امتحان المصالحة...يكرم الشعب أو يهان!!

امتحان المصالحة...يكرم الشعب أو يهان!!
خاص لدنيا الوطن
كتب الاستاذ الدكتور رياض العيلة
 

لا زال ماراثون لقاءات المصالحة لانهاء الانقسام،  مستمر، دون نتائج ملموسة، على صعيد تطبيق ما تم الاتفاق عليه، في قمم المصالحة!! في القاهرة، والدوحة، وما قبلهما في مكة، لإنهاء الانقسام وعودة الوئام الوطني... ولكن للأسف نرى بعد كل لقاء نتائج ملموسة، على صعيد التجاذبات الاعلامية، وزيادة وتيرة الاستيطان، وهدم بيوت المقدسيين بحجة عدم الترخيص، وصولا الى قيام المستوطنين مدعومين بقوات الاحتلال، بإغلاق محلات أهلنا في مدينة خليل الرحمن، ومن خلال استمرار عمليات تهويد المدينة المقدسة، حتى وصلت الى باحات الاقصى، وإذا بقي الحال على حاله – وهذا لا نريده - فستستمر حتى تصل الى داخل المسجد الاقصى!! وربما إلى داخل قبة الصخرة المشرفة!! وعندها لا ينفعُ الندم...

وماذا عن أسرانا البواسل... (التي احتفلت بيومهم – يوم أمس – مختلف القوى والفصائل الوطنية والاسلامية باستعراضات عسكرية وغيرها- دعما وتأييدا لهم...) فهم يرون ان الانقسام قد ساهم في تراجع قضيتهم...رغم صمودهم وتحديهم للسجان...وخوضهم لمعارك الامعاء الخاوية مع سجانيهم وإدارة مصلحة السجون..فلماذا يا فريقي المصالحة... تعرضون الاسرى لمشاكل صحية كبيرة اثناء وبعد الافراج عنهم...وتدعوهم يخوضون معاركهم دون الالتفات اليهم!! -لأن اللفته الكبيرة لهم هي انهاء الانقسام-. ففي السابق عندما كان يخوض الاسرى معارك الامعاء الخاوية... كان السجان يستجيب لمطالبهم فورا...والآن... عكس ذلك...أتعرفون لماذا؟  نعم...لأن الانقسام لا زال جاثما على صدر شعب فلسطين...لماذا لا تنهوا معاناتهم... بالابتعاد عن غرور الكراسي، وتتسلحوا بروح المصلحة الوطنية، وتتركوا لمرة واحدة... الكراسي والمناصب...وتضعوا الوطن – وليس الرؤية الحزبية الضيقة - على قمة الاولية الوطنية.

ندعوا، ونتمنى،  ونطالب فريقي المصالحة... وأنتما على أبواب اللقاء الساخن، أن تستبدلا الرؤية الحزبية الضيقة...بالرؤية الوطنية الشاملة...بانهاء الانقسام، وإتمام المصالحة... لأن الأسرى...والقدس...واللاجئين...وشعب فلسطين في الداخل والشتات... وحتى محبى شعب فلسطين...تدعوكما...أن يكون هذا اللقاء آخر اللقاءات...لإنهاء الانقسام...وإعلان الوحدة الوطنية...وتشكيل حكومة الوفاق الوطني...التي تضع الأمور في نصابها...من خلال إعطاء الشعب دوره في تحديد من سيحكمه في المرحلة القادمة...

وخلاف ذلك لا نحب أن نرى أن ينتهي اللقاء بطلاق البينونة الكبرى..وتبرير ذلك من خلال الاقلام والفضائيات المسمومة التي لا تريد لشعب فلسطين الخير...فلا تدعو الفرصة تفوت...ففلسطين أكبر من الجميع... وأخيرا نختم ونقول في امتحان المصالحة...يُكرَمْ الشعب أو يهان!! ونأمل أن يُكَرَمْ شعبنا في هذا الامتحان بالإعلان عن انهاء الانقسام واتمام المصالحة...وصولا لتحقيق أهداف وأماني شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة... واملنا بالله وبقيادة شعبنا كبير. 

التعليقات