ما بين المالكي والكويت وليبيا

ما بين المالكي والكويت وليبيا
بقلم: عبدالله عيسى

في أغسطس 1990 قام صدام حسين باحتلال الكويت وتم تحرير الكويت في فبراير 1991 وما جرى أثناء الاحتلال وما بعده معروف ولا ضرورة للتذكير بتلك الأحداث المؤلمة .. ولكن المهم الآن ما فعلته الكويت بعد التحرير.

فور تحرير الكويت لم يترك الكويتيون بلدهم مدمرا ليصفوا حسابات فيما بينهم .. من هرب ومن صمد ومن حكم ومن سيحكم الآن ومن الوزير ومن الغفير ؟.. حصروا كل هذه القضايا في جلساتهم الضيقة وقرر الكويتيون إعادة اعمار بلدهم فورا بدون تأخير .. بدأت العطاءات للشركات وبدا إعادة الاعمار بدون أدنى تأخير وبعد سنوات قليلة كانت الكويت افضل مما كانت عليه قبل الاحتلال .

دمرت العراق وخرجت من سلسلة حروب انتهت بسقوط نظام صدام بحسناته وسيئاته مثل الخرابة .. كل شيء تقريبا مدمر في العراق والاهم من ذلك فقر لا يوصف في اغنى بلد نفطي في العالم .

بعد سقوط بغداد والانسحاب الأمريكي لاحقا قرر العراقيون تشكيل عشرات الميليشيات لتزيد العراق دمارا وتزيد فقراء العراق فقرا على فقرهم .

كانت العراق بحاجة بعد سقوط بغداد إلى قائد يبني ولا يهدم يوفر الرفاهية للشعب العراقي ولكن الذي حصل بفضل المالكي والميليشيات .. طوابير العراقيين لشراء البنزين وانقطاع الكهرباء وجيش طائفي لا يؤمن بالخبرة العسكرية .. ملازم من طائفة ما خدم في الجيش العراقي في عهد صدام يمنح رتبة فريق وركن أيضا في جيش المالكي.. طبعا هذا الفريق المزعوم هرب في أول معركة .

كان يفترض أن يضع المالكي نصب عينيه إعادة اعمار العراق وتوفير وظائف للعراقيين بدون تمييز وان يقضي على الفقر والى الأبد في العراق بفضل الموارد النفطية العراقية الهائلة والتي لا احد يعرف اين تذهب .

فكانت الثورة .. ثورة فقراء وجياع العراق الذين انتفضوا وانضموا لأي ميليشيا لا يهم الاسم ولا العنوان المهم الانتقام من نظام جائر أفقر شعب العراق أكثر من نظام صدام .

صدام بدد موارد العراق في حروب متتابعة ضد ايران والكويت وأمريكا وقوات التحالف .. وأما المالكي فأين هي الحروب التي خاضها ليبدد ثروات العراق والتي يجب ان يسأله عنها الشعب العراقي قبل كل شيء .

حول العراق إلى محمية إيرانية وعلى عينك يا تاجر .. لماذا وما هي مكاسب العراق من هذه المحمية ؟؟

العراق بموارده المالية الهائلة لا يحتاج لان يكون محمية لأحد .. يحتاج إلى قرار عراقي مستقل يعيش بعلاقات طيبة مع كل دول الجوار مع ايران ودول الخليج ويهتم فقط بتوفير الرفاهية للشعب العراقي كما تفعل دول الخليج كافة مع شعوبها .

النموذج العراقي يشبه النموذج الليبي الذي بعد سقوط القذافي لم تجد الحكومة ما تدفع به رواتب موظفيها .. أين الموارد النفطية الليبية والتي تتقاسمها الميليشيات .

كان يفترض أن يبادر المالكي إلى توحيد العراقيين ونبذ الطائفية وبناء جيش عراقي لا ولاء له إلا للوطن العراقي .. جيش من كل فئات الشعب وطوائفه وفي الجيش لامكان للطائفية .

انفق المالكي العام الماضي على الجيش 20 مليار فاحت منها رائحة الفساد والسمسرة والسلاح الرديء ومثل هذا المبلغ لسنة واحدة قادر على توفير سلاح يهزم دول عظمى لا أن يفر من المحافظات بما لا يليق بتاريخ الجيش العراقي الباسل وما عرف عنه في الحروب العربية الإسرائيلية .

العراق وليبيا دولا نفطية قادرة على إعادة اعمار بلديهما بسرعة قياسية بفضل مواردهما النفطية .. أما أن يتحول الشعبين الليبي والعراقي إلى أفقر شعوب العرب فهذه مأساة حقيقية .

وإذا كانت النتيجة هي إفقار الشعبين الليبي والعراقي فلماذا اسقط صدام والقذافي ؟ .. ثورة في ليبيا وثورة في العراق ومن يريد أن يبقى يغني مواويل لداعش هو حر ولكن الحقيقة الواحدة أن ثورة الشعب العراقي بكل فئاته وطوائفه أصبحت على بعد 60 كيلومترا من بغداد .

وقرار أمريكا بإرسال 275 جنديا لحماية سفارتها في بغداد يعني أن أمريكا تتوقع أو تنتظر سقوط بغداد وفرار المالكي وهذا المصير ينتظر ليبيا بانتصار ثورة حفتر والقضاء على أمراء الحرب الذين أفقروا الشعب الليبي .

عندما تصل ثورة العراقيين من سنة وشيعة وبعثيين وقوات عزت الدوري وداعش إلى تخوم بغداد وعلى بعد 60 كيلومترا فلا فائدة في كل المواعظ .

التعليقات