الربيع الإسرائيلي في الطريق إلى تل أبيب

بقلم : عبدالله عيسى
أمريكا لا تمارس الضغوط العلنية على حكومة إسرائيل ولكنها تنقلب عليها أو تقلبها فلا يوجد على رأس حكومة إسرائيل ريشة تميزها عند الأمريكان .. أما لماذا تغير حكومة إسرائيلية ولا تمارس الضغوط العلنية عليها فهذا أمر آخر .
لنعد للانقلاب الأول .. يوجد لوبي يهودي في أمريكا وبالتالي نفوذ إسرائيلي يصل إلى مستويات مختلفة من أصحاب القرار في أمريكا وهذا الأمر ليس جديدا بل انه منذ إقامة دولة إسرائيل ولكن لم يتجرأ أي رئيس حكومة إسرائيلية حتى الآن على أن يتدخل في الشأن الأمريكي الداخلي إلا رئيس حكومة واحد اعتبرها لعبة فاكتشف أنها لعب بالنار .. كان نتنياهو في عام 1999 .
منذ تسلم نتنياهو رئاسة حكومته الأولى في عام 1996 بدأت علاقات أمريكا مع إسرائيل تسوء وقيل أن أحداث النفق عام 1996 حظيت بدعم أمريكي للفلسطينيين فاجبر نتنياهو على الانسحاب من الخليل في حينها .
وفي الاجتماعات المغلقة بين الأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين اشتكى الإسرائيليون ولأول مرة في تاريخ إسرائيل من انحياز أمريكي لصالح الفلسطينيين في عهد الرئيس كلنتون وخلال فترة حكم نتنياهو 1996-1999.
ثم ظهرت تصريحات وتسريبات صحفية على لسان مسئولين إسرائيليين يتهمون الإدارة الأمريكية بالانحياز للفلسطينيين .
وفي مفاوضات واي ريفر عام 1998 بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور الأمريكان بلغت الأمور مداها عندما هدد نتنياهو علنا بإحراق البيت الأبيض بالفضائح وبهذا الإعلان كان يدق مسمارا في نعش حكومته .. وكما ذكرت لم يتجرأ أي رئيس حكومة إسرائيلية على اللعب بالنار مع الأمريكان فاستخدام نفوذ اللوبي اليهودي في أمريكا له محاذير وحدود ولكن نتنياهو تعامل مع الموضوع باستخفاف .
وخلال مفاوضات واي ريفر لاحظ رئيس السي آي ايه ان نتنياهو يتعامل بطريقة غير لائقة مع كلنتون وبأسلوب لا يليق برئيس أمريكا .. وكان ثلاثتهم يقفون في مكان بواي ريفر مما استفز رئيس السي أي ايه فقال لنتنياهو غاضبا :" لا تنس وأنت تخاطب الرئيس كلنتون انه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اكبر دولة في العالم ". فرد نتنياهو :" ولا تنس أنا رئيس دولة إسرائيل ".
بعد عودة الوفود اتخذ القرار في أمريكا بإزاحة نتنياهو بأي شكل .. طبعا لم يكن ممكنا أن يوجه كلنتون نداءا للشعب الإسرائيلي كي يسقط نتنياهو كما فعل اوباما مع شعوب المنطقة العربية في تونس وليبيا ومصر وسوريا .. الإدارة الأمريكية أجرت اتصالاتها مع النخبة الإسرائيلية من أحزاب سياسية وقوى برلمانية وغير ذلك .
من يأتي بعد نتنياهو لم يكن مهما بقدر ما كان مهما إزاحة نتنياهو ..كما أجريت اتصالات مع دول عربية التي ساهمت بالعملية .
أعلن عن الانتخابات الإسرائيلية المبكرة بعد أن قامت قيامة الكنيست "فجأة" وحجبت الثقة عن الحكومة مما دفع بالحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات مبكرة .
اجتمع نتنياهو مع قادة أجهزة الأمن الثلاثة الموساد والشباك والاستخبارات العسكرية وطلب منهم تنفيذ عملية باغتيال أي قائد فلسطيني لتحسين وضعه في الانتخابات .. وكان رد الأجهزة الثلاثة :" غير ممكن نحن آسفون لأننا غير جاهزين لتنفيذ مثل هذه العملية "!!!.
