أبو عمار سيد الموقف

أبو عمار سيد الموقف
بقلم: عبدالله عيسى

قبل حرب 1982 قام مسئول كبير من أوروبا الشرقية بزيارة أبو عمار في بيروت وأثناء الاجتماع أراد المسئول الأوروبي تدخين سيجارة فاخرج أبو عمار من جيبه علبة كبريت وأشعل للضيف سيجارته .

استغرب الضيف وقال لابوعمار :" أنا اعرف انك لاتدخن فلماذا تحمل علبة كبريت في جيبك ؟!

قال أبو عمار بسرعة البديهة وأسلوبه الساخر المعروف عنه :" المنطقة الآن فوق برميل بارود ولا ينقصها كي تنفجر سوى عود الكبريت الذي احمله في جيبي ".

فعلا كانت المنطقة على حافة الانفجار وبدأ شارون باجتياح لبنان في 4 حزيران 1982 .

واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة أسطورية في لبنان حتى أن اطفال الار بي جي كانوا إحدى مفاجئات الحرب ..

في كتاب((اعترافات مذهلة للجنرالات الإسرائيليين))عن أطفال الاربي جي.. يروي احد الجنرالات الإسرائيليين :"أنهم ملاعين ..3 أطفال واحد عمره 10 سنوات يحمل كلاشن كوف..الثاني عمره 12 سنة يحمل سلاح دكتريوف..الثالث 13 سنة يحمل سلاح ار بي جي..يريدون اسري انا وطاقم الدبابة كنا ست جنود..نعم ست جنود ..راينا هؤلاء الأطفال ينزلوننا من الدبابة ويريدون أسرنا بكل وقاحة...فما ان وضعت يدي على مسدسي الخاص وإلا بوابل من الرصاص ينصب علينا..لحسن حظي انني وقعت مجبولا بدمائي ولحسن حظي انهم لا يتفقدون الجثث..مات الخمس جنود وانا بقيت ربما لأروي هذه القصة عن هؤلاء الأطفال
اسماهم أبو عمار الجنرالات الجدد".

هذه الرواية نموذج فقط من بطولات اطفال الا بي جي الذين الحقوا بالجيش الإسرائيلي خسائر فادحة .

وخلال حرب استغرقت ثلاثة شهور خسر الجيش الإسرائيلي 1200 قتيلا وما تلا الحرب كانت خسائر إسرائيل أكثر بكثير في عمليات السيارات المفخخة .

حاصرت قوات شارون بيروت لفترة طويلة والقتال كان يدور بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي على حدود بيروت ولم يستطع الجيش الإسرائيلي دخول بيروت إلا بعد خروج الثورة الفلسطينية من بيروت بأسلحتهم مرفوعين الرأس .

معركة ضارية دارت بين الجيش الإسرائيلي وقوات الثورة في محور المتحف ويروي أبو عمار لاحقا قصة بيان المتحف فيقول :" لأول مرة في تاريخ الحروب يعلن جيش في بيان رسمي انه تقدم مسافة عشرة أمتار .. والقصة أن دبابات إسرائيلية كانت ترابط في محور المتحف والقتال بينها وقوات الثورة ليل نهار بلا هوادة وكانت الدبابات خلف سور آيل للسقوط فتقدمت إحدى الدبابات وأزاحت السور بمدفعها فأصبح مدفع الدبابة داخل السور والدبابة خارجه فاعتبر الجيش الإسرائيلي أن قواته تقدمت عشرة أمتار أي طول المدفع ".

لم يكتسب أبو عمار هذه الشعبية الكاسحة حتى بعد استشهاده إلا بهذا العمل الأسطوري فأصبح رمزا للشعب الفلسطيني مثل الجنرال جياب وماوتسي تونغ و هواري بومدين وكل الزعماء الذين خلدهم التاريخ .
كان ابو عمار سيد الموقف في الحرب وسيد الموقف في السلام 
وحتى الان سيد الموقف في وجدان الشعب الفلسطيني .

التعليقات