الشرفي بعد انتخابها مديرة لمعهد الصحافة وعلوم الاخبار تتحدث للتقدمية عن المشهد الاعلامي بتونس

تونس - دنيا الوطن - الناصر خشيني
المرأة في تونس وصلت الى مراتب متقدمة في كل المجالات شانها في ذلك شان الرجل تماما الى غاية الثقة فيها وانتخابها من زملائها الاساتذة الجامعيين لتكون عميدة لهم في كلياتهمومعاهدهم العلمية على غرار ما حصل مع الدكتورة سلوى الشرفي التي سبق لصحيفتنا اننشرت لها مقالات سابقة واذ نهنؤها على هذا التتويج الذي لايخصها شخصيا فقط بل تكريم للمراة العربية في تونس ولما طلبتمنها اجراء حوار معها حول المشهد الاعلامي بتونس استجابت مشكورة وكان لنا معها اللقاء التالي :
الناصر خشيني
أول امرأة تونسية تصل إلى إدارة معهد الصحافة عن طريق الانتخاب ماذا يعني لك وللمرأة في تونس؟
الدكتورة سلوى الشرفي
قبل إقرار مبدأ انتخاب مديري المعاهد العليا عينت وزارة الإشراف زميلة على رأس معهد الصحافة و كان ذلك بعد أربعين سنة من تأسيس المعهد، أي بعد تعيين عدد كبير من المديرين الرجال.
أما الزملاء فقد انتخبوا مديرة حالما سمح لهم بالاختيار، كما انتخبوا امرأة رئيسة لقسم الصحافة و حققوا التناصف بين الجنسين في انتخابات المجلس العلمي و هذا دليل على أن الأكاديميين متطورين على السياسيين في مسألة المساواة، و لنا دليل آخر على ما أقول وهو الحضور الضعيف للمرأة في السياسة. أما في المجتمع فالمرأة تحظى بمكانة هامة والأمر ليس بغريب في مجتمع أقر بحقوق المرأة قانونا منذ 58 سنة وهي حقوق لم يقرها أي مجتمع مسلم. و قد مكنت هذه الحقوق المرأة التونسية من الوصول إلى اعلي المراتب في مختلف المجالات، فقطاع الطب تأنث تقريبا كما قطاع التعليم و القضاء. و نلاحظ أن أغلب نقابات القضاة تقودها نساء في تونس. لقد تعود التونسيون على وجود المرأة في المجال العام و أثبتت المرأة كفاءتها.
إذن على السياسيين استخلاص الدرس و عليهم أن يفهموا أنهم متأخرين عن المجتمع الذين يدّعون قيادته.
الناصر خشيني
أكيد لك خطة عمل لتطوير معهد الصحافة وعلوم الأخبار لتخريج جيل جديد من الإعلاميين ما هي ملامحها؟
الدكتورة سلوى الشرفي
قبل الثورة كانت السلطة تسعى إلى جعل الإعلام بوق دعاية لها لذلك كانت تطبق سياسة تسمح بتكوين صحافيين طيّعين خانعين غير مسيّيسين و تابعين للحزب الحاكم، و ذلك عن طريق توجيه الطلبة الأقل كفاءة إلى معهد الصحافة إضافة إلى إملاء الأوامر على المديرين الذين كانت تعيينهم، و محاولة إقصاء المرشحين للتدريس غير الموالين لها، أما الذين كانوا يفلتون من غربال لجان الانتداب فكان مصيرهم التهميش على مستوى المناصب القيادية و البحث العلمي، كل هذا بدأ يتغير بعد الثورة بحكم استقلالية الجامعة، و طبعا النتائج لم تظهر بعد بحكم قصر المدة كما أن الإصلاحات ما زالت في طور التصور. و في ما يخصني فإني أسعى إلى تكريس مبدأ انتقاء الطلبة الجدد الأكثر كفاءة كما أسعى إلى تطوير البحث العلمي في مجال الإعلام و هذا يتطلب وضع إستراتيجية تسمح للزملاء الأكثر جدية بالتفرغ للبحث أو على الأقل بتقليص ساعات التدريس، إلى جانب إعادة النظر في محتوى الدروس بعد أن اتضحت عيوب حرية التعبير من خدمة لأجندة السياسيين و اللهث وراء المال من خلال الإكثار من برامج الإثارة التي بدأت في إنتاج جمهور مريض بالتلصص، كل هذه الظواهر التي رافقت حرية التعبير يجب أن تدرس و تحلل حتى نستخرج نتائج تسمح بوضع دروس جديدة تكون بمثابة لقاح ضد هذه الأمراض. انا لست ساذجة لأقول انه يمكننا القضاء على هذه العلل لكن يمكن التخفيف منها.
