الصحافة الجزائرية والبحث عن منقذ يحقق لها قفزة نوعية

الجزائر - دنيا الوطن من رياض وطار
ونحن نحتفي باليوم العالمي لحرية التعبير لا تفوتنا الفرصة لعرض بعض الحالات التي تعيشها الصحافة الجزائرية رغم التعددية الإعلامية والجرأة في انتقاد الوضع السائد إلا أن حالها يرثى له وهذا ما يتجلى في الحالات التي نعرضها لكم والتي هي ناجمة عن تجربة شخصية تصل إلى 16 سنة في الميدان.
المدير والصحفي
إن علاقة المدير بالصحفي هي شبيهة بالعلاقة القائمة بين النار والماء أو بين الليل والنهار أي بالمعنى الأوضح عنصران متضادان فالمدير يرى في الصحفي ذلك الشخص الذي يريد صدقة ولولاه لما قدمت له فيما يرى الصحفي في المدير عدوه الحميم الذي يهضم حقوقه ولا يصغى الى معاناته وبالمقابل يطالبه بتأدية اكثر من واجبه والغريب في الأمر أن هذه العلاقة ليست وليدة اليوم ولا بالصدفة كما ان الأغرب في كل هذا أن المدير قبل أن يحتل المكانة التي هو فيها اليوم كان صحفي إذا هو على دراية بالمعاناة التي يعيشها الصحفي الذي يشتغل عنده ولكنه يغفل عنها لسبب لا يعرفه إلا هو ويعتقد بمكره انه استطاع التحايل على الصحفي خاصة أن هذا الأخير وفي ظل العقلية السائدة في اغلب الجرائد يحبذ تجرع مرارة السلوك الرديء الناجم عن مديره عوض المطالبة بحقوقه أو الاستقالة خوفا من مستقبل مجهول كان المدير قد استطاع أن يرسمه في مخيلته ما كتبت هنا اعتقد أن جل الزملاء والزميلات يعيشونه ولا يحبذون الكلام عنه لأنه في اعتقادهم لا يوجد من يفهمهم ويمكنه أن يجد لهم حلا عاجلا في ظل غياب تنظيم نقابي حقيقي يدافع عنهم إلا أنهم نسوا أن الوضعية السائدة حاليا في الوسط الإعلامي ماهي إلا نتيجة سلوكاتهم التي سمحت للوضع بالتعفن فإلى متى نبقى نشاهد ونحن مكتوفين الأيدي؟
وزارة الاتصال وعالم الصحافة
الخرجة الأخيرة التي بادرت بها الوزارة والمتمثلة في الإعلان عن إصدارها للبطاقة الوطنية للصحفي لا دليل قاطع ان الوزارة لا يهمها صلب وجوهر المشكل الذي يعاني منه الصحفي اكثر من اهتمامها بالتفاهات إذ ما معنى أن يكون للصحفي بطاقة للاعتراف به كرجل إعلام وهو لا يملك مسكنا يأويه وعائلته وما معنى تنظيمها لجلسات وطنية بغية التشاور في موضوع البطاقة ولا تبادر الى تحسين الأوضاع الاجتماعية والمهنية التي يعاني منها الصحفي وفي الوقت نفسه تقوم بسن قوانين تجرم الإعلامي في حال ارتكابه اي خطأ ؟ صحيح ان البطاقة مهمة إذا ما تم الاعتماد عليها لتصفية المهنة من الدخلاء ولكن ياريت تكون مرفقة ايضا بتحسين أوضاع الأسرة الإعلامية واخص بالذكر شريحة الإعلاميين لان آمرهم أضحى أكثر من خطير.
عن أي حقوق تدافعون؟
الكل بيتكلم عن الحقوق ويدافع عنها ولكن ولا واحد يقدمها بالمجان لذا لابد أن نعاني ونكد ونتعب و نشقى ليستفيد منها الجيل الصاعد أما نحن فلا داعي أن نحلم كثيرا ونصغي إلى تلك الخطابات التي يتلوها علينا المسئولين في عيدنا كأن يقال ان للسلطة الرابعة مكانتها في المجتمع فعن أي مكانة تتحدثون عندما لا يجد الصحفي مأوى يأويه في نهاية يومه سوى النوم في الحمام أو في فندق حقير؟ في الوقت الذي يطلب منه القيام بروبورتاجات تتحدث عن المتشردين وعن تلك العائلات القاطنة بالأحياء الهشة وهو لا يجد من يكتب عنه باعتباره ينتمي إلى تلك الطبقة كم من مرة صادفت أصدقاء حالهم يندى له الجبين وهم يحدثونني عن حقوقهم المهضومة وصعوبة الحصول عليها فارد عليهم الحمد الله ان هنالك الله يرى ويسجل ما يقترفه فينا مصاصي الدماء وإلا لا كانت الكارثة اكبر من التي نعيشها اليوم الم يحن الوقت لنقول كلماتنا ونفرض وجودنا في عالم الغاب الذي .
