميق لم يهن ولم يتوان، ولكن التزامنا هذا ليس هو الفيصل الذي يموت به السلام ويحيا. إنه التزامكم، أنتم وجيرانكم الفلسطينيين.
وكلّ ذلك سيتطلب في نهاية المطاف قرارات سياسية شجاعة من الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين لإيجاد الأرضية المشتركة التي تمكّنهم من استئناف المفاوضات المباشرة. وعندما يظهرون استعدادهم لفعل ذلك، فإن الولايات المتحدة ستكون هناك، جنبًا إلى جنب معهم، لمساعدتهم على تحقيق السلام الدائم الذي يستحقه شعباهم.
كلمة فيليب غوردون،منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج بالبيت الأبيض في مؤتمر إسرائيل للسلام الذي نظمته صحيفة هآرتس". انتهى الاقتباس.
هذه الكلمة وموقف الخارجية الأمريكية من قتل الشهيد محمد ابو خضير واعتقال ابن عمه طارق ابو خضير والذي كان علنيا وشديد اللهجة تؤكد على ان أمريكا كانت ضمنيا ترى في انتصار المقاومة بغزة عملية تأديبية لإسرائيل حتى يعود نتنياهو للمفاوضات أكثر استعدادا لتقديم تنازلات تدفع عملية السلام إلى الأمام .
الموقف الأمريكي فيما يتعلق بقضايا المنطقة غامض ولاسيما حرب غزة والأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتل الشهيد محمد ابو خضير ,
واعتقد أن غموض الموقف الأمريكي لديه سبب واحد هو تأديب إسرائيل ورفع الغطاء عن نتنياهو الذي أوصل المفاوضات قبل هذه الأحداث الى طريق مسدود .
فإسرائيل تنال نصيبها من الضربات الموجعة على الرأس من أمريكا كما ينال الفلسطينيين والعرب نصيبهم من تلك الضربات ولكن كل بطريقة وشكل مختلف .
ولعل بعضنا يذكر انه وفي بداية الانتفاضة الأقصى عندما قام شارون باحتلال مدينة بيت حانون بقطاع غزة لمدة 24 ساعة ثم انسحب منها فجأة وبدون سابق إنذار وخرجت الصحافة الإسرائيلية في حينها تتهكم على شارون وعنونت أخبارها قائلة :" انه اقصر احتلال في التاريخ لمدة 24 ساعة ".
والقصة التي تقف خلف الانسحاب من بيت حانون كانت أمريكية ومن البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي بوش الابن .
عادة اسرائيل تستأذن أمريكا عندما تقرر الرد على عملية استشهادية او أي عملية للمقاومة منذ أيام شارون وبارك الى يومنا هذا .. وربما يلاحظ البعض انه كان خلال انتفاضة الأقصى عندما تحصل عملية في داخل إسرائيل ويتأخر الرد العسكري الإسرائيلي لساعات وهي الوقت الذي كان يستغرقه شارون للحصول على ضوء اخضر أمريكي ومن البيت الأبيض للرد اما اجتماعات المجلس الوزاري المصغر فهو عادة يتخذ قرارات مع وقف التنفيذ لحين الحصول على ضوء اخضر أمريكي .
وعودة إلى قصة بيت حانون فقد كان شارون على علاقة غير طيبة مع مستشاري بوش الابن وهم كونداليسا رايس ووزير الخارجية كولن باول .. وعندما قرر شارون احتلال بيت حانون طلب من موظف صغير في الخارجية الإسرائيلية أن يتصل بكونداليسا رايس مستشارة الامن القومي لابلاغها ان اسرائيل قررت احتلال بيت حانون .. اتصل الموظف الإسرائيلي بكونداليسا وابلغها رسالة شارون فجن جنونها كيف يفعل شارون هذا ويتعمد اهانتها بتكليف موظف صغير بالاتصال بها لابلاغها باحتلال بيت حانون .. فما كان منها الا ان ذهبت الى كولن باول " كلاهما من ذوي البشرة السمراء " وشحنته ضد شارون وانه عنصري ويتعمد اهانتنا لاننا من ذوي البشرة السمراء فدخل كلاهما على بوش وقالا نفس القصة ان شارون عنصري فطلب بوش وبلغة حاسمة لا جدال فيها :" انسحب فورا من بيت حانون ".
شارون لم يستطع المراوغة فانسحب فورا وبقيت قصة الانسحاب غامضة حتى الآن .
منذ اتفاق اوسلو وأمريكا ترقب المشهد الفلسطيني الإسرائيلي بدقة وعندما كانت تريد تأديب إسرائيل كانت تفعل على طريقتها الخاصة فهي لاتعطي تعليمات لاحد كي يؤدب اسرائيل ولكن موقفها يكون صامتا حتى ترى امريكا ان العملية حققت اهدافها عندها تتدخل لانقاذ اسرائيل .
