ما الذي تغير على السيسي و ثقافة خلع الرؤساء

ما الذي تغير على السيسي و ثقافة خلع الرؤساء
بقلم: عبدالله عيسى

كانت نتائج المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية في اليوم الثاني قبل التمديد لليوم الثالث استثنائيا وحسب ما أعلنته وسائل الإعلام المصرية .. نتائج ضعيفة ومخيبة للآمال .

وسارعت الفضائيات المصرية إلى حشد الجماهير ومع هذا لم تحقق النتائج المطلوبة ووصل الأمر بمصطفى بكري إلى القول بأنه إذا استمرت النتائج على هذا النحو قد يستقيل السيسي بعد تنصيبه رئيسا ".

إبراهيم عيسى وتوفيق عكاشة  وآخرين حملوا الإعلام المصري سبب عدم توجه نسبة عالية من الشعب لصناديق الاقتراع .

والنقطة الأهم التي أثارها مصطفى بكري انه لايجد تفسيرا لما جرى .. فالمشير السيسي لم يحكم مصر حتى الآن ومنذ 30 حزيران وهو يشغل وزير للدفاع ثم مرشح للرئاسة" .انتهى الاقتباس.

إذن ما الذي تغير ..وجه السيسي نداءات للشعب وكانت الاستجابة عالية في شوارع وميادين مصر .. ومنذ عام والفضائيات شغالة في نقل نداءات الموطنين للسيسي كي يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية .

هل خذل السيسي ؟ ومن الذي خذله ؟ هل كانت بعض الممارسات والأخطاء الإعلامية المصرية والتي حذرنا منها بإيجاز في مقالات سابقة وان مردودها سيء وان بعض هذه الأخطاء الإعلامية المصرية حملت السيسي ما لا يطيق .

قد يكون هذا سبب من أسباب انخفاض نسبة المشاركة الشعبية وقد تكون أسباب أخرى أن الإعلام أيضا أوحى للناس أن نجاح السيسي محسوما ولكن هذا ليس مبررا للمواطن كي يتخلف عن الصناديق .

ومن جانب آخر .. هنالك مرشح قوي منافس وهو حمدين صباحي فمن لا يريد النزول للصناديق بسبب ادعاء حسم النتيجة لصالح السيسي أو نفورا من بعض أخطاء الإعلام المصري فلماذا لم ينزلوا من اجل حمدين صباحي ؟؟

هل أصبح لدى المصريين ثقافة خلع الرؤساء بحيث يتهافتون للشوارع والميادين يتحدون رجال الشرطة والبلطجية رغم أن نزولهم مخاطرة بحياتهم من اجل خلع رئيس كما حصل مع مبارك ومرسي بينما يتكاسلون ويترددون في اختيار أي رئيس ؟!

هل حالة السخط على النظام ما زالت كامنة في نفوس غالبية الشعب المصري ؟.. اعتقد ذلك صحيحا .

لأنه منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن تغيرت ثلاثة انظمة " مبارك والمجلس العسكري ومرسي " والشعب المصري يعيش على الوعود التي لم تنفذ وبالتالي فالشعب المصري يساوره الشك في كل ما يدور حوله ومن حقه أن يتبين الحقيقية والواقع .

أرى أن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا اللطم الإعلامي المصري " مع احترامي للإعلام المصري " فيجب البحث عن الأسباب .

وأولى الأولويات للمشير السيسي في حال فوزه بناء جسور الثقة بين النظام الجديد والشعب بانجازات حقيقية وسريعة لصالح ضعاف الحال والفئة الأقل حظا في المجتمع .

المشكلة لا أراها برأي العالم في الانتخابات المصرية وهل كانت المشاركة نسبتها عالية أم ضئيلة لان تدني نسبة المشاركة لها أسبابها التي ذكرتها والتي لا تتعلق بالسيسي أبدا ولكنها تتعلق بثقافة شعب فقد ثقته بأنظمة مصرية متتابعة .. نظام مبارك أدار ظهره للفئة الأقل حظا في المجتمع فأصبحت العشوائيات عنوانا لفشل النظام والمجلس العسكري كان مؤقتا ولم يكن ضمن برنامجه التنمية وإنما توفير الأمن والاستقرار في البلاد ونظام الإخوان لم يحقق خلال عام ما يرجوه الشعب فثار عليه .

هنالك أخطاء حصلت منذ عام وحتى الآن ولا أراها سببا قويا في تراجع نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات والأسباب الأقوى والأخطر هي ثقافة شعب أصبح فاقد للثقة في أي نظام .

أما لماذا كانت المشاركة أعلى في الانتخابات السابقة التي تمحورت بين مرسي واحمد شفيق وحمدين صباحي فهي الوعود والآمال التي عقدها الشعب على نظام يحل مشاكله  بقوة دفع ثورة 25 يناير وبعض الوعود العربية المالية التي لم تنفذ فأصيب الشعب بخيبة أمل .

مصر تحتاج إلى خطة قومية بعد الانتخابات الرئاسية ينفذها النظام الجديد وتشارك بها وسائل الإعلام ورجال الأعمال المصريين ومساندة عربية كبيرة لان هنالك فئة سياسية مصرية تتعجل النزول لميدان التحرير لتهتف ارحل .

التعليقات