الناصر خشيني
المشهد الإعلامي في تونس هل ترينه مناسبا للحدث الثوري في البلاد وكيف يمكن تقييمه؟
الدكتورة سلوى الشرفي
المشهد الحالي لا يسر . فالبعض من وسائل الإعلام تتمعّش إما من الإثارة التي تجلب أموال الإعلانات أو من خدمة أطراف سياسية، وهو ما يفسر صناعة نجوم سياسة من أشخاص لا يمثلون أحيانا سوى أنفسهم و يلحقون الضرر بالمجتمع من خلال ترويج خطاب لا يمثل هموم المواطنين مثل الخطاب المركز على الجنس الذي يدعو إلى نكاح الصغيرة و العودة إلى ظاهرة الجواري و غيرها من الترهات، إضافة إلى المساهمة المحمومة في الحملة الانتخابية المبكرة بتنصيع صورة السياسيين الكبار و فتح المنابر لهم خدمة لأنفسهم.
من الملاحظات الجوهرية على الإعلام في تونس أنه ضخم أطرافا لا تستحقه وهمش أطرافا أخرى جديرة بالتنويه ما رايك في هذا
لا اعتقد أن الإعلام همش أطرافا جديرة بالتنويه لأن الكفاءة تفرض نفسها لكنه ساعد العديد من ضعاف الحال سياسيا على البروز.
الناصر خشيني
كيف ترين مستقبل الإعلام في تونس في ضوء الواقع وما هي الطرق الكفيلة بجعله مهنيا وفي مستوى تطلعات الجماهير في تونس؟
المرأة في تونس وصلت الى مراتب متقدمة في كل المجالات شانها في ذلك شان الرجل تماما الى غاية الثقة فيها وانتخابها من زملائها الاساتذة الجامعيين لتكون عميدة لهم في كلياتهمومعاهدهم العلمية على غرار ما حصل مع الدكتورة سلوى الشرفي التي سبق لصحيفتنا اننشرت لها مقالات سابقة واذ نهنؤها على هذا التتويج الذي لايخصها شخصيا فقط بل تكريم للمراة العربية في تونس ولما طلبتمنها اجراء حوار معها حول المشهد الاعلامي بتونس استجابت مشكورة وكان لنا معها اللقاء التالي :
الناصر خشيني
أول امرأة تونسية تصل إلى إدارة معهد الصحافة عن طريق الانتخاب ماذا يعني لك وللمرأة في تونس؟
الدكتورة سلوى الشرفي
قبل إقرار مبدأ انتخاب مديري المعاهد العليا عينت وزارة الإشراف زميلة على رأس معهد الصحافة و كان ذلك بعد أربعين سنة من تأسيس المعهد، أي بعد تعيين عدد كبير من المديرين الرجال.
أما الزملاء فقد انتخبوا مديرة حالما سمح لهم بالاختيار، كما انتخبوا امرأة رئيسة لقسم الصحافة و حققوا التناصف بين الجنسين في انتخابات المجلس العلمي و هذا دليل على أن الأكاديميين متطورين على السياسيين في مسألة المساواة، و لنا دليل آخر على ما أقول وهو الحضور الضعيف للمرأة في السياسة. أما في المجتمع فالمرأة تحظى بمكانة هامة والأمر ليس بغريب في مجتمع أقر بحقوق المرأة قانونا منذ 58 سنة وهي حقوق لم يقرها أي مجتمع مسلم. و قد مكنت هذه الحقوق المرأة التونسية من الوصول إلى اعلي المراتب في مختلف المجالات، فقطاع الطب تأنث تقريبا كما قطاع التعليم و القضاء. و نلاحظ أن أغلب نقابات القضاة تقودها نساء في تونس. لقد تعود التونسيون على وجود المرأة في المجال العام و أثبتت المرأة كفاءتها.
إذن على السياسيين استخلاص الدرس و عليهم أن يفهموا أنهم متأخرين عن المجتمع الذين يدّعون قيادته.
