نهاية إبداعات الربيع العربي

نهاية إبداعات الربيع العربي
بقلم: عبدالله عيسى

الثورات العفوية السلمية هزت المشاعر في كل مكان قبل أن تنحرف الثورات عن مسارها بعسكرتها في سوريا وليبيا وقبل أن تتحول الاعتصامات والمسيرات إلى برنامج يومي منذ سنوات مما أثار سخط الناس من تعطل مصالحهم وانهيار السياحة مصدر رزق 2 ملبون مصري .

التعبير العفوي الرائع للشعوب العربية كان أعجوبة عندما قال مواطن تونسي صاحب مقهى :" لقد هرمنا ونحن ننتظر هذه اللحظة ".. والمواطن التونسي الثاني الذي سار في الشارع لوحده وهو يصرخ :" أيها الشعب التونسي بن على هرب ".. أما الثالث والرابع فهما من مصر عندما قال مواطن "أنا حزين" والثاني عندما شبه الديمقراطية بالهة العرب في الجاهلية وعندما يجوع احدهم يأكل الإله المصنوع من التمر .

هذه الإبداعات العفوية في التعبير كان يمكن لها أن تتواصل لتحقق نتائج عظيمة لو لم تنحرف عن مسارها فتحولت إلى بلاء على الشعوب العربية .. كان يمكن أن تؤسس لنهضة عربية شاملة هرمنا فعلا ونحن ننتظرها ولكن قوى كثيرة داخلية وخارجية استغلت الثورات وحولتها إلى دماء وقتل يومي وذل للمواطن وبلطجية العشوائيات في مصر حولوها إلى نهب وسلب .

وأشخاص استغلوها للحصول على مكاسب مالية ثم اختفوا عن الواجهة الإعلامية ولاسيما في مصر وسوريا والأسماء واضحة ومعروفة .. كلها شوائب لحقت بالثورات العربية لأنه بقدر ما كان لعفوية الشعوب من ايجابيات وجمال بقدر ما حملت السيئات لعدم وجود قيادة حقيقية للثورات مما فتح المجال لكل القوى كي تركب الموجة حتى تحطمت آمال الشعوب العربية .











التعليقات