بدأت الانتخابات الإسرائيلية وجرى التركيز على ايهود باراك فنجح وطويت صفحة نتنياهو فور خروجه من الحكومة بقضية فساد قضى وقته وزوجته ساره في أقسام البوليس وتم التعامل معه بشكل مهين كما أعلن نتياهو في حينه بوسائل الإعلام .
سادت قطيعة بين نتياهو والإدارة الأمريكية لسنوات ثم قام بزيارة أمريكا واجتمع مع مسئول أمريكي وأعلن نتياهو انه تم تسوية الخلافات ولم يذكر طبيعة الخلافات طبعا .
الآن وفي ظل تعثر المفاوضات يبدو أن الأمريكان وصلوا لقناعة انه من الصعب جدا التوصل لاتفاقية سلام في ظل مواقف نتنياهو حيث انه ضعيف ويخشى من الداخل الإسرائيلي وفي الوقت نفسه لا يوجد أصلا توجه أمريكي لممارسة ضغوط علنية على إسرائيل فبدا التفكير بالاطاحة بنتنياهو بنفس الطريقة السابقة لأنها جربت فصحت والمرشح الأقوى بعد نتنياهو هو ليبرمان الأكثر تشدد مثل شارون والأكثر استعدادا للتوقيع على اتفاقية سلام والانسحاب من الأراضي المحتلة والمقرب جدا من دوائر صنع القرار في أمريكا .. وتاريخيا كان الأكثر تشددا هم الأكثر استعدادا لتوقيع اتفاقيات السلام فقد وقع مناحيم بيغن اتفاقية سلام مع السادات وانسحب من سيناء وقام شارون في حينه بقيادة البلدوزر لتفكيك مستوطنة ياميت في سيناء وقام شارون بالانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات ..
ضعف وتردد نتنياهو وخوفه من رد فعل اليمين الإسرائيلي المتشدد في حال توقيعه على اتفاق سلام مع الفلسطينيين يرفع أسهم ليبرمان المقرب من الإدارة الأمريكية ويعجل في ربيع إسرائيلي على مستوى النخبة الإسرائيلية في الكنيست والأحزاب السياسية وينتهي بانتخابات تأتي بالرجل الذي سيوقع اتفاق سلام مع الفلسطينيين وهو ليبرمان .
أمريكا لا تمارس الضغوط العلنية على حكومة إسرائيل ولكنها تنقلب عليها أو تقلبها فلا يوجد على رأس حكومة إسرائيل ريشة تميزها عند الأمريكان .. أما لماذا تغير حكومة إسرائيلية ولا تمارس الضغوط العلنية عليها فهذا أمر آخر .
لنعد للانقلاب الأول .. يوجد لوبي يهودي في أمريكا وبالتالي نفوذ إسرائيلي يصل إلى مستويات مختلفة من أصحاب القرار في أمريكا وهذا الأمر ليس جديدا بل انه منذ إقامة دولة إسرائيل ولكن لم يتجرأ أي رئيس حكومة إسرائيلية حتى الآن على أن يتدخل في الشأن الأمريكي الداخلي إلا رئيس حكومة واحد اعتبرها لعبة فاكتشف أنها لعب بالنار .. كان نتنياهو في عام 1999 .
منذ تسلم نتنياهو رئاسة حكومته الأولى في عام 1996 بدأت علاقات أمريكا مع إسرائيل تسوء وقيل أن أحداث النفق عام 1996 حظيت بدعم أمريكي للفلسطينيين فاجبر نتنياهو على الانسحاب من الخليل في حينها .
وفي الاجتماعات المغلقة بين الأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين اشتكى الإسرائيليون ولأول مرة في تاريخ إسرائيل من انحياز أمريكي لصالح الفلسطينيين في عهد الرئيس كلنتون وخلال فترة حكم نتنياهو 1996-1999.
ثم ظهرت تصريحات وتسريبات صحفية على لسان مسئولين إسرائيليين يتهمون الإدارة الأمريكية بالانحياز للفلسطينيين .
وفي مفاوضات واي ريفر عام 1998 بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور الأمريكان بلغت الأمور مداها عندما هدد نتنياهو علنا بإحراق البيت الأبيض بالفضائح وبهذا الإعلان كان يدق مسمارا في نعش حكومته .. وكما ذكرت لم يتجرأ أي رئيس حكومة إسرائيلية على اللعب بالنار مع الأمريكان فاستخدام نفوذ اللوبي اليهودي في أمريكا له محاذير وحدود ولكن نتنياهو تعامل مع الموضوع باستخفاف .
