عمال غزة وتعيينات 2005

بقلم : عبدالله عيسى

تعرض عمال غزة إلى نكبة حقيقية منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى الآن فأغلقت كل الأبواب في وجوههم ولم نفعل لهم شيئا سوى الدعاء والمساعدات المحدودة جدا التي حصلوا عليها من اتحاد العمال الفلسطينيين لم تتكرر وتركوا يواجهون مصيرهم بأنفسهم بدون أي مساعدة جدية من الاتحاد .

شاهر سعد قام بانجازات أراها في غاية الأهمية ويستحق التقدير بدون ادني شك وذلك بالعمل على بناء مدن للعمال في الضفة وغزة لاحقا .. الآن لم يعد هنالك مبرر لكلمة " غزة لاحقا " بل يجب ان نستخدم مصطلح "غزة الآن " و " الضفة الآن ".

حكومة التوافق لا تعطي ادني مبرر لأي جهة أن تؤجل أي مشاريع أو خدمات للضفة أو غزة بدواعي الانقسام وعدم القدرة على تقديم خدمات لفئات مسحوقة من شعبنا في الضفة او غزة .. يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم وانا أدعو شاهر سعد رئيس اتحاد عمال فلسطين أن يقوم بزيارة عاجلة إلى غزة ويبحث عمليا "مع وزارة العمل وعمالنا بغزة" وعاجلا أي مساعدات يمكن تقديمها لتخفيف المعاناة عن إخواننا العاطلين عن العمل والذين تضرروا ضررا فادحا بسبب إغلاق المعابر الإسرائيلية في وجوههم منذ انتفاضة الأقصى .

واعتقد أن شاهر سعد وبالتعاون مع وزارة العمل قادرون على فعل ذلك وكفانا تأجيلا لهموم قطاع غزة .. 

وأما تعيينات 2005 فالذي جرى معهم أمر مخجل بكل معنى الكلمة ومعيب وإنا كمواطن ارى  التسويف والتأجيل والتبرير في حل مشكلة لاتتطلب أكثر من قرارات جريئة .. وإذا كانت ظروف السلطة المالية فلا اعتقد أن السلطة منذ عام 2005 وحتى الآن لم تكن في وضع يسمح لها بحل المشكلة .

ليتخذ قرار تعيينهم واعتقد أنهم يقبلون بان يكون التنفيذ مؤجلا إلى حين تسمح الظروف بالاعتماد المالي ولكن الأهم أن يتم اعتمادهم رسيما لتبديد القلق المشروع الذي يشعرون به .

فأطباء الضفة حصلوا على قرار بالعلاوات ولم تنفذ ماليا إلى الآن ولكن حقوقهم محفوظة فليتخذ قرار من الجهات الرسمية والمختصة في السلطة بتعيينهم رسميا بدل المسكنات التي تعطى لتعيينات 2005بين فترة وأخرى .

السلطة تبنت كل موظفيها بغزة منذ الانقسام ولغاية الآن إلا تعيينات 2005 كانوا كالشوكة في حلق الحكومات المتعاقبة .

لماذا .. لان البعض من الفشلة لديهم دائما تبرير لفشلهم فوضعوا تعيينات 2005 دائما في دائرة اتهام .

لماذا لا يتوجه مسئول من السلطة إلى غزة خصيصا من الجهات المعنية ويجلس مع نخبة من تعيينات 2005 ويستمع إلى مطالبهم وظروفهم حتى تأخذ هذه المشكلة طريقها إلى الحل الجدي والسريع .

هنالك مشاكل كثيرة معلقة منذ سنوات في الضفة وغزة وكل مسئول عن هذه المشاكل أو ممن تقع المشاكل ضمن دائرة اختصاصهم كان يريح نفسه ويقول " غزة لاحقا " حتى إنهاء الانقسام .. لقد انتهى الانقسام ولم يعد هنالك أي مبرر لأي وزير كي يؤجل مشكلة .

لقد قلت أثناء مداولات تشكيل حكومة التوافق نريد وزراء مقاتلين من اجل خدمة فئات الشعب .. اجل اعترف أنهم وزراء مقاتلون أشداء قاتلوا ببسالة واقتدار من اجل البقاء في مناصبهم أو للوصول إلى مناصب وزارية وكافة الناس تعرف ذلك .. نريد أن نرى الآن بطولاتهم وصولاتهم وجولاتهم في حل مشاكل الناس ..

إن ما نريده من وزراء حكومة التوافق هو حل مشاكل الناس لان دورهم ليس التغني بإنهاء الانقسام وبتشكيل حكومة التوافق وإنما البدء بالعمل الجاد بدون تأخير .. انتهى الانقسام وانتهت أغاني إنهاء الانقسام ولن نقضي وقتنا كله نغنى ونرقص لإنهاء الانقسام .. الآن نريد الخطوة التالية وهي العمل الجاد والعاجل لحل كل المشاكل العالقة منذ سنوات وإنهاء معاناة الناس .