ويروي الكاتب محمد حسنين هيكل عن الاستعدادات لحرب اكتوبر عام 1973فيقول :" قبل الحرب أرسل السادات رسالة شفوية لوزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر تقول ما هو موقف أمريكا لو قمنا بحرب ضد إسرائيل .. فكان رد كيسنجر التالي:" تستطيعون شن حرب على إسرائيل لا احد يمنعكم ولكن خذوا بعين الاعتبار ان حاربتم هذه المرة يجب ان تنتصروا واذا هزمتم فلن يستطيع احد بعد الان ان يتحدث مع إسرائيل لإقامة سلام مع العرب ".
وتاكيدا على راوية هيكل فقد اندلعت حرب اكتوبر وانهار الجيش الإسرائيلي ومنذ اليوم اليوم ورئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير ترسل يوميا برقيات الى امريكا تقول فيها :" النجدة ...اسرائيل بخطر ".
تجاهلت أمريكا كل برقيات غولدا مائير حتى اليوم الرابع للحرب .. في اليوم الرابع رأت امريكا انه ان الأوان كي تتدخل لإنقاذ إسرائيل فاستدعى كيسنجر السفير الإسرائيلي في واشنطن وابلغه الرسالة التالية :" وصلتنا كل برقيات غولدا مائير وهي تطلب تدخلنا لانقاذ اسرائيل وقد قررت أمريكا تزويد اسرائيل بجسور جوية تنقل كافة أنواع الأسلحة التي تحتاجها اسرائيل في الحرب ولكن لتعلم حكومة إسرائيل ان ما سيحصل بعد الآن هو فعل أمريكي وليس إسرائيلي ".
الموقف الأمريكي من حرب غزة الثالثة أضعه بنفس الإطار فقد منعت أمريكا نتنياهو بشكل صريح وواضح من القيام بعملية برية في قطاع غزة وبقيت ترقب المشهد والعمق الاسرائيلي تقصفه الصواريخ الفلسطينية رغم موافقتها على الرد العسكري الاسرائيلي ولكنها قيدته ايضا بحدود الرد وكانت أمريكا بطيئة في تحركها لإعطاء المجال للمقاومة الفلسطينية كي تؤدب إسرائيل بالنظر لما سياتي لاحقا في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لان التعامل مع نتنياهو المهزوم عسكريا في حرب أسهل مما سبق حرب غزة .
وفيما يلي النص الحرفي لكلمة مسئول أمريكي من البيت الأبيض في ندوة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 8 تموز 2014 :
مقتطفات من الكلمة:
بالرغم من المناخ السياسي المحفوف بالصعوبات فإن إجراءات اتخذتها القيادة الفلسطينية مؤخرا في رام الله تعكس شجاعتها وموثوقيتها كشريك أمني لإسرائيل لغرض تدعيم قضية السلام. ومن تلك التدابير خطاب الرئيس عباس الأخير في العربية السعودية، الذي شدد فيه – بالعربية - على أهمية التعاون الأمني مع إسرائيل، وجهود قوة الأمن للسلطة الفلسطينية في سعيها للعثور على الشبان الإسرائليين الثلاثة المخطوفين والمحافظة على الهدوء في مناخ مشحون بالمشاعر الملتهبة.
وإسرائيل تجابه حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أنها لا تقوى على الاستمرار في السيطرة عسكريًا على شعب آخر إلى ما لا نهاية. وسيطرتها هذه ليست مجرد عمل باطل فحسب إنما هي عوامل تؤدي إلى مشاعر الاستياء وتكرار عدم الاستقرار، كما أنها ستجعل المتطرفين على الجانبين أكثر جسارة وستمزق نسيج إسرائيل وتغذي ما يقوم به كل من الجانبين لتجريد إنسانية الجانب الآخر.
وكما قال الرئيس، فإن الاحتلال أو الطرد ليس هو الجواب. وكما بنى الإسرائيليون دولة في وطنهم، يحقّ للفلسطينيين أن يكونوا شعبًا مستقلا وحرًا وآمنًا على أرضه. أو كما نقتبس من أقوال أحد زعمائكم، آرييل شارون الذي قال: "من المستحيل قيام دولة ديمقراطية ويهودية، وفي الوقت نفسه، السيطرة على كلّ إسرائيل التوراتية". وإذا أصررنا على تحقيق الحلم بأكمله، نكون معرّضين لأن نخسره برمّته.
وفي هذا الصدد، ينبغي عليّ أيضًا أن أوضّح الموقف الثابت والمستمر للولايات المتحدة: إننا نعتبر المستوطنات غير شرعية وعائقًا على طريق التقدم في مفاوضات السلام. إن إطلاق البيانات عن إنشاء المستوطنات يكون رد فعل يأتي بعكس النتيجة المرجوة لاختطاف وقتل الفتيان الإسرائيليين الثلاثة.