وخلال مفاوضات واي ريفر لاحظ رئيس السي آي ايه ان نتنياهو يتعامل بطريقة غير لائقة مع كلنتون وبأسلوب لا يليق برئيس أمريكا .. وكان ثلاثتهم يقفون في مكان بواي ريفر مما استفز رئيس السي أي ايه فقال لنتنياهو غاضبا :" لا تنس وأنت تخاطب الرئيس كلنتون انه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اكبر دولة في العالم ". فرد نتنياهو :" ولا تنس أنا رئيس دولة إسرائيل ".
بعد عودة الوفود اتخذ القرار في أمريكا بإزاحة نتنياهو بأي شكل .. طبعا لم يكن ممكنا أن يوجه كلنتون نداءا للشعب الإسرائيلي كي يسقط نتنياهو كما فعل اوباما مع شعوب المنطقة العربية في تونس وليبيا ومصر وسوريا .. الإدارة الأمريكية أجرت اتصالاتها مع النخبة الإسرائيلية من أحزاب سياسية وقوى برلمانية وغير ذلك .
من يأتي بعد نتنياهو لم يكن مهما بقدر ما كان مهما إزاحة نتنياهو ..كما أجريت اتصالات مع دول عربية التي ساهمت بالعملية .
أعلن عن الانتخابات الإسرائيلية المبكرة بعد أن قامت قيامة الكنيست "فجأة" وحجبت الثقة عن الحكومة مما دفع بالحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات مبكرة .
اجتمع نتنياهو مع قادة أجهزة الأمن الثلاثة الموساد والشباك والاستخبارات العسكرية وطلب منهم تنفيذ عملية باغتيال أي قائد فلسطيني لتحسين وضعه في الانتخابات .. وكان رد الأجهزة الثلاثة :" غير ممكن نحن آسفون لأننا غير جاهزين لتنفيذ مثل هذه العملية "!!!.
بدأت الانتخابات الإسرائيلية وجرى التركيز على ايهود باراك فنجح وطويت صفحة نتنياهو فور خروجه من الحكومة بقضية فساد قضى وقته وزوجته ساره في أقسام البوليس وتم التعامل معه بشكل مهين كما أعلن نتياهو في حينه بوسائل الإعلام .
سادت قطيعة بين نتياهو والإدارة الأمريكية لسنوات ثم قام بزيارة أمريكا واجتمع مع مسئول أمريكي وأعلن نتياهو انه تم تسوية الخلافات ولم يذكر طبيعة الخلافات طبعا .
الآن وفي ظل تعثر المفاوضات يبدو أن الأمريكان وصلوا لقناعة انه من الصعب جدا التوصل لاتفاقية سلام في ظل مواقف نتنياهو حيث انه ضعيف ويخشى من الداخل الإسرائيلي وفي الوقت نفسه لا يوجد أصلا توجه أمريكي لممارسة ضغوط علنية على إسرائيل فبدا التفكير بالاطاحة بنتنياهو بنفس الطريقة السابقة لأنها جربت فصحت والمرشح الأقوى بعد نتنياهو هو ليبرمان الأكثر تشدد مثل شارون والأكثر استعدادا للتوقيع على اتفاقية سلام والانسحاب من الأراضي المحتلة والمقرب جدا من دوائر صنع القرار في أمريكا .. وتاريخيا كان الأكثر تشددا هم الأكثر استعدادا لتوقيع اتفاقيات السلام فقد وقع مناحيم بيغن اتفاقية سلام مع السادات وانسحب من سيناء وقام شارون في حينه بقيادة البلدوزر لتفكيك مستوطنة ياميت في سيناء وقام شارون بالانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات ..
ضعف وتردد نتنياهو وخوفه من رد فعل اليمين الإسرائيلي المتشدد في حال توقيعه على اتفاق سلام مع الفلسطينيين يرفع أسهم ليبرمان المقرب من الإدارة الأمريكية ويعجل في ربيع إسرائيلي على مستوى النخبة الإسرائيلية في الكنيست والأحزاب السياسية وينتهي بانتخابات تأتي بالرجل الذي سيوقع اتفاق سلام مع الفلسطينيين وهو ليبرمان .
التعليقات