حرامي الغسيل وجوال الوزير

بقلم: عبدالله عيسى
حتى في عالم الحرامية هنالك تمييز .. حرامي "محترم " حصن نفسه بجيش من المحامين يبحثون عن ثغرات في القانون كي يخرج من كل قضية اتهم بها مثل الشعرة من العجين .. وحرامي غسيل ملطشة نظهر كل مراجلنا عليه .
كثرة الفساد تحول إلى ثقافة وهذا اخطر ما ابتلي به المجتمع .. فالغلبان يعتقد أن الأمور سبهللا ولماذا لايمد يده .. يعني تحسين وضع !!.
سمع موظف بسيط بفساد ورأى بعينه أشياء ففكر ثم فكر وقال في نفسه ولماذا لا احصل على غنيمة .. في إحدى الوزارات وقف وزير يصافح وزيرا ويتحدثان في الممر فوضع الوزير هاتفه الجوال على حائط صغير حتى ينتهي من مصافحة صديقه فما كان من الموظف إلا أن وضع جوال الوزير في جيبه وانصرف .
خرج من الوزارة وتوجه إلى محل جوالات وباعه بمبلغ ما وعاد إلى بيته فرحا مسرورا .
الوزير قلب الدنيا يبحث عن جواله بدون جدوى فابلغ الأمن الفلسطيني أن جواله مسروق ..
مرت عدة أيام دون جدوى .. ولكن صاحب محل الجولات فتح الجوال فاتصل الأمن الفلسطيني ورد صاحب المحل .. عرفوا المكان وتوجهت دورية إلى المحل واعتقلوا صاحب المحل فاعترف انه اشترى الجوال من فلان كي بيعه لأي مشتري ولا يعرف انه مسروق فتم إخلاء سبيل صاحب المحل وأعادوا الجوال للوزير .
عدة سيارات بها عشرات رجال الأمن المسلحين حاصروا منزل الموظف البسيط " بمرتبة وظيفية تعادل ساعي أو مستخدم " ولم يكن موجودا بالبيت .. رجال الأمن على طريقة الأفلام المصرية " سلم نفسك يا أبو دومة الحتة كلها محاصرة أي حركة حاضرب بالمليان ".
خرجت زوجته :" يا عالم زوجي غير موجود ".. تجمع الجيران حول سيارات الأمن وسأل احد الفضوليين .. ماذا فعل لماذا تحاصرون هذا الرجل .
صاح الضابط بأعلى صوته وكأنه ينادي في سوق الخضار وسمعت الحارة كلها النداء:" لقد سرق جوال وزير عندما يأتي عليه أن يسلم نفسه لنا ".. فضيحة بجلاجل .
وكل بضعة ساعات تقوم سيارات الأمن "بكبسية" على منزله حتى أبلغته زوجته إن يسلم نفسه ففعل اتقاء لشر الفضائح .. فسلم نفسه .
ذهبت زوجة حرامي الغسيل إلى الوزير وتوسلت حتى دخلت عليه وتوسلت مرة أخرى كي يسقط حقه للإفراج عن زوجها .. وببساطة قالت السيدة للوزير " وضعنا المالي صعب وماذا سيفعل زوجي يريد تحسين وضعنا هو اخطأ بس هذا حد تفكيره ".. انتفض الوزير وصرخ :" يحسن وضعه بالسرقة .. أيسرق جوالي ".
في النهاية اسقط الوزير حقه رأفة بالغلبان حرامي الغسيل .. ولكن هي الثقافة التي وصلت للموظف البسيط أن الفساد احل سرقة الحكومة حتى لو كان جوال الوزير والسلطة تعاملت بتمييز بين حرامي غسيل انضرب بالجزمة لسرقة جوال وبين حراميه كبار لا تستطيع الأجهزة الأمنية ولا مكافحة الفساد الاقتراب منهم لأنهم مثل سلك الكهرباء العريان من يمسه تصيبه صعقة كهربائية قاتله أما حرامي الغسيل فهو الملطشة .. المساواة في الإجراءات تقضي على ثقافة إحلال الفساد .. صحيح أن سرقة الجوال تسجل سرقة وليست قضية فساد ولكن دوافعها الفساد القائم بلا حل.