وعلى نقيض ذلك، إذا أخفقنا في العودة إلى محادثات السلام، فسوف يكون من المؤكد تقريبًا أن تتجدد المساعي لعزل إسرائيل دوليًا، ولإضفاء الصبغة الشرعية من جانب واحد على كينونة الدولة الفلسطينية. صحيح أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في طاقتها لمحاربة إجراءات المقاطعة وغيرها من مساعي نزع الشرعية. ولكن قدرتنا في العديد من هذه المحافل، لا سيما خارج مجلس الأمن الدولي، على احتواء الضرر تظل محدودة، وتكتنفها التحديات أكثر فأكثر.
ولكن بحكم أننا المدافع الأكبر وأقرب صديق لإسرائيل، فمن واجبنا نحوكم أن نطرح أسئلة جوهرية—وهي في الواقع أسئلة يطرحها الكثير من الإسرائيليين على أنفسهم: كيف ستظل إسرائيل دولة ديمقراطية ويهودية إذا حاولت أن تحكم ملايين العرب الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية؟ وكيف ستحظى بالسلام إذا ظلت غير مستعدة لترسيم الحدود وإنهاء الاحتلال، وتقبّل السيادة والأمن والكرامة للشعب الفلسطيني؟ كيف يمكننا منع الدول الأخرى من عزل إسرائيل أو مؤازرة المساعي الفلسطينية في المحافل الدولية إذا اعتبرت إسرائيل غير ملتزمة بالسلام؟
ونظرًا للوضع الذي نحن فيه، فمن المفهوم أن البعض من كلا الجانبين يبحثون عن خيارات أخرى، طرح بعضها في مؤتمر اليوم. ولكن معظم هذه المقترحات هي مجرد سدّ ثغرات في أحسن الظروف. أما في أسوأ الظروف، فإنها وصفة لاستمرار أو تصاعد النزاع أو العزل. إن "حل الدولة الواحدة" هو حل غير مقنع وغير محتمل، ويعني بصورة فاعلة نهاية الطبيعة اليهودية والديمقراطية لدولتكم. كما أن الضمّ الأحادي لأراضي الضفة الغربية المأهولة بمواطنين إسرائيليين هو الأمر الخطأ، فضلا عن كونه غير شرعي ووصفة لعزل اسرائيل.
إن سلامًا دائمًا سيشمل قيام دولتين لشعبين: إسرائيل كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، مع تمتّع كل منهما بحقّ تقرير المصير، والاعتراف المتبادل، والسلام. وفي حين يجب التفاوض على القضايا الجوهرية للنزاع، فإن أساس هذا التفاوض واضح: دولة فلسطينية قابلة للحياة والبقاء، ودولة إسرائيلية آمنة.
إذن، يجب أن تسفر المفاوضات عن قيام دولتين، مع ترسيم حدود فلسطينية دائمة مع إسرائيل والأردن ومصر، وحدود إسرائيلية دائمة مع فلسطين. ويجب أن ترتكز الحدود الإسرائيلية-الفلسطينية إلى خطوط الهدنة في العام 1967 مع تبادلات متّفق عليها بين الجانبين، حتى يتسنى تأسيس حدود آمنة ومعترف بها لكلا الطرفين. وأي اتفاقية سلام تستدعي بنودًا أمنية قوية تضمن أمن اسرائيل. وينبغي أن يحظى الشعب الفلسطيني بحقه في حكم نفسه، والسعي إلى تحقيق كل إمكانياته، في دولة مستقلة وذات سيادة، ومتلاصقة جغرافيًا.
وتظل الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الطرفين على ردم الثغرات الجوهرية الباقية. إن التزامنا العميق لم يهن ولم يتوان، ولكن التزامنا هذا ليس هو الفيصل الذي يموت به السلام ويحيا. إنه التزامكم، أنتم وجيرانكم الفلسطينيين.
وكلّ ذلك سيتطلب في نهاية المطاف قرارات سياسية شجاعة من الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين لإيجاد الأرضية المشتركة التي تمكّنهم من استئناف المفاوضات المباشرة. وعندما يظهرون استعدادهم لفعل ذلك، فإن الولايات المتحدة ستكون هناك، جنبًا إلى جنب معهم، لمساعدتهم على تحقيق السلام الدائم الذي يستحقه شعباهم.
كلمة فيليب غوردون،منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج بالبيت الأبيض في مؤتمر إسرائيل للسلام الذي نظمته صحيفة هآرتس". انتهى الاقتباس.
هذه الكلمة وموقف الخارجية الأمريكية من قتل الشهيد محمد ابو خضير واعتقال ابن عمه طارق ابو خضير والذي كان علنيا وشديد اللهجة تؤكد على ان أمريكا كانت ضمنيا ترى في انتصار المقاومة بغزة عملية تأديبية لإسرائيل حتى يعود نتنياهو للمفاوضات أكثر استعدادا لتقديم تنازلات تدفع عملية السلام إلى الأمام .
التعليقات