حكمة لأصحاب السبوبة

بقلم: عبدالله عيسى

يحكى أن أناسا في قرية خطر في بالهم أو هنالك من أوحى إليهم أن هنالك شجرة مباركة خارج القرية فتوافدوا عليها يتبركون بها .

وكان في القرية رجل صالح ناسك فسمع بما يجري فحمل فأسا وانطلق إلى الشجرة خارج القرية وهوى بفأسه يريد قطع الشجرة .. وبعد أن هوى بفأسه عدة مرات خرج شيطان يصرخ في وجه الناسك :" لماذا تقطع الشجرة ؟!".

قال الناسك :" انه شجرة ملعونة والناس يتبركون بها وهذا إثم وحرام ".

قال الشيطان:" لاعلاقة لك بهم دعهم يتبركون بها ". . احتد الجدال بينهما والصراخ فتعاركا فما كان من الناسك إلا وان صرع الشيطان وطرحه أرضا وتغلب عليه .

هنا بدأ الشيطان يفاوض فقال للناسك" دعك من حكاية الشجرة واعدك كل يوم صباحا عندما تصحو من النوم تجد دينارا ذهبا تحت المخدة ".

فكر الناسك قليلا وقال :" وعد أكيد.. هل ستنفذ؟؟". قال الشيطان :"نعم ".

حمل الناسك فأسه وعاد أدراجه إلى القرية وترك الشجرة على حالها للناس تتبرك بها ونام ليله الطويل .

في الصباح أفاق الناسك ومد يده تحت المخدة فوجد دينارا ذهبا ..ففرح بالدينار واستمر على هذا الحال .. كل يوم يجد دينارا ذهبا تحت المخدة والناس في ضلالهم يتبركون بالشجرة والناسك كأنه غير موجود " ولا أي اندهاش".

ذات يوم  بعد بضعة أشهر مد الناسك يده كالمعتاد تحت المخدة فلم يجد الدينار .. استغرب الرجل ولكنه اوجد عذرا للشيطان وفي اليوم التالي لم يجد الدينار وهكذا .. بعد أيام قال الناسك :" هزلت راحت السبوبة".

حمل الناسك فاسه وخرج إلى الشجرة وهوى بفأسه عليها يريد قطعها فخرج إليه الشيطان ودار الحوار السابق وقال الناسك " إنها شجرة ملعونة هذا ضلال وفجور وإثم ويجب أن اقطع الشجرة ".

فتعاركا مجددا ولكن هذه المرة صرعه الشيطان وطرح الناسك أرضا .. استغرب الناسك وقال للشيطان :" ولكن في المرة السابقة تغلبت عليك والآن أنت تطرحني أرضا ".

قال الشيطان:" في المرة السابقة جئت تقطع الشجرة حقا وصارعتني دفاعا عن مبدأ فتغلبت علي أما الآن فقد جئت تصارعني من اجل دينار الذهب فتغلبت عليك ".!!

رحم الله الشهيد أبو إياد عندما قال :" المال مفسدة". وعلى رأي شعبان عبدا لرحيم -شعبولا :" بس خلاص".