الصحفي ليس وحده المتهم!
كثر الحديث عن القلم المأجور والقلم النزيه فاختلط الحابل بالنابل خاصة وان الجميع يلوم الصحفي ويتهمه بأخطر التهم في حين ان الصحفي ليس وحده هو من يتحمل مسؤولية تأجير قلمه بل الجميع فالمدير الذي يسخر جريدته في الدفاع عن شخص ما أو مؤسسة ما مقابل خدمة تقدم له سواء على شكل اشهار او في تلبية مصالحه الخاصة هو أيضا يمكن وصفه بالمأجور والتقني الذي يشتغل في مؤسستين إعلاميتين واحدة في الصباح والثانية في المساء يمكن أيضا أن يوصف بالمأجور و المصور الذي لا يتوانى في بيع صوره لوكالات أنباء أجنبية وهو ملزم بالعمل في جريدة محلية يدرج أيضا في نفس الحانة...
لذا كفانا من تغليط أنفسنا باتهام العبد الضعيف وحده كونه مأجور لان إذا كان الصحفي هو المتهم الوحيد فما هي الأوصاف التي يمكن أن نطلقها على الآخرين؟
أن عرضنا لهذا الوضع السائد ليس من اجل نقص من قيمة الصحافة الجزائرية التي تبقى الرائدة في العالم العربي بالنسبة للجرأة في انتقاد السلطة وفي تكريس حرية التعبير سيما أنها دفعت الثمن غاليا ،خاصة إبان حقبة العشرية الحمراء أين سقط المئات من الصحفيين على أيدي الجماعات الإرهابية، لتحقيق ذلك بل فقط للفت انتباه الجميع من اجل إيجاد حلول لهذه المشاكل وبالتالي تحقيق قفزة نوعية في مسارها تكون عواقبها ايجابية على الجميع خاصة على الصحفي الذي لا زال يبحث عن أذن تصغي إلى مشاكله وتساعده في إيجاد حلول لها فمتى يتحقق الفرج؟
ونحن نحتفي باليوم العالمي لحرية التعبير لا تفوتنا الفرصة لعرض بعض الحالات التي تعيشها الصحافة الجزائرية رغم التعددية الإعلامية والجرأة في انتقاد الوضع السائد إلا أن حالها يرثى له وهذا ما يتجلى في الحالات التي نعرضها لكم والتي هي ناجمة عن تجربة شخصية تصل إلى 16 سنة في الميدان.
المدير والصحفي
إن علاقة المدير بالصحفي هي شبيهة بالعلاقة القائمة بين النار والماء أو بين الليل والنهار أي بالمعنى الأوضح عنصران متضادان فالمدير يرى في الصحفي ذلك الشخص الذي يريد صدقة ولولاه لما قدمت له فيما يرى الصحفي في المدير عدوه الحميم الذي يهضم حقوقه ولا يصغى الى معاناته وبالمقابل يطالبه بتأدية اكثر من واجبه والغريب في الأمر أن هذه العلاقة ليست وليدة اليوم ولا بالصدفة كما ان الأغرب في كل هذا أن المدير قبل أن يحتل المكانة التي هو فيها اليوم كان صحفي إذا هو على دراية بالمعاناة التي يعيشها الصحفي الذي يشتغل عنده ولكنه يغفل عنها لسبب لا يعرفه إلا هو ويعتقد بمكره انه استطاع التحايل على الصحفي خاصة أن هذا الأخير وفي ظل العقلية السائدة في اغلب الجرائد يحبذ تجرع مرارة السلوك الرديء الناجم عن مديره عوض المطالبة بحقوقه أو الاستقالة خوفا من مستقبل مجهول كان المدير قد استطاع أن يرسمه في مخيلته ما كتبت هنا اعتقد أن جل الزملاء والزميلات يعيشونه ولا يحبذون الكلام عنه لأنه في اعتقادهم لا يوجد من يفهمهم ويمكنه أن يجد لهم حلا عاجلا في ظل غياب تنظيم نقابي حقيقي يدافع عنهم إلا أنهم نسوا أن الوضعية السائدة حاليا في الوسط الإعلامي ماهي إلا نتيجة سلوكاتهم التي سمحت للوضع بالتعفن فإلى متى نبقى نشاهد ونحن مكتوفين الأيدي؟
وزارة الاتصال وعالم الصحافة
الخرجة الأخيرة التي بادرت بها الوزارة والمتمثلة في الإعلان عن إصدارها للبطاقة الوطنية للصحفي لا دليل قاطع ان الوزارة لا يهمها صلب وجوهر المشكل الذي يعاني منه الصحفي اكثر من اهتمامها بالتفاهات إذ ما معنى أن يكون للصحفي بطاقة للاعتراف به كرجل إعلام وهو لا يملك مسكنا يأويه وعائلته وما معنى تنظيمها لجلسات وطنية بغية التشاور في موضوع البطاقة ولا تبادر الى تحسين الأوضاع الاجتماعية والمهنية التي يعاني منها الصحفي وفي الوقت نفسه تقوم بسن قوانين تجرم الإعلامي في حال ارتكابه اي خطأ ؟ صحيح ان البطاقة مهمة إذا ما تم الاعتماد عليها لتصفية المهنة من الدخلاء ولكن ياريت تكون مرفقة ايضا بتحسين أوضاع الأسرة الإعلامية واخص بالذكر شريحة الإعلاميين لان آمرهم أضحى أكثر من خطير.
