ماذا يجري في الجزائر ؟

ماذا يجري في الجزائر ؟
بقلم: عبدالله عيسى

بهدوء وصمت وبعيدا عن الضجيج الإعلامي أصبحت الجزائر قوة عسكرية بل ترسانة إقليمية بكل معنى الكلمة في شمال افريقيا .. ومن حيث نوعية اسلحتها التي حصلت عليها الجزائر خلال السنوات الماضية او التي تعاقدت عليها لشرائها قريبا تعتبر الجزائر قوة عسكرية ضاربة تتفوق على معظم الدول العربية شرقا وغربا .

الجزائر لديها حساباتها الإقليمية في أفريفيا وشمالها وهذا من حقها ولكنها شكلت إضافة قوية لقوة العرب خاصة أننا خبرنا الجزائر وإسهاماتها في الحروب العربية الإسرائيلية والموقف المشرف لهواري بومدين خلال حرب أكتوبر 1973 .

كانت الجزائر سباقة في اقتناء أقوى منظومة دفاع جوي روسية وهي اس 300 ويتردد أنها تعاقدت على النسخة الأحدث أيضا وهي اس 400 إضافة إلى شرائها احدث المقاتلات الروسية سو 30 وميج 29 وتعاقدها على شراء طائرات سو 35 وهي الطائرة الفتاكة .

سخط المواطن العربي من السياسة الداخلية لبعض الأنظمة العربية جعله لا يقدر قيمة جيوش عربية قوية ويعطي الأولوية في اهتمامه لرغيف العيش وفرص العمل وهذا من حقه ولا ينكره احد وهي نقطة ضعف بعض الأنظمة العربية التي لا تراعي هذه الأولوية فأحدثت شرخا في علاقة وتوجهات النظام بالشعب .

شيء جميل حقا ويبعث على الاعتزاز ما فعلته الجزائر على مدى سنوات طويلة ولاسيما أثبتت السياسة الدولية أن كل الدول العربية مستهدفة بشكل أو باخر وان أي قوة عربية هي سند وحماية لكل الدول العربية ومن هنا ليس من فراغ أن تتحرك السياسة الدولية لاستهداف الجيوش العربية وانهاكها وتدميرها كما حصل في العراق وسوريا ومحاولات تدمير وتفكيك الجيش المصري .

الجزائر تميزت بصلابة القرار الوطني يدها ليست مرتعشة ولاسيما عندما تعرضت منشأة نفطية العام الماضي للاقتحام واحتجاز مئات الرهائن وقامت دول عظمى بالاتصال بالجزائر رافضة أن يقوم الجيش الجزائري باقتحام المنشأة إلا أن الجزائر اتخذت قرارها المستقل ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية وأنهت أزمة الرهائن بقرار جزائري مستقل أثار غضب دول العالم لأيام ثم احترموا إرادة الجزائر المستقل.

أرى في الجزائر نقطة مضيئة بل بقعة ضوء ساطعة في هذا المجال تنير لنا بعضا من الطريق المظلم في حالة الانهيار العربي .. ولعل الانتخابات الرئاسية الجزائرية القادمة تحمل خيرا للشعب الجزائري بإحداث توازن بين أولوية المواطن بالحق في الحياة الكريمة لجيش العاطلين عن العمل بموازاة جيش جزائري من أقوى جيوش المنطقة يقوم به الرئيس الجزائري القادم الذي يختاره الشعب الجزائري سواء بوتفليقة أو أي رئيس يختاره الشعب.

التعليقات