كتاب الإرهاب في الجزائر: التخريب كان جزءا من فلسفة المعارضة لدى التيار الإخواني

زكريا محجوب - الجزائر

حقق كتاب التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب للصحفي الجزائري المقيم في فرنسا زرواطي اليمين، صدى واسعا إما داخل الوطن أو لدى الأوساط المثقفة في أوروبا وتحديدا فرنسا، وقالت مصادر على اطلاع، أن الكتاب في شكله الإلكتروني، قد تم تحميله منذ بضعة أسابيع لعشرات الآلاف من المرات، بينما تستمر طلبات النسخ المطبوعة في التهافت على الناشر "إي-كتب"

الشيخ نحناح اعترف بتخريب أملاك الدولة في ظل حكم بومدين
ومن بين ما كشف عن الكتاب الجديد، اعترافات تنشر لأول مرة منقولة عن الشيخ محفوظ نحناح، جاء فيها أن تورط تيار الإخوان المسلمين في الجزائر والذي كان في بداية عهده، في قضية تخريب أعمدة الهاتف خلال فترة حكم الرئيس هواري بومدين، جاءت في إطار "فلسفة المعارضة" وهي مجرد تعبير استنكاري لأحداث 19 جوان 1965.

كما كشف الكتاب عن وجود أكثر من تيار حاول الاستحواذ منذ فترة ما قبل استقلال البلاد سنة 1962 على الساحة السياسية، وأبرزها التيار الاستقلالي، الاندماجي، الاصلاحي، والشيوعي.

التيار الديني كان في فترة صمت
وجاء أيضا في كتاب "التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب" أن التيار الديني جاء في فترة ما بعد 1962 ليطرح اشكالية مصيرية هي من سيحكم الجزائر؟ وانفجرت الأزمة في مؤتمر طرابلس سنة 1962 ومن ثم سيطرة الجيش على مقاليد الحكم في هذه الجمهورية الناشئة.
أما شيوخ هذا التيار فقد كان أبرزهم، الشيخ العرباوي إمام مسجد بلكور، الشيخ عبد اللطيف سلطاني، الشيخ مصباح الحويدق، وبدأت المواجهة مع السلطة إثر خطاب سلطاني من منبر مسجد كتشاوة، حيث انتقد التيار الإسلامي علنا الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الذي سارع لإبعاد الشيخ من وزارة الأوقاف التي كان يرأسها تيجاني هدام.

ظهور جمعية القيم كأول تنظيم إسلامي جزائري سنة 1963
ضمت جمعية القيم الأسماء التالية: الهاشمي تيجاني، عمار الطالبي، محمد الأكحل شرفاء، عمر العرباوي، عباس مدني، وغيرهم من المتعاطفين والمنضوين مباشرة تحت لواء أول تيار إسلامي، تم بعد ذلك إصدار جريدة "التهذيب الإسلامي" وكان نشاطها في نادي "الترقي" وتم الإعلان رسميا عن رفض النهج الاشتراكي والدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية عكس ما دعت إلى جبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم آنذلك.

وكان الصحافي الجزائري المقيم في فرنسا زرواطي اليمين قد أصدر منذ أسابيع في العاصمة البريطانية لندن، أول كتاب له وهو عبارة عن شكل دراسة جامعية لنيل شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية.
يعتبر الكتاب الأول من نوعه حيث يتحدث فيه الكاتب الجزائري لأول مرة بجرأة وصراحة عن ظاهرة الإرهاب وسبل مقاومته والقضاء عليه، الكتاب صدر عن مطبوعات "إي-كتب" في العاصمة البريطانية لندن، وجاء في 174 صفحة.

وجاء في تقديم الكتاب، أن هذه الدراسة لا تعدو كونها بداية بحثية موضوعية في ملف الإرهاب ومكافحته، وهي لا تعبر بالضرورة عن موقف شخصي أكثر من كون الهدف منها تسليط للضوء على بعض جوانب ما جرى في الجزائر منذ مطلع الإستقلال وحتى اليوم,

حيث لا تهدف إلى تحميل المسؤولية لأحد بعين ذاته ولا إقصاء أحد، وقال زرواطي في هذا الصدد "كلنا جزائريون وكل ما حدث قد مسنا على حد سواء، الفارق في الأمر أن نعي ما حدث وقد يحدث وأن نقرأ العبر ونحتكم إلى جادة الصواب من أجل بناء الدولة الحديثة على ركائز متينة بالإحتكام إلى العقل والمنطق والعلم"

التعليقات