أسير وزيراً في حكومة الوفاق

كتب غازي مرتجى
منذ اسبوعين بدأ الأسرى الإداريون إضراباً مفتوحاً عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم القانونية , ولحق بهم رفاق سجنهم باضراب شامل لتحقيق مطالبهم القانونية وفق الشرعية الدولية .
لم يحظ اضراب الاسرى بفعاليات وطنية كبرى ولا حتى بتغطيات اعلامية كما المعتاد نظرا لانشغال الجميع باجراءات تنفيذ المصالحة الوطنية على الارض وانهاء الانقسام الشاذ .
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي غرّدوا وفق قدراتهم التغريدية على تويتر وفيسبوك وحاولوا وفق امكاناتهم البسيطة اعادة تسليط الاضواء على معاناة الاسرى في سجون الاحتلال .
تشكيل حكومة الوفاق الوطني سياخذ حيزاً كبيراً من الاخبار الرئيسية في المواقع الالكترونية والصحف وكذلك الفضائيات المحلية والعربية والعالمية , وستبدأ برامج "التحليل" التمحيص باسماء الوزراء القادمين وخلفياتهم السياسية والإدارية وشخوصهم الوظيفية والاجتماعية .. ولن يترك الإعلام صغيرة ولا كبيرة في وزراء الحكومة القادمة إلاّ وسيأتي عليها .
لماذا لا يتفق طرفي الانقسام -المُنتهي- على تعيين أحد الاسرى الاداريين في منصب وزير وهم اكثر حالات الاسرى المحتجزين في سجون الاحتلال وفق ما يخالف القانون الدولي والاسرائيلي حتى ..
لو اتفق الطرفان على تعيين احد الاسرى الاداريين -وزيرشرف- وتناقلت اسمه وصفته كافة وسائل الاعلام لخلقنا نوعاً جديداً من المقاومة السياسية الذكية ..
تعيين وزير شرف من الاسرى الاداريين يُغني الذراع الديبلوماسي للقيادة الفلسطينية من بذل أي مجهودات لم تُبذل حتى الآن , وتعيينه يعني تمكّننا من تدويل قضية الاسرى والبناء على ذلك بفتح اتفاقية جنيف الرابعة وتبدأ الديبلوماسية الفلسطينية بالحديث عن قانونية احتجاز اسرائيل للاسرى وتعاملهم معها عكس ما ينص القانون الدولي لـ"أسرى الحرب" .
الحكومة القادمة مهمتها ليست بالسهلة وستواجه من العقبات الكثير , لن تُعجب إسرائيل وسيتلكّك لها المجتمع الدولي بكل ما أوتي من قوة , عدا عن بعض محاولات الافشال من الداخل الفلسطيني , لكن وفي حال استمرّت الاجواء على ما هي عليه من وفاق وانسجام فبامكانها مواجهة كافة التحديات التي ستحاول عرقلة مسيرتها وستتغلب على التعنّت الاسرائيلي بوحدة الحال والموقف .. تعيين -وزير الشرف- لن يزيد الصلف الاسرائيلي صلفاً .. ولن يخفف حدّة الموقف الدولي لكنه بالتأكيد سيزيد من حالة الوفاق الوطني وسيخرس السنة من سيحاول افشال الحراك الوطني والمصالحة القادمة ..
التعليقات