مفاوضات ابو مازن والحقيقة المرة

بقلم: عبدالله عيسى
موازين القوى تغيرت والظروف جميعها مختلفة والخذلان العربي والإسلامي للمفاوض الفلسطيني اصبح مكشوفا بلا مداراة .. أبو عمار خاض المفاوضات عام 2000 في كامب ديفيد وأصر على الثوابت وعلى راسها القدس فهدده كلنتون وقال له :" لن تجد بعد الآن دولة تستقبلك " وقال له مدير المخابرات المركزية :" نحن من نصنع الانقلابات في العالم " ورد أبو عمار :" القدس ليست قضيتي لوحدي إنها قضية مليار مسلم في العالم ولن أتنازل ".
عاد أبو عمار وطلب اجتماع قمة عربية فرفض طلبه وطلب اجتماع لقمة إسلامية فرفض طلبه فطلب أبو عمار من رئيس القمة الإسلامية اجتماع على الأقل لأربعة أو خمسة من قادة العالم الإسلامي فرفض طلبه فقال على الأقل وزراء خارجية فرفض طلبه .
هذه هي الحقيقة المرة وفي التفاصيل اكثر مرارة وألما .. أقول اكثر أم يكفي هذا .. ارسل ابو عمار رسالة شفوية لرئيس دولة عربية يطلب فيها مجرد اتصال هاتفي أثناء حصاره في المقاطعة كي يشعر العالم انه ليس وحيدا محاصرا فرفض رئيس تلك الدولة العربية أن يتصل هاتفيا به !!!.
عندما طرح بوش الشرق الأوسط الجديد شعرت بعض الدول العربية أن النظام الجديد يهددها كأنظمة فثارت ثائرتها وأصبحت لغتها بقدرة قادر هي لغة السيد حسن نصر الله ولم يتبق سوى أن يردد الزعماء العري مقولة زعيم حزب الله " إسرائيل هذه ستزول حتما من الوجود" .. لولا أن بوش تدارك الموقف وتراجع أو جمد مشروعه الذي عاد به اوباما تحت مسمى آخر وهو الربيع العربي.
الآن اعطوني زعيم عربي واحد لديه الاستعداد فقط أن يصغي لابو مازن مجرد إصغاء وهو يتحدث عن تعثر المفاوضات وقضية القدس أو الأسرى باستثناء زعيمين فقط ولا أظن اكثر من ذلك .
دول عربية منهار معظمها بفضل الربيع العربي ولا حكومات فعلية تحكم والباقي يتحسس راسه خوفا من امتداد الثورات وآخر اهتماماتهم قضية فلسطين حتى الشعوب العربية ولأول مرة في تاريخ قضية فلسطين أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية وانصرفت لصراعها مع أنظمة الحكم .
إذن وفق هذه المعادلة أين يقف أبو مازن ؟!!
الكل يدفن راسه في الرمال والصحوة العربية والإسلامية قريبة وستكون مدوية وصوتها مجلجل مزلزل عندما يوقع أبو مازن اتفاق الحل النهائي ويقول :" لم يكن باستطاعتنا الحصول على اكثر من هذا ".. عندها فقط سنكتشف أن هنالك دولا عربية وإسلامية حريصة كل الحرص على فلسطين والمقدسات وسيوصف بالخائن والعميل .
المفاوض الفلسطيني وحيد اعزل بلا خيارات حقيقية بلا عمق عربي أو إسلامي ومن يقول عكس ذلك يعيش حالة وهم مرضية وتخيلات أن العالم العربي كله يساند أبو مازن .
أمريكا تضغط باتجاه حل نهائي للقضية الفلسطينية لأنها تريد إنهاء وجع الرأس في هذه المنطقة والحلقة الأضعف هي السلطة وكل الضغوط تمارس على السلطة فقط وتتجاهل إسرائيل لأنه لا يوجد عمق عربي داعم وضاغط لإحداث التوازن المطلوب .
وبالمناسبة أمريكا لا تريد إنهاء الصراع في فلسطين بسبب ما يدور في سوريا أو تركيا أو ليبيا فهي لا تقيم لهم وزنا وإنما نابع من رغبة أمريكية إسرائيلية لإنهاء الصراع بأقل الخسائر وبدون تنازلات حقيقية وإسرائيل ترى أن هذه فرصتها كي تفرض حلا لصالحها بدون تنازلات أما ما يدور في العالم العربي فلا علاقة له بالمفاوضات مطلقا .
المفاوض الفلسطيني منذ أوسلو وحتى الآن كان وحيدا والمساندة العربية كانت شكلية وضعيفة إعلاميا وسياسيا حتى ماليا .. لم يجد المفاوض مساندة حقيقية بل وجد إسهام عربي في الحصار والآن تدهورت الأوضاع إلى انعدام المساندة العربية .. الكل منشغل شعوبا وحكومات في وضعه الداخلي وثورات وقلاقل .
الآن الزعيم العربي الذي يتفضل ليدلي بدلوه في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بتقمص دور المستشار والناصح الأمين لإسرائيل وأمريكا :" تعثر المفوضات من شانه الإضرار بالسلام في المنطقة ويؤثر سلبا على المصالح الأمريكية في المنطقة ".!!
أما التلويح أو التهديد بأوراق ضغط عربية فهذه من قصص وأساطير الأولين انتهى عهدها واصبحنا في زمن المستشارين .
معركة المفاوضات الحالية تحتاج إلى توحيد الصف الفلسطيني وان نتجاوز خلافاتنا الداخلية من اجل المصلحة العليا وان يخوض المفاوض الفلسطيني معركته بإجماع فلسطيني ولا سبيل غير ذلك .
