فوضى

كتب غازي مرتجى
بالامس تحدثنا مع الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة التي اعلنت استقالتها مؤخراً وكانت بالأصل مُقالة منذ 2007 , بعد احداث الانقسام الأسود لم يواجه الاعلام مشكلة كما سيواجهها الآن فكانت حكومة غزة والحكومة الفلسطينية , أو الحكومة المقالة والحكومة الفلسطينية .. والأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة أمن غزة .. الخ من التوصيفات التي حفظها القرّاء عن ظهر قلب .. الناطق باسم الوزارة المستقيلة عرّفناه وفق توصيف اجتهادي نظراً لـ"شقلبة" سياسة التحرير والمسميات كاملة فأطلقنا عليه الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة المستقيلة واعتقدت انه التوصيف الأصح , فاستشاط الناطق غضباً واعترض على مسماه وطلب تسميته بنائب مدير عام العلاقات الدولية والعامة في الحكومة الفلسطينية - حكومة الوفاق- ولأنّ الرؤية غير واضحة حتى اللحظة والجميع ينتظر التفاصيل كتبناها في الحكومة -مجهولة التعريف- , مهنياً ما قمنا به خاطيء وتغيير المسمى بالأصل خطأ فادح لكن لن يتمكّن أي اعلامي من تحديد مسميات خاصة بما يخص موظفي الحكومة في غزة .
يسألني أحد الموظفين الكبار في حكومة غزة عن وضع رواتبهم وكيفية صرفها وموعدها فاستغربت سؤاله الذي كنت سأبادره بالسؤال عنه ..! , اتصلت بشخصية كبيرة في الحكومة الفلسطينية -الوفاق- وسالته عن الوضع العام ووضع الموظفين القدامى والجدد .. فكانت الاجابة "نو كومنت" ..!
في السيارة بالامس يتحدث السائق عن تبعية الشرطة التي تنظّم الشوارع وتحفظ الأمن وهل بالفعل تتبع لـ"رامي الحمدلله" أم أنها كما هي .. وإن كانت كما هي فمن المسؤول عنها .. وفي الجانب الإعلامي مع أي ناطق رسمي باسم الاجهزة الامنية او الداخلية نتحدث .. مع "الضميري" أم "البزم"؟ على سبيل المثال ..!
في أمر رواتب موظفي حكومة غزة أكاد أشك أن رئيس الوزراء نفسه حتى اللحظة لا يعرف الآلية القادمة وكيف يُمكن صرف رواتب الموظفين وهل سيتم صرف رواتبهم قريباً .. كيف ومتى وأين ولماذا .. !! لا يعرف الإجابة أحد .. والقول القديم الجديد سنصرف الرواتب بعد تشكيل لجنة .. أين ومتى وكيف ستكون اللجنة لا أحد يعرف ..!
في أمر مسميات الناطقين الرسميين في اسماء الوزارات في عودة الموظفين .. في التظلمّات التي ممكن أن تقع خلال الفترة القادمة وتحتاج لتدخل مباشر من الوزير .. لمن نتوجّه ؟
في الإعلام هناك مكاتب اعلامية لحكومة غزة المستقيلة وهناك مكتب للحكومة الفلسطينية .. أيهما سيكون الناطق باسم الحكومة الفلسطينية - الوفاق- ؟
في وفي .. وفي وفي ... الخ : تساؤلات عدّة لا أخال أشك أنّ لا أحد يمكنه الإجابة عليها وقد حاولت جاهداً معرفة ولو جزء صغير من الحل وما تم الاتفاق عليه من تحت الطاولة .. لم أتمكّن من ذلك .. وأصبحت على يقين أنّي لن اتمكن من ذلك سوى بلقاء الرئيس أبو مازن وحده ..!
لا تتركوا الأمور في حالة "شبه فوضوية" ونعلم يقيناً أنّ زمن المعجزات انتهى وان الحكومة ورئيسها ومن دعمها وآزرها لا يملكوا عصا سحرية لحل كافة المشكلات بين ليلة وضحاها .. لكن من واجبكم علينا أن ترسموا لنا خريطة طريقة لـ"180" يوم هو موعد مهمتكم الطارئة .. حتى لا تتركوا لـ"التحليل" طريق ولـ"التخبيص" طرق ..
ارحمونا .. يرحمكم الله
التعليقات