حرامية المليارات في السلطة الفلسطينية

حرامية المليارات في السلطة الفلسطينية
بقلم: عبدالله عيسى
رئيس التحرير

أعلن رفيق النتشة "أبو الأديب" رئيس هيئة مكافحة الفساد برام الله عن اختفاء مليار و400 مليون دولار من خزينة السلطة كانت مخصصة لاستثمارات وطالب نجيب سويريس بالكشف عن مصيرها ومن تسلمها من السلطة.. هذا الكلام الصادر عن اهم مسؤول في مكافحة الفساد لا يحتمل التأويل وكان يفترض أن تقوم الدنيا ولا تقعد في الإعلام الفلسطيني "الميت سريريا" ولكن الكل تجاهل وكأن الموضوع يتعلق باختفاء أموال في ساحل العاج .

لقد قلنا دائما "وهذا رأيي الشخصي" أن الوصول إلى سلطة أو دولة فلسطينية خالية من الفساد لن يتم بقرارات وإجراءات من  رفيق النتشة بمفرده بل يحتاج إلى حملة وطنية منظمة يشارك فيها الإعلام والفصائل وأئمة المساجد وبرامج تلفزيونية.

اذن حجم السرقات من المال العام الفلسطيني حسب تصريح رفيق النتشة بالمليارات من الدولارات والقصة ليست قصة حرامية غسيل .

حتى الآن معظم القضايا التي تنظرها مكافحة الفساد الفلسطينية هي قضايا حرامية غسيل وقضايا نشالين .. موظف اخذ رشوة بمائة دينار وموظف اختلس من الصندوق 200 دينار.. والخ

 فأقيم عليهم الحد فورا وصدرت بحقهم أحكاما بالسجن سنوات بينما بقيت يد النتشة مغلولة مقيدة عندما يتعلق بالمليارات التي تحدث عنها وأنا شخصيا اجهل تماما عمن يتحدث أو من هو المتهم باختلاس مليار و400 مليون دولار وبغض النظر الأسماء فهي الآن ليست مهمة ومن يكون الحرامي ...المهم استرجاع المال العام وإجراء محاكمات علنية يبثها التلفزيون .

حرامي واحد نهب مليار و400 مليار دولار وبقية الحرامية كم نهبوا ؟؟

اذكر حالة واحدة استطيع أن أفتي فيها وهي اعتقال مدير لهيئة فلسطينية الذي اختلس وبدد 104 مليون دولار من المال العام الفلسطيني .

بعد اعتقاله يروي احد وكلاء النيابة أنهم فتشوا منزله فوجدوا كرتونة مرمية تحت السرير ففتحوها وإذا بها ثلاثة مليون دولار يعني الأخ راميها فكة في البيت !!

هل نشرح ونوضح أكثر أم نسكت عن الكلام المباح ؟!!

حصلت في حينه دنيا الوطن على المحضر الكامل للتحقيق معه في النيابة حوالي 60 صفحة س - سؤال وجيم-جواب وقمنا بنشره في حينه قبل عشر سنوات. قضى الرجل عامين في السجن وخرج إلى أمواله وغادر فلسطين كلها إلى دولة أوروبية لان فلسطين لم يعد لها لازمة عنده فهي كانت مجرد "سبوبة " لا اكثر وانتهت السبوبة فغادر. وحكم على حرامي غسيل بالسجن 7 سنوات اختلس 250 ألف دولار وفر إلى الأردن !!.

هنالك خلل حقيقي في الإجراءات وهنالك تسويات تتم لإعادة جزء من المال لخزينة السلطة وأنا شخصيا ضد هذه التسويات لأننا نريد استئصال الفساد .

ومحاربة الفساد التي نريدها ليست انتقامية من احد بل محاربة عادلة رادعة ولا غرض منها التشهير بأحد لان محاربة الفساد بالطريقة التي نراها تعني أشياء كثيرة لدولة فلسطينية ناشئة وإلا لن تقوم قائمة لمؤسسات الدولة .




التعليقات