الناصر خشيني
أكيد لك خطة عمل لتطوير معهد الصحافة وعلوم الأخبار لتخريج جيل جديد من الإعلاميين ما هي ملامحها؟
الدكتورة سلوى الشرفي
قبل الثورة كانت السلطة تسعى إلى جعل الإعلام بوق دعاية لها لذلك كانت تطبق سياسة تسمح بتكوين صحافيين طيّعين خانعين غير مسيّيسين و تابعين للحزب الحاكم، و ذلك عن طريق توجيه الطلبة الأقل كفاءة إلى معهد الصحافة إضافة إلى إملاء الأوامر على المديرين الذين كانت تعيينهم، و محاولة إقصاء المرشحين للتدريس غير الموالين لها، أما الذين كانوا يفلتون من غربال لجان الانتداب فكان مصيرهم التهميش على مستوى المناصب القيادية و البحث العلمي، كل هذا بدأ يتغير بعد الثورة بحكم استقلالية الجامعة، و طبعا النتائج لم تظهر بعد بحكم قصر المدة كما أن الإصلاحات ما زالت في طور التصور. و في ما يخصني فإني أسعى إلى تكريس مبدأ انتقاء الطلبة الجدد الأكثر كفاءة كما أسعى إلى تطوير البحث العلمي في مجال الإعلام و هذا يتطلب وضع إستراتيجية تسمح للزملاء الأكثر جدية بالتفرغ للبحث أو على الأقل بتقليص ساعات التدريس، إلى جانب إعادة النظر في محتوى الدروس بعد أن اتضحت عيوب حرية التعبير من خدمة لأجندة السياسيين و اللهث وراء المال من خلال الإكثار من برامج الإثارة التي بدأت في إنتاج جمهور مريض بالتلصص، كل هذه الظواهر التي رافقت حرية التعبير يجب أن تدرس و تحلل حتى نستخرج نتائج تسمح بوضع دروس جديدة تكون بمثابة لقاح ضد هذه الأمراض. انا لست ساذجة لأقول انه يمكننا القضاء على هذه العلل لكن يمكن التخفيف منها.
الناصر خشيني
المشهد الإعلامي في تونس هل ترينه مناسبا للحدث الثوري في البلاد وكيف يمكن تقييمه؟
الدكتورة سلوى الشرفي
المشهد الحالي لا يسر . فالبعض من وسائل الإعلام تتمعّش إما من الإثارة التي تجلب أموال الإعلانات أو من خدمة أطراف سياسية، وهو ما يفسر صناعة نجوم سياسة من أشخاص لا يمثلون أحيانا سوى أنفسهم و يلحقون الضرر بالمجتمع من خلال ترويج خطاب لا يمثل هموم المواطنين مثل الخطاب المركز على الجنس الذي يدعو إلى نكاح الصغيرة و العودة إلى ظاهرة الجواري و غيرها من الترهات، إضافة إلى المساهمة المحمومة في الحملة الانتخابية المبكرة بتنصيع صورة السياسيين الكبار و فتح المنابر لهم خدمة لأنفسهم.
من الملاحظات الجوهرية على الإعلام في تونس أنه ضخم أطرافا لا تستحقه وهمش أطرافا أخرى جديرة بالتنويه ما رايك في هذا
لا اعتقد أن الإعلام همش أطرافا جديرة بالتنويه لأن الكفاءة تفرض نفسها لكنه ساعد العديد من ضعاف الحال سياسيا على البروز.
الناصر خشيني
كيف ترين مستقبل الإعلام في تونس في ضوء الواقع وما هي الطرق الكفيلة بجعله مهنيا وفي مستوى تطلعات الجماهير في تونس؟
الدكتورة سلوى الشرفي
مستقبل الإعلام مرتبط بتكوين الصحافيين و بإيمانهم برسالتهم و قدرتهم على الدفاع عن استقلالية سلطتهم و نضالهم من أجل جعل هيئة التحرير وحدها مسؤولة عن الخط التحريري و عن مضمون الخطاب الإعلامي، أي أن يكون الصحافي قادر على القيام بمهمة التعديل بنفسه دون حاجة إلى سلط تعديلية.
الناصر خشيني
هل ترين أن الإعلام في تونس قادر على إطلاع الشعب في تونس على ما يدور في العالم وخاصة في الوطن العربي وبالأخص في فلسطين حيث شعب مشرد وحل غرباء محله في وطنه؟
الناصر خشيني
هل ترين أن الإعلام في تونس قادر على إطلاع الشعب في تونس على ما يدور في العالم وخاصة في الوطن العربي وبالأخص في فلسطين حيث شعب مشرد وحل غرباء محله في وطنه؟
الدكتورة سلوى الشرفي
الإعلام التونسي مركّز على الوضع الداخلي الذي يتسم بكثرة الأحداث و تسارعها و خطورتها، و بالتالي فإن القسط المخصص للأحداث الخارجية قد تقلص كثيرا مقارنة بما كان قبل الثورة. لكن القلة يمكن أن تكون كافية لتبليغ الرسائل لو كان للصحافيين القدرة على التبليغ وهو يتطلب إلماما بخلفية الأحداث و فهما لموازين القوى و للاستراتيجيات و قراءة شاملة غير مجزأة، فما نراه هو تقديم ما يحدث في فلسطين بمعزل عما يحدث في مصر و سوريا و العراق و إيران، و الحال أن المسائل مترابطة ارتباطا وثيقا.
التعليقات