عن أي حقوق تدافعون؟
الكل بيتكلم عن الحقوق ويدافع عنها ولكن ولا واحد يقدمها بالمجان لذا لابد أن نعاني ونكد ونتعب و نشقى ليستفيد منها الجيل الصاعد أما نحن فلا داعي أن نحلم كثيرا ونصغي إلى تلك الخطابات التي يتلوها علينا المسئولين في عيدنا كأن يقال ان للسلطة الرابعة مكانتها في المجتمع فعن أي مكانة تتحدثون عندما لا يجد الصحفي مأوى يأويه في نهاية يومه سوى النوم في الحمام أو في فندق حقير؟ في الوقت الذي يطلب منه القيام بروبورتاجات تتحدث عن المتشردين وعن تلك العائلات القاطنة بالأحياء الهشة وهو لا يجد من يكتب عنه باعتباره ينتمي إلى تلك الطبقة كم من مرة صادفت أصدقاء حالهم يندى له الجبين وهم يحدثونني عن حقوقهم المهضومة وصعوبة الحصول عليها فارد عليهم الحمد الله ان هنالك الله يرى ويسجل ما يقترفه فينا مصاصي الدماء وإلا لا كانت الكارثة اكبر من التي نعيشها اليوم الم يحن الوقت لنقول كلماتنا ونفرض وجودنا في عالم الغاب الذي .
الصحفي ليس وحده المتهم!
كثر الحديث عن القلم المأجور والقلم النزيه فاختلط الحابل بالنابل خاصة وان الجميع يلوم الصحفي ويتهمه بأخطر التهم في حين ان الصحفي ليس وحده هو من يتحمل مسؤولية تأجير قلمه بل الجميع فالمدير الذي يسخر جريدته في الدفاع عن شخص ما أو مؤسسة ما مقابل خدمة تقدم له سواء على شكل اشهار او في تلبية مصالحه الخاصة هو أيضا يمكن وصفه بالمأجور والتقني الذي يشتغل في مؤسستين إعلاميتين واحدة في الصباح والثانية في المساء يمكن أيضا أن يوصف بالمأجور و المصور الذي لا يتوانى في بيع صوره لوكالات أنباء أجنبية وهو ملزم بالعمل في جريدة محلية يدرج أيضا في نفس الحانة...
لذا كفانا من تغليط أنفسنا باتهام العبد الضعيف وحده كونه مأجور لان إذا كان الصحفي هو المتهم الوحيد فما هي الأوصاف التي يمكن أن نطلقها على الآخرين؟
أن عرضنا لهذا الوضع السائد ليس من اجل نقص من قيمة الصحافة الجزائرية التي تبقى الرائدة في العالم العربي بالنسبة للجرأة في انتقاد السلطة وفي تكريس حرية التعبير سيما أنها دفعت الثمن غاليا ،خاصة إبان حقبة العشرية الحمراء أين سقط المئات من الصحفيين على أيدي الجماعات الإرهابية، لتحقيق ذلك بل فقط للفت انتباه الجميع من اجل إيجاد حلول لهذه المشاكل وبالتالي تحقيق قفزة نوعية في مسارها تكون عواقبها ايجابية على الجميع خاصة على الصحفي الذي لا زال يبحث عن أذن تصغي إلى مشاكله وتساعده في إيجاد حلول لها فمتى يتحقق الفرج؟
التعليقات