أخوان يلتقيان بعد الفراق في طوباس

طوباس - دنيا الوطن
ما بين ذكرى نكبة 48 و 2014 شعب بأكمله يلمم جراحه ويقبض على آلامه  ويستذكر شهداءه من الآباء والأجداد الذين سقطوا خلال الانتفاضة الأخيرة لترابط ذكريات النكبة الأولى مع أحداث ومجازر النكبة الحالية والتي يشن الاحتلال عدواناً وحشياً بأساليب وأدوات منظمة تهدف لتدمير وتخريب وتشريد المئات من أبنائنا .

أن لم يكن الآلاف من الذين هجروا للمرة الثانية أو الثالثة بعد قيام  قوات الاحتلال بتدمير منازلهم وقصفها على من فيها وإجبار أبناء شعبنا على الإقامة من جديد في خيمة كانوا يسمعون عنها في قصص الأجداد ومن بين آلاف القصص قصة الحاج أبو محمد وأخيه أبو سائد الذين هجروا من بيوتهم وتفرقوا وابتعدوا عن بعضهم فأبو محمد يبدأ رحلة النكبة والعذاب من مخيمة إلى خيمة باحثاً عن أخيه أبو سائد وعن لحظة أمان  واستقرار لأولاده

فدائماً يسأل عنه في كل مكان ومن خيمة إلى خيمة متحدياً الصعاب وبإرادة قوية لا يشكو التعب وفي يوم من الأيام ذهب إلى إحدى المخيمات الفلسطينية باحثاً عن أخيه أبو سائد ، فوجد خيمة فدخل عليها ورأي مفتاح معلق في الخيمة ، وقال بصوت حزين إنه مفتاح بيت أجي أبو سائد ، وسأل زوجة أبو سائد أين أخي ؟ فقالت : باستغراب ذهب إلى مشوار وأنه سوف يرجع

 فانتظر طويلاً حتى عاد أخيه وأحتضنه بلهفة وشوق ،مؤكدين أن النكبة لن تكون مصيراً له ولغيرة من اللاجئين وأن الحرب عام 1948 م لم تنتهي وأن الخيمة لن تكون المصير النهائي لشعبنا ، وأن شعبنا لن ينسى قراه وبلدته التي هجروا منها وإنما هي في الذاكرة ولن ينسى شهداءه الذين سقطوا من أجل الحرية والاستقلال ،وأن الإرادة الفلسطينية لا يمكن كسرها مهما أستخدم جيش الاحتلال من وسائل قمعية و وحشيه ضد أبناء هذا الشعب الصامد على أرضه والمصمم أن يبقى فيها ولن يركع هذا الشعب إلا لله سبحانه وتعالى .

التعليقات