سر تماسك الجيش السوري

بقلم: عبدالله عيسى
يلف الازمة السورية منذ بدايتها قبل ثلاث سنوات غبار كثيف من الاعلام والاتهامات المتبادلة والتخوين والتكفير وتداخل قوى عربية واقليمية ودولية بقوة مما جعل قدرة المواطن العربي ضعيفة على الرؤية .
ملاحظتي العامة على الازمة السورية والتي تثير الاندهاش هي تماسك الجيش السوري وعدم انهياره وكل الانشقاقات التي خرجت من الجيش كانت فردية وغير مؤثرة .
بلد مدمر بعد ثلاث سنوات وخراب هائل وضحايا من كلا الطرفين بعشرات الالاف وهجرة ملايين السوريين وتشردهم داخل بلادهم وخارجها في تركيا والاردن ولبنان ومصر ومع هذا يحتفظ بشار الاسد بدمشق سليمة خارج اطار الصراع كله ومطار دمشق الدولي يعمل ولاتستطيع قوى المعارضة المسلحة الاقتراب منه والجيش يحارب من شارع الى شارع في حمص وحلب وارياف المدن السورية .. الجيش السوري يواجه مسلحين من كافة دول العالم وقوى داعمة من دول كثيرة والاغراءات المالية لجنرالات الجيش السوري بلا حدود ومع هذا يبقى الجيش متماسكا .
هذه الحقيقة يجب ان يراها من يؤيد الاسد ومن يتمنى زوال نظامه حتى ان اوباما اعلن بالأمس عن عجز امريكا التدخل عسكريا في سوريا :" قوة امريكا وقدرتها على التدخل العسكري محدودة ولانريد تكرار التجربة الليبية في سوريا".
لماذا صمد النظام السوري وكيف لعب بجدارة بالأوراق التي يمتلكها مثل روسيا وحزب الله وايران أي تحالفات حقيقية وقوية ولكن هذه التحالفات لم تكن لتفيد شيئا لولا تماسك الجيش السوري .
بعد ثلاث سنوات هل يستحق تغيير النظام في سوريا كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري ؟؟ دمار احياء بأكملها وتحولها الى خرابة .. عشرات الالاف من القتلى وملايين المشردين .
مصر غيرت ثلاث انظمة في ثلاث سنوات وتدخل عهدا الرابع قريبا .. نظام مبارك والمجلس العسكري ثم نظام محمد مرسي ولم يتغير أي شيء لصالح المواطن المصري بل ساءت الامور لدرجة ان الدولة المصرية في حالة شبه انهيار باستثناء الجيش المصري الذي حافظ على تماسكه وسط العواصف .. والتجربة التونسية شبيهة والنظام الجديد عاجر عن تحسين ظروف معيشة الشعب التونسي وفي ليبيا الدولة النفطية ولأول مرة في تاريخها الحديث لا تستطيع دفع رواتب موظفيها ورئيسها تختطفه عناصر ميليشيا مسلحة وتختطف رئيس اركان الجيش الليبي ورئيس الوزراء .. ماذا بقي من هيبة الدولة ؟
هنالك اراء مختلفة لا تعلنها الدول العربية البعيدة عن تحالفات النظام السورية .. تيار يرى ويتمنى صمود النظام السوري بكل سيئاته لان صموده يسد الطريق انتعاش التوجهات الامريكية بتكرار التجربة في دول عربية خليجية وغيرها وتيار يرى ان اسقاط النظام السوري يفكك التحالف الايراني في المنطقة وبعجل بانهيار حزب الله وحصاره وتقوقع ايران باطار حدودها فقط .
وهنالك من يقول ان انهيار النظام السوري سينقل ليبيا بميليشياتها الى حدود الدول الخليجية وحسابات اضعاف ايران غير منطقية والمنطقة ستشهد خطرا جسيما اشد خطرا من نظام الاخوان السابق في مصر الذي لو استمر لتغيرت المعادلة العربية.
انظمة الاخوان في تونس ومