العشر الأواخر .. !

العشر الأواخر .. !
كتب غازي مرتجى
في الثالث والعشرون من أبريل المنصرم وقّعت حركة حماس ووفد منظمة التحرير على ما أطلق عليه "اتفاق غزة" لتنفيذ اتفاق القاهرة واعلان الدوحة ، لقاء وفد المنظمة الذي ترأسه عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بالقيادي في حماس موسى ابو مرزوق أفضى الى توقيع اتفاق هو الأكثر جديّة من سابقاته وقدّم الطرفان سبل الراحة وإثبات حسن النوايا للطرف الآخر كل حسب مكانه واختصاصه ..

ضمن تفاصيل الاتفاق تم تحديد موعد الاسابيع الخمس لتشكيل حكومة الوفاق الوطني , ومع تحديد هذه المدة انطلقت المجموعات الشبابية لتثبيت هذا الحق المكتسب، فأنشأت صفحة أطلق عليها "عداد المصالحة" واستمرّ الشباب بتذكير المواطنين وروّاد الفيسبوك بالموعد المفترض لإعلان حكومة الوفاق الوطني ،حتى وصل العداد التنازلي إلى اليوم العاشر من المدة المحددة.

في العشر الأواخر في رمضان تُرفع أعمال المسلمين لربهم ويتوسط الأيام العشرة ليلة هي خير عند الله من الف شهر .. وتعددت الروايات فمنهم من قال ان ليلة القدر في احدى الليالي الفردية في اواخر رمضان ومنهم من قال ان ليلة القدر تحل في السابع والعشرون من الشهر الأعظم .. والأرجح لدى علماء المسلمين انّ الليالي الفردية من العشر الأواخر هي خير من ألف شهر ..

وفي عشرتنا نحن الفلسطينيين - ولا تشبيه بأواخر رمضان طبعا- فتشكيل حكومة الوفاق يجب أن يكون في ليلة من ليالي العشر الأواخر .. ففي تلك الليلة تنزل أسماء الوزراء لعامة الشعب ومن لم يُصبه خير "الوزارة" فقد خسر الجولة وما فيها ولينتظر لجولة "استوزار" أخرى .. في العشر الأواخر من المفترض أن نعرف من هو رئيس الوزراء ومن هم وزراء حكومة الانقاذ .. وهل بالفعل الجولات المكّوكية بين الوفدين ستفضي في النهاية إلى حكومة خير من السبع العجاف التي عشنا وسيتبعها سبع سمان أو سبعون حتى ..!؟

في حال رضخنا الى الثقافة التي نتعبّد على طريقتها بأنّ ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان .. فتشكيل الحكومة يجب أن يكون في الخامس والعشرون من الشهر الحالي .. قبل أيام ثلاثة من انتهاء فضائل العشر الاواخر .. -ولا تشبيه-

رغم ما أملك من معلومات -على قد الحال- تشير إلى امكانية تأجيل تشكيل الحكومة إلى العشر الأوائل من يونيو لاعتبارات عدّة سيغضب البعض لو قلت أنّ تثبيت الرئيس المصري المعروف القادم إحداها ..

تشكيل الحكومة في يوم "فردي أو زوجي" من العشر الأواخر يُعطيها دفعة "حسنات" من المواطن المراقب لكل كبيرة وصغيرة , وينجح في حينه ساسة الشعب من قول الصدق ولو لمرة واحدة ..!

الاعتكاف في أواخر رمضان خير من الدنيا وما فيها ويغسل ذنوب عام مضى وآخر قادم .. وتشكيل الحكومة الفلسطينية في موعدها المُعلن عنه يغسل ذنوب سنوات سبع من الانقسام ..

أن يتم إعلان الحكومة في الموعد المتفق عليه يعني أننا تجاوزنا مرحلة "عدم الثقة" من المواطن وانتقالنا إلى الجولة القادمة في لعبة "انهاء الانقسام" لنُقابل متحدين "الوحش" .. !

التعليقات