عاجل

  • جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف ضخمة للمباني السكنية شرق جباليا البلد شمال غزة

  • طائرات الاحتلال تشن غارة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة

جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" :بيان في الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين

رام الله - دنيا الوطن
 يصادف اليوم الخامس عشر من مايو 2014 الذكرى السادسة والستين لنكبة الأمة العربية– نكبة فلسطين ليتجسد أسوء احتلال أسس على الفصل والتمييز العنصري في التاريخ الحديث والقائم على القتل وتهديم المنازل والقرى والبلدات على ساكنيها، في سعي محموم لتهويد الأرض وفرض الأمر الواقع بتشريد الفلسطينيين بما فيهم أولئك القاطنين في القدس الشريف ومدن الضفة الغربية، وذلك من خلال عملية استيطان محمومة بدأت منذ مطلع القرن الماضي بحماية الانتداب البريطاني، الذي قدم عبر مؤسساته الدبلوماسية في العام 1917 وعداً على طبق من ذهب للحركة الصهيونية العالمية والمتمثلة بإقامة الكيان على أرض فلسطين التاريخية.
 
تمر ذكرى النكبة في الوقت الذي يسعى فيه الكيان الصهيوني إلى اعتراف دولي بيهودية دولته العنصرية، تمهيداًلإقدامه على عملية ترانسفير كبرى بحق الشعب العربي الفلسطيني في أراضي الـ 48، وليحصل على صكوك غفران من قبل الدول الكبرى والأمم المتحدة لهذه العملية العنصرية التي بدأتأصلاً بعمليات تهويد للأرضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وخصوصاً مدينة القدس التي تواجه اليوم جرائم هدم للمنازل الفلسطينية وتطفيش أهلها وإجبارهم على مغادرة المدينة المقدسة، بينما تمارس السلطات الصهيونية خطط هدم المسجد الأقصى بتدمير اساساته من خلال حفر الأنفاق من تحته.

كما تأتي هذه الذكرى في وقت تسعى فيه سلطات الاحتلال إلى  شطب حق العودة للفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم منذ العام 1948، في محاولة منه إلى محو ذاكرة الشعب بتدمير الأمكنة من قرى ومناطق ومنازل وإزالة أثارها، ما حدى بالشعب الفلسطيني إلى تنظيم فعاليات احتجاجية مطالبين بالعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها باعتبار أن العودة حق كفلته كل القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الصهيوني وبحقوق الإنسان، لكن الكيان يسعى إلى محو ذاكرة الأمة والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، وذلك من خلال خلق وقائع جديدة قوامها طرد الأهالي وجلب مستوطنين من مختلف أصقاع الدنيا ليحلوا مكان الفلسطينيين وفي بيوتهم التي هجروا منها.

إننا وفي الوقت الذي ندرك فيه سيرورة الحياة والانتصار الحتمي للشعب الفلسطيني ضد مغتصبي الأرض، فإننا نحيي الشعب الفلسطيني في نضاله الدؤوب من أجل تحرير أرضه من رجس الاحتلال وإقامة دولته المدنية الديمقراطية الحديثة وعاصمتها القدس الشريف. كما ندرك أن النضال الوطني الفلسطيني قد تم تشويهه وحرفه عن بوصلته الصحيحة، ويتحمل النظام الرسمي العربي مسئولية كبرى في حدوث النكبة والنكسة والمجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني. كما تتحمل القيادات الفلسطينية مسئولية إعادة التضامن والوهج القومي للقضية الفلسطينية عبر الشروع في المصالحة الوطنية الحقيقية خصوصاً بين حركتي فتح وحماس. فقد خسرت القضية الفلسطينية  الكثير من المتضامنين والداعمين والمؤمنين بها بسبب الاحتراب والخلافات بين التنظيمين، الأمر الذي يفرض ضرورة إنهاء الفرقة المدمرة والتشتت بين الفصيلين والعمل على إعادة اللحمة وتعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال انطلاقاً من الثوابت الوطنية الفلسطينية.


إن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم استحقاقات كبرى وعلى رأسها وجود نحو خمسة الأف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يواجهون سجانيهم بصدور عارية وفي مقدمهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أحمد سعدات والقيادي في حركة فتح الأخ مروان البرغوثي، بينما يخوض السجناء الإداريين معارك الأمعاء الخاوية حيث بدأوا إضراباً عن الطعام منذ الرابع والعشرين من أبريل الماضي، يطالبون فيه بالتوقف عن عمليات الاعتقال الإداري الذي يدوم لسنوات، (وهو نظام يشبه إلى حد كبير نظام قانون تدابير أمن الدولة في البحرين الذي الغي مطلع العام 2001 لكن مواده توزعت على العديد من القوانين المكبلة للحرية).

إن جمعية وعد تدعو جماهير شعبنا في البحرين وفي مجلس التعاون الخليجي وفي مختلف الدول العربية إلى إعادة الاعتبار للقضية القومية بالوقوف إلى جانب شعبنا العربي الفلسطيني والتضامن معه، كواجب قومي وإنساني لاينبغي تجاهله، وذلك من خلال الدعم السياسي والمعنوي والمادي من أجل تحرير فلسطين من رجس الاحتلال وازالة جدار العزل العنصري ورفض كل أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورفع الصوت عالياً ضد عمليات قضم أراضي أهلنا في فلسطين.

وفي هذا السياق نتذكر المناضلين البحرينيين الأوائل الذين نذروا أنفسهم للقضية الفلسطينية ونترحم على الشهداء الذين سقطوا مثل الشهيد مزاحم الشتر الذي استشهد وهو يواجه الاحتلال الصهيوني للبنان في صيف العام 1982 والشهيد محمد الشاخوري الذي سقط شهيداً بطلقات غادرة في أبريل 2002 أثناء مشاركته في مسيرة دعم الانتفاضة الفلسطينية أمام السفارة الأمريكية بالمنامة، كما نترحم على المناضل العروبي عبدالرحمن النعيمي الذي أفنى عمره في خدمة القضية الفلسطينية، وكل المناضلين البحرينيين الذين التحقوا بركب الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في العام 1965 مروراً بمعارك مجازر أيلول عام 1970 بالأردن، والذين تطوعوا أبان الغزو الصهيوني للبنان في العام 1982، حيث شارك العشرات من البحرينيين في مواجهة الغزو الغاشم.

ونحيي الأخوة البحرينيين الذين قاموا بواجباتهم القومية والإنسانية في بلسمة جراح الشعب الفلسطيني في غزة أبان عدوان 2007 ومنهم معتقل الرأي والضمير الدكتور علي العكري الذي يقبع في سجون البحرين والدكتور نبيل تمام والدكتورة رولا الصفار والأخت بدرية علي والأخ محمد جواد، وقاموا بدور مهم في توصيل مساعدات الشعب البحريني للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.

التعليقات