الانتقال الديمقراطي في تونس الإنجازات والتحديات

رام الله - دنيا الوطن
نظم مركز دراسة الإسلام والديمقراطية مؤتمره السنوي الثالث تحت عنوان "الانتقال الديمقراطي في تونس، الإنجازات والتحديات" و ذلك يومي 28 و 29 مارس 2014 بنزل قرطاج طالاسو بقمرت بالعاصمة التونسية. وقد تضمنت فعاليات هذا المؤتمر مداخلات قدمها العديد من رجال السياسة التونسيين مثل الشيخ راشد الغنوشي، والسيد إلياس فخفاخ، والممثل المقيم للأمم المتحدة الدكتور منير تابت، إلى جانب المتحدثين الذين وفدوا من عدة البلدان للتحدث عن الأوضاع السياسية ببلدان الربيع العربي عموما وعن الوضع بتونس خصوصا.و قد تنوعت الجنسيات و المداخلات والمواضيع و حقق المؤتمر نجاحا باهرا تحدثت عنه كل وسائل الإعلام التونسية والعالمية التي كانت في الموعد لتغطية هذا الحدث
وكانت كلمة الافتتاح للدكتور رضوان المصمودي، مدير مركز مداد الذي رحب بالحاضرين الذين يمثلون أكثر من 20 دولة. وقد ذكر أن هذا الاجتماع عُقد للاحتفال بالإنجازات الهامة والتاريخية التي حققتها تونس و أبهرت العالم بأسره, ولتقييم المصاعب والتحديات التي تهدد هذه الإنجازات. كما تحدث الدكتور عن نجاح التجربة الديمقراطية في تونس التي بُنيت على أساس التوافق الذي ساهم المركز في تحقيقه  من خلال المؤتمرات والندوات والورشات التي نُظمت لهذا الغرض ألا وهو الوصول إلى الحلول الوسطى  والتوافقية.

 مشاهدة المداخلة
وأعطى مدير المركز الكلمة للدكتور منير تابت، الممثل المقيم للأمم المتحدة الذي ذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتشرف بدعم هذا المؤتمر كما فعل في العام الفارط بالنسبة للمؤتمر الثاني. علما أن برنامج الأمم المتحدة يدعم الانتقال الديمقراطي في تونس وفي مختلف بلدان الربيع العربي إذ "نحن نؤمن بالديمقراطية التي هي جزء  من التنمية الاقتصادية والاجتماعية". كما ذكر أن برنامج الأمم المتحدة استثمر جهوده في تسهيل الحوار الوطني وفي بناء القدرات ومساعدة المؤسسات لكي تكون مسؤولة وأكثر فاعلية ومساعدة السياسيين الجدد للانفتاح على تجارب الدول الأخرى لمساعدة هذه الشعوب لتحقيق حلمها بالمضي قُدُما ببلدانهم. 

كما تحدث عن المصاعب التي تواجهها هذه البلدان كتدهور الوضع بسوريا والاضطراب الذي تشهده ليبيا إلى جانب تعقد الوضع في مصر وهو ما أدّى إلى القلق إزاء هذا الشأن. لكن هذا لم يمنع من النظر إلى الجوانب الإيجابية التي تعيشها تونس مثل النجاح الذي حققه التوافق والانتقال السلمي للسلطة والذي كان مصدر انبهار العالم أجمع. وفي الأخير، ذكر أنه رغم هذه الإنجازات مثل المصادقة على الدستور والتحضير للانتخابات القادمة، فهذا لا يعني أن عملية الانتقال قد انتهت بل هذه نقطة بدايتها.

  مشاهدة المداخلة
وتلت مداخلة الدكتور منير تابت، كلمة الشيخ راشد الغنوشي الذي تحدث عن استثنائية تداول السلطة بتونس عبر التوافق للمرة الأولى في تاريخها وذلك يعود إلى انسجام التونسيين وتوحدهم على حدّ تعبيره وغياب ظاهرة الانقسام والطائفية على غرار البلدان الأخرى. كما تطرق لنجاح الثورة التونسية التي لم تهدم نظاما ديكتاتوريا فقط بل أيضا نجحت في البناء الديمقراطي الذي كان مهددا بصراع بين السلطة والمعارضة تدخل من أجله المجتمع المدني لإدارة الحوار والتوصل إلى وفاقات. كما تحدث عن إنجازات التحول  الديمقراطي من بينها الحكم الائتلافي بين أحزاب مختلفة  في الإيديولوجيات والدستور التونسي.  كما ذكر أن التحديات التي تواجه تونس فيما يخص الانتخابات هو احترام التعهدات والالتزامات وهي إجراء الانتخابات في وقتها. كما أشار إلى أن الإرهاب والبطالة هي من أهم التحديات وهما مرتبطان ببعضهما.

مشاهدة المداخلة
و تعلقت الجلسة الثانية من هذا المؤتمر بالتحديات الاقتصادية والمالية في تونس بعد الثورة وقد أدارها السيد إسكندر الرقيق وهومهندس ومستشار دولي في الاقتصاد وناشط سياسي وحقوقي. وكان من أبرز المتدخلين السيد إلياس فخفاخ وزير المالية السابقفي عهد الترويكا والذي تحدث عن المشاكل التي تعترض الاقتصاد وهي البطالة  و نسبة الاستثمار الأجنبي التي اعتبرها نسبة ضئيلة جدا على ما كان متوقعا. كما تحدث عن التحديات مثل المطالب الاجتماعية  وطريقة التجاوب معها ممّا أدى إلى تدهور التوازنات المالية، والإضرابات التي أدت إلى نقص في نسبة النمو وفي المداخيل. كما أشار إلى أن الثورة تزامنت مع الأزمة الاقتصادية العالمية لذلك تقلصت الصادرات. ولخّص السيد إلياس فخفاخ التحديات في  تحدييْن للإصلاحات وخمسة تحديات للبلاد ككل. من ناحية الإصلاحات، يعتبر أن منظومة التسيير الاداري في تونس لا تستجيب الى كل المعايير والشروط الدولية للحكم الرشيدلذلك يجب قطع دابر الفساد وتفعيل اللامركزية, أما عن التحدي الثاني فهي منظومة التعليم من حيث التكوين المهني والتعليم والتي تتطلب مراجعة شاملة. أما فيما يخص التحديات الأخرى فهيأوّلا، تحدي الوحدة الوطنية والمحافظة عليها، ثم التحدي الأمني، فالتحدي الاقتصادي والمحافظة على السيادة الوطنية.

 مشاهدة المداخلة
 وقد  كان السيد محمد رضا بن مبروك، الخبير بالمعهد التونسي للدراسات ال

التعليقات