موازين القوى تغيرت والظروف جميعها مختلفة والخذلان العربي والإسلامي للمفاوض الفلسطيني اصبح مكشوفا بلا مداراة .. أبو عمار خاض المفاوضات عام 2000 في كامب ديفيد وأصر على الثوابت وعلى راسها القدس فهدده كلنتون وقال له :" لن تجد بعد الآن دولة تستقبلك " وقال له مدير المخابرات المركزية :" نحن من نصنع الانقلابات في العالم " ورد أبو عمار :" القدس ليست قضيتي لوحدي إنها قضية مليار مسلم في العالم ولن أتنازل ".
عاد أبو عمار وطلب اجتماع قمة عربية فرفض طلبه وطلب اجتماع لقمة إسلامية فرفض طلبه فطلب أبو عمار من رئيس القمة الإسلامية اجتماع على الأقل لأربعة أو خمسة من قادة العالم الإسلامي فرفض طلبه فقال على الأقل وزراء خارجية فرفض طلبه .
هذه هي الحقيقة المرة وفي التفاصيل اكثر مرارة وألما .. أقول اكثر أم يكفي هذا .. ارسل ابو عمار رسالة شفوية لرئيس دولة عربية يطلب فيها مجرد اتصال هاتفي أثناء حصاره في المقاطعة كي يشعر العالم انه ليس وحيدا محاصرا فرفض رئيس تلك الدولة العربية أن يتصل هاتفيا به !!!.
عندما طرح بوش الشرق الأوسط الجديد شعرت بعض الدول العربية أن النظام الجديد يهددها كأنظمة فثارت ثائرتها وأصبحت لغتها بقدرة قادر هي لغة السيد حسن نصر الله ولم يتبق سوى أن يردد الزعماء العري مقولة زعيم حزب الله " إسرائيل هذه ستزول حتما من الوجود" .. لولا أن بوش تدارك الموقف وتراجع أو جمد مشروعه الذي عاد به اوباما تحت مسمى آخر وهو الربيع العربي.
الآن اعطوني زعيم عربي واحد لديه الاستعداد فقط أن يصغي لابو مازن مجرد إصغاء وهو يتحدث عن تعثر المفاوضات وقضية القدس أو الأسرى باستثناء زعيمين فقط ولا أظن اكثر من ذلك .
دول عربية منهار معظمها بفضل الربيع العربي ولا حكومات فعلية تحكم والباقي يتحسس راسه خوفا من امتداد الثورات وآخر اهتماماتهم قضية فلسطين حتى الشعوب العربية ولأول مرة في تاريخ قضية فلسطين أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية وانصرفت لصراعها مع أنظمة الحكم .
إذن وفق هذه المعادلة أين يقف أبو مازن ؟!!
الكل يدفن راسه في الرمال والصحوة العربية والإسلامية قريبة وستكون مدوية وصوتها مجلجل مزلزل عندما يوقع أبو مازن اتفاق الحل النهائي ويقول :" لم يكن باستطاعتنا الحصول على اكثر من هذا ".. عندها فقط سنكتشف أن هنالك دولا عربية وإسلامية حريصة كل الحرص على فلسطين والمقدسات وسيوصف بالخائن والعميل .
المفاوض الفلسطيني وحيد اعزل بلا خيارات حقيقية بلا عمق عربي أو إسلامي ومن يقول عكس ذلك يعيش حالة وهم مرضية وتخيلات أن العالم العربي كله يساند أبو مازن .
أمريكا تضغط باتجاه حل نهائي للقضية الفلسطينية لأنها تريد إنهاء وجع الرأس في هذه المنطقة والحلقة الأضعف هي السلطة وكل الضغوط تمارس على السلطة فقط وتتجاهل إسرائيل لأنه لا يوجد عمق عربي داعم وضاغط لإحداث التوازن المطلوب .
وبالمناسبة أمريكا لا تريد إنهاء الصراع في فلسطين بسبب ما يدور في سوريا أو تركيا أو ليبيا فهي لا تقيم لهم وزنا وإنما نابع من رغبة أمريكية إسرائيلية لإنهاء الصراع بأقل الخسائر وبدون تنازلات حقيقية وإسرائيل ترى أن هذه فرصتها كي تفرض حلا لصالحها بدون تنازلات أما ما يدور في العالم العربي فلا علاقة له بالمفاوضات مطلقا .
المفاوض الفلسطيني منذ أوسلو وحتى الآن كان وحيدا والمساندة العربية كانت شكلية وضعيفة إعلاميا وسياسيا حتى ماليا .. لم يجد المفاوض مساندة حقيقية بل وجد إسهام عربي في الحصار والآن تدهورت الأوضاع إلى انعدام المساندة العربية .. الكل منشغل شعوبا وحكومات في وضعه الداخلي وثورات وقلاقل .
الآن الزعيم العربي الذي يتفضل ليدلي بدلوه في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بتقمص دور المستشار والناصح الأمين لإسرائيل وأمريكا :" تعثر المفوضات من شانه الإضرار بالسلام في المنطقة ويؤثر سلبا على المصالح الأمريكية في المنطقة ".!!
أما التلويح أو التهديد بأوراق ضغط عربية فهذه من قصص وأساطير الأولين انتهى عهدها واصبحنا في زمن المستشارين .
معركة المفاوضات الحالية تحتاج إلى توحيد الصف الفلسطيني وان نتجاوز خلافاتنا الداخلية من اجل المصلحة العليا وان يخوض المفاوض الفلسطيني معركته بإجماع فلسطيني ولا سبيل غير ذلك .
التعليقات