الشاعر رولاندو قطّان:شجرة أناناس فلسطينية في الهندوراس

رام الله - دنيا الوطن
يتحدر الشاعر الهندوراسي رولاندو قطّان، الذي يتقاسم اسمه رولاندو مع أبيه وابنه، من عائلة فلسطينية مهاجرة، فهو من الجيل الثالث لعائلته. خرج جده عفيف قطان من بيت لحم، فلسطين عام 1910 مباشرة عقب وصول إخوته الباقين إلى الهندوراس. وكانت عادة تغيير اللقب جارية في المهاجر اللاتينية، إما أن يقوم بها الشخص المعني نفسه كي يسهل على المجتمع الجديد حفظه، أو أن موظف دائرة الأحوال المدنية كان يقوم بها
وهكذا فإن الجيل الأول في العائلة المهاجرة التي تضم عشرة من الإخوة والأخوات، هاجر تسعة منهم إلى الهندوراس وهم (بشارة، سلمان، شكري، عفيف، ماري، إيميلي، جانيت، جوليا، ريجينا)، ولم يبق في بيت لحم سوى العمة جوليا. مات الإخوة جميعهم ما عدا إيميلي التي أصيبت بالزهايمر، والطريف أنها لم تعد تتحدث سوى العربية.
كانت كوبا محطتهم الأولى، وكانت عدّة مدن قد بدأت تنشأ في الهندوراس، الأمر الذي حملهم على الانتقال إلى مدينة بيمينتا الجديدة، لكن الأقدار ما كانت لتجعل منها وجهتهم النهائية فقد دمرت المدينة في طوفان عام 1930، لتنتقل عائلة قطان إلى سان بيدرو ثم إلى العاصمة تيغوسيغالبا.
كانت تجارة الأقمشة هي المهنة التي عمل بها معظم أفراد العائلة، ومن بين جميع الإخوة قطان، اقترن عفيف بمحاسبة هندوراسية كانت تعمل في متجر أخيه. الزوجات الأخريات كنّ من بنات العمومة، فقد كان الأمر يتم بهذه الطريقة، تزويج أبناء وبنات العمومة كي يهاجروا سويا فتحافظ العائلة على بناتها في المهجر.
توفي الجد عفيف قطان عندما كان عمر الابن رولاندو عشر سنوات، وأبقت الأم الهندوراسية (إيميليا) على علاقتها القوية بالعائلة، وعن طريقها تعرّف الأبناء على أبيهم.
كان الشاعر رولاندو يروي لي تلك التفاصيل وهو يتصل هاتفيا بوالده أو بعمه يعقوب، عندما قال له الأخير، إن الجد بكى مرتين في حياته؛ أحدها عندما شاهد الجنود الهندوراسيين حفاة في واحدة من الحروب الأهلية التي مرت بها البلاد، والأخرى يوم 15 مايو 1948 المعروف بالنكبة، ليظل ذلك التاريخ غرابا أسود عالقا في ذاكرة العائلة.
توركو.. توركو
في إجابته عن سؤالي عن كيفية ارتباطه بجذوره، قال إن كل من حوله يعيده دوما إلى جذوره، فذكريات الرحلة والظروف التي هاجرت بها العائلة، والأجداد الراحلون، وأبعد من ذلك، أن الناس في الهندوراس ما برحوا يطلقون على ذوي الأصول الشامية لقب “الأتراك”، أحيانا كوصف لهم وأحيانا كشتيمة، فكلمة “توركو” أي “تركي” بلهجة الهندوراسيين متبوعة على الأغلب بشتيمة، ويتابع: “في المدرسة كان كل واحد يدعى باسمه الأول مثل ليوناردو، دافيد، فيكتور.. الخ، أما أنا فكانوا ينادونني باسم عائلتي “قطان”. ويضيف: “لديّ أصدقاء تعود أصولهم إلى أوروبا الشرقية، لكنّ أحدا لا يُذكّرهم بذلك”.
