العرب قوة عظمى .. بالواسطة

العرب قوة عظمى .. بالواسطة
بقلم: عبدالله عيسى

رئيس التحرير

كنا دائما نردد بان العرب لن تقوم لهم قائمة في ظل الأنظمة التي تعيق أي تقدم .. وكنا نعتقد أن زوال هذه الأنظمة يعني بالمقابل أن الشعب سيأخذ زمام المبادرة لتنهض الأمة وتصبح في مصاف الدول العظمى من قوة وإرادة وعز وسيادة كما حصل مع روسيا التي أبهرت العالم .

ولكن الأمور كانت عند العرب مختلفة فما إن يتهاوى أو يسقط نظام حتى تحل محله الفوضى والميليشيات وتنشر سيارات الدفع الرباعي باعتبارها علامة مسجلة للفوضى ...فالنظام التونسي يحارب سيارات الدفع الرباعي ويطاردها في صحراء وجبال تونس خوفا من انتشار الفوضى ..وفي ليبيا حسم الأمر ولم يعد هنالك نظام حاكم كله سيارات الدفع الرباعي تختطف الدبلوماسيين والوزراء حتى رئيس الدولة الليبية اختطفوه .

لم تنهض الدول بالفوضى ولن تقام دولة عربية عظمى وكل ميليشيا تسيطر على شارع .. والقتل في سوريا لسائق شاحنة لأنه لم يستطع الإجابة على سؤال عن عدد ركعات صلاة الفجر تحت تهديد السلاح .. تجعل الشعب السوري يتمنى عودة بطش المخابرات السورية على أن تحكمها ميلشيات تقتل بدم بارد .

للأسف سيارات الدفع الرباعي والميليشيات أعاقت فرصة " كنا نظنها كذلك" لنهضة عربية شاملة تبدأ من الدول التي غيرت أنظمتها وتنضم إليها بقية دول العرب حتى التي لم تغير أنظمتها ..لان النهضة الشاملة كانت ستصبح مطلبا شعبيا عربيا تنحاز له كل الأنظمة.

روسيا فرضت نفسها كقوة عظمى والصين كذلك بينما العالم العربي المؤهل أن يكون قوة عظمى فنحاول الحصول على المقعد الدائم في الأمم المتحدة بالواسطة والتدخلات والتوسلات .. والتوسلات لن تقيم دولة عظمى لان روسيا لم تتوسل للعالم.. 

والصين عندما منعت من حقها بالمقعد الدائم لم تتوسل وكانت دولة فقيرة ومتخلفة فنهض بها ماو تسي تونغ وأغلق الأبواب على الصين 27 عاما وخرج للعالم بقنبلة نووية وبصاروخ أطلق للفضاء عام 1970 ... عندها فتح العالم أبوابه للصين .

والصين بلاد شاسعة وبها انهار كثيرة وكان الزعيم الصيني يردد مقولة:" لا تتعب نفسك بالبحث عن عدوك .. اجلس على حافة النهر وستأتيك المياه بجثته يوما ما".

جلس ماو تسي تونغ 27 عاما على حافة النهر حتى حصل على مبتغاه ودخل مجلس الأمن بقوة .. وخلال ال 27 عاما أقام نهضة في الصين أهلتها أن تكون دولة عظمى . ونحن كعرب نؤهل أنفسنا لفوضى وميليشيات .. وقمة طموح أي ميليشيا أن تسيطر على شارع لتحصل منه على المقعد الدائم في مجلس الأمن .. مجلس امن الميليشيات .. فالعالم في واد ونحن في واد اخر.

التعليقات