طريق السيسي للرئاسة ليس مفروشا بالمساعدات العربية

طريق السيسي للرئاسة ليس مفروشا بالمساعدات العربية
بقلم: عبدالله عيسى

بدأت الصورة تنجلي اكثر حول حجم التحديات التي يواجهها الجنرال السيسي منذ خروج الجماهير المصرية في 30 حزيران الماضي لإسقاط نظام الأخوان وحتى الآن .. شيئا فشيئا الأمور تتضح بل أن الصورة أصبحت غاية في الوضوح ولم تعد تحتمل التأويل .

الرئيس السابق محمد مرسي لم يكن شيطانا وإنما كان له أخطاء وتوجهات يبدو أنها تتعارض تماما مع تطلعات الشعب المصري .. أي أن الشعب المصري الذي قام بسلسلة لم تتوقف من الثورات الشعبية منذ 25 يناير حتى الآن لا يريد أي ترقيع لنظام مبارك بل يريد نهضة قوية داخلية وخارجية تتعلق بمكانة مصر على الساحتين العربية والدولية والتي تأكلت هذه المكانة لدرجة محزنة تمثلت بأشكال كثيرة منها تعامل الدول بروتوكوليا مع محمد مرسي واستخفاف بمكانة مصر عربيا ودوليا إضافة إلى عجزه عن حل المشكلات المعيشية البسيطة والأساسية للمواطن المصري مثل السولار والبنزين والكهرباء وغير ذلك .

الشعب المصري رأى في الجنرال السيسي القائد الذي انتظره 30 عاما وخبره في موقف 30 حزيران الماضي وما تلاه .. فاندفع الشعب المصري الذي يلقي بكل أماله وطموحاته وهمومه على القائد الذي تعطشت له ارض مصر وفي هذا تحميل للسيسي ما لا يطيق فإصلاح أخطاء 30 عاما لن يستطيعها السيسي في فترة اشهر أو سنة أو سنتين لأنها تحتاج إلى إصلاحات جذرية وأموال ضخمة ومساعدات خليجية كبيرة لا أرى أن دول الخليج ستلتزم بها كما يجب أن يكون وقد ألمحت سابقا إحدى الدول الخليجية إلى ذلك .

واعتقد أن شعور دول الخليج بخطر داهم من الإخوان أو إيران " كما حصل في عهد مرسي"  سيجعلها تندفع لمساعدة مصر باعتبارها السند الأقوى مع دول عربية أخرى مثل الأردن والمغرب بينما تراجع تأثير الخطر الإخواني والإيراني سيجعل دول الخليج تتردد في تقديم الدعم بسخاء لمصر .. هذه هي الحقيقة والمعادلة التي سيواجهها السيسي بعد تسلمه الرئاسة .

أي أن معظم دول الخليج ستتعامل مع مصر بمبدأ" لما اعوزك حبقى ابعتلك ".

وهنالك السعودية والإمارات لديهما مواقف استراتيجية ثابتة بدعم مصر في جميع الحالات ومع هذا ستتأثران بالمنطق السائد في الخليج وهو منطق تعاملوا به سابقا مع الأردن والمغرب ولدى الأردن والمغرب تجربة مريرة خلال السنوات الماضية .

بمعنى آخر فان طريق السيسي للرئاسة ليس مفروشا بالورود والمساعدات العربية بل أرى أن حصارا سيفرض على مصر اكثر شدة وحدة من الحصار الذي فرضته أمريكا على مصر منذ 30 حزيران الماضي وهنالك جهات أمريكية تعد العدة بل أعدتها لإسقاط نظام السيسي بأي ثمن وبالدم في الشوارع عبر الجيش المصري الحر القادم من ليبيا وغير ذلك .

اللواء سيف اليزل رأى قبل أيام تحولا في موقف الإدارة الأمريكية تجاه مصر وقال هنالك انقسام في الرأي من يؤيد مصر ومن يعاديها .

والحقيقة أن رأي اللواء سيف اليزل ابتعد عن الحقيقة فالانقسام في رأي الإدارة الأمريكية قائم قبل سقوط نظام الإخوان لان وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " لم تكن تريد الإخوان ابدا يحكمون مصر في حين أن البيت الأبيض وجهات أخرى مع بقاء الإخوان وهذا الموقف ثابت وسبق 30 حزيران ومازال ثابتا حتى الآن .

بعد فوز السيسي " كما هو واضح من كل المؤشرات " ستتعرض مصر إلى حصار اقتصادي والى تضاعف العنف والدم بصورة رهيبة على يد الجيش المصري الحر " ولنا في الجيش المصري الحر مقال نستفيض فيه قدر الإمكان لخطورته الجسيمة التي نراها ولا يمكن الاستهتار بها ".

التعليقات