حتى في عالم الحرامية هنالك تمييز .. حرامي "محترم " حصن نفسه بجيش من المحامين يبحثون عن ثغرات في القانون كي يخرج من كل قضية اتهم بها مثل الشعرة من العجين .. وحرامي غسيل ملطشة نظهر كل مراجلنا عليه .
كثرة الفساد تحول إلى ثقافة وهذا اخطر ما ابتلي به المجتمع .. فالغلبان يعتقد أن الأمور سبهللا ولماذا لايمد يده .. يعني تحسين وضع !!.
سمع موظف بسيط بفساد ورأى بعينه أشياء ففكر ثم فكر وقال في نفسه ولماذا لا احصل على غنيمة .. في إحدى الوزارات وقف وزير يصافح وزيرا ويتحدثان في الممر فوضع الوزير هاتفه الجوال على حائط صغير حتى ينتهي من مصافحة صديقه فما كان من الموظف إلا أن وضع جوال الوزير في جيبه وانصرف .
خرج من الوزارة وتوجه إلى محل جوالات وباعه بمبلغ ما وعاد إلى بيته فرحا مسرورا .
الوزير قلب الدنيا يبحث عن جواله بدون جدوى فابلغ الأمن الفلسطيني أن جواله مسروق ..
مرت عدة أيام دون جدوى .. ولكن صاحب محل الجولات فتح الجوال فاتصل الأمن الفلسطيني ورد صاحب المحل .. عرفوا المكان وتوجهت دورية إلى المحل واعتقلوا صاحب المحل فاعترف انه اشترى الجوال من فلان كي بيعه لأي مشتري ولا يعرف انه مسروق فتم إخلاء سبيل صاحب المحل وأعادوا الجوال للوزير .
عدة سيارات بها عشرات رجال الأمن المسلحين حاصروا منزل الموظف البسيط " بمرتبة وظيفية تعادل ساعي أو مستخدم " ولم يكن موجودا بالبيت .. رجال الأمن على طريقة الأفلام المصرية " سلم نفسك يا أبو دومة الحتة كلها محاصرة أي حركة حاضرب بالمليان ".
خرجت زوجته :" يا عالم زوجي غير موجود ".. تجمع الجيران حول سيارات الأمن وسأل احد الفضوليين .. ماذا فعل لماذا تحاصرون هذا الرجل .
صاح الضابط بأعلى صوته وكأنه ينادي في سوق الخضار وسمعت الحارة كلها النداء:" لقد سرق جوال وزير عندما يأتي عليه أن يسلم نفسه لنا ".. فضيحة بجلاجل .
وكل بضعة ساعات تقوم سيارات الأمن "بكبسية" على منزله حتى أبلغته زوجته إن يسلم نفسه ففعل اتقاء لشر الفضائح .. فسلم نفسه .
ذهبت زوجة حرامي الغسيل إلى الوزير وتوسلت حتى دخلت عليه وتوسلت مرة أخرى كي يسقط حقه للإفراج عن زوجها .. وببساطة قالت السيدة للوزير " وضعنا المالي صعب وماذا سيفعل زوجي يريد تحسين وضعنا هو اخطأ بس هذا حد تفكيره ".. انتفض الوزير وصرخ :" يحسن وضعه بالسرقة .. أيسرق جوالي ".
في النهاية اسقط الوزير حقه رأفة بالغلبان حرامي الغسيل .. ولكن هي الثقافة التي وصلت للموظف البسيط أن الفساد احل سرقة الحكومة حتى لو كان جوال الوزير والسلطة تعاملت بتمييز بين حرامي غسيل انضرب بالجزمة لسرقة جوال وبين حراميه كبار لا تستطيع الأجهزة الأمنية ولا مكافحة الفساد الاقتراب منهم لأنهم مثل سلك الكهرباء العريان من يمسه تصيبه صعقة كهربائية قاتله أما حرامي الغسيل فهو الملطشة .. المساواة في الإجراءات تقضي على ثقافة إحلال الفساد .. صحيح أن سرقة الجوال تسجل سرقة وليست قضية فساد ولكن دوافعها الفساد القائم بلا حل.

التعليقات