بخمس ماكينات خياطة فقط، بدأت عائلة قطان حياتها التجارية في الهندوراس لتصبح من أغنى العائلات هناك، وربما يفسر هذا السلوك العنصري ضدهم من البعض
يتحدر الشاعر الهندوراسي رولاندو قطّان، الذي يتقاسم اسمه رولاندو مع أبيه وابنه، من عائلة فلسطينية مهاجرة، فهو من الجيل الثالث لعائلته. خرج جده عفيف قطان من بيت لحم، فلسطين عام 1910 مباشرة عقب وصول إخوته الباقين إلى الهندوراس. وكانت عادة تغيير اللقب جارية في المهاجر اللاتينية، إما أن يقوم بها الشخص المعني نفسه كي يسهل على المجتمع الجديد حفظه، أو أن موظف دائرة الأحوال المدنية كان يقوم بها
وهكذا فإن الجيل الأول في العائلة المهاجرة التي تضم عشرة من الإخوة والأخوات، هاجر تسعة منهم إلى الهندوراس وهم (بشارة، سلمان، شكري، عفيف، ماري، إيميلي، جانيت، جوليا، ريجينا)، ولم يبق في بيت لحم سوى العمة جوليا. مات الإخوة جميعهم ما عدا إيميلي التي أصيبت بالزهايمر، والطريف أنها لم تعد تتحدث سوى العربية.
كانت كوبا محطتهم الأولى، وكانت عدّة مدن قد بدأت تنشأ في الهندوراس، الأمر الذي حملهم على الانتقال إلى مدينة بيمينتا الجديدة، لكن الأقدار ما كانت لتجعل منها وجهتهم النهائية فقد دمرت المدينة في طوفان عام 1930، لتنتقل عائلة قطان إلى سان بيدرو ثم إلى العاصمة تيغوسيغالبا.
كانت تجارة الأقمشة هي المهنة التي عمل بها معظم أفراد العائلة، ومن بين جميع الإخوة قطان، اقترن عفيف بمحاسبة هندوراسية كانت تعمل في متجر أخيه. الزوجات الأخريات كنّ من بنات العمومة، فقد كان الأمر يتم بهذه الطريقة، تزويج أبناء وبنات العمومة كي يهاجروا سويا فتحافظ العائلة على بناتها في المهجر.
توفي الجد عفيف قطان عندما كان عمر الابن رولاندو عشر سنوات، وأبقت الأم الهندوراسية (إيميليا) على علاقتها القوية بالعائلة، وعن طريقها تعرّف الأبناء على أبيهم.
كان الشاعر رولاندو يروي لي تلك التفاصيل وهو يتصل هاتفيا بوالده أو بعمه يعقوب، عندما قال له الأخير، إن الجد بكى مرتين في حياته؛ أحدها عندما شاهد الجنود الهندوراسيين حفاة في واحدة من الحروب الأهلية التي مرت بها البلاد، والأخرى يوم 15 مايو 1948 المعروف بالنكبة، ليظل ذلك التاريخ غرابا أسود عالقا في ذاكرة العائلة.
توركو.. توركو
في إجابته عن سؤالي عن كيفية ارتباطه بجذوره، قال إن كل من حوله يعيده دوما إلى جذوره، فذكريات الرحلة والظروف التي هاجرت بها العائلة، والأجداد الراحلون، وأبعد من ذلك، أن الناس في الهندوراس ما برحوا يطلقون على ذوي الأصول الشامية لقب “الأتراك”، أحيانا كوصف لهم وأحيانا كشتيمة، فكلمة “توركو” أي “تركي” بلهجة الهندوراسيين متبوعة على الأغلب بشتيمة، ويتابع: “في المدرسة كان كل واحد يدعى باسمه الأول مثل ليوناردو، دافيد، فيكتور.. الخ، أما أنا فكانوا ينادونني باسم عائلتي “قطان”. ويضيف: “لديّ أصدقاء تعود أصولهم إلى أوروبا الشرقية، لكنّ أحدا لا يُذكّرهم بذلك”.
بخمس ماكينات خياطة فقط، بدأت عائلة قطان حياتها التجارية في الهندوراس لتصبح من أغنى العائلات هناك، وربما يفسر هذا السلوك العنصري ضدهم من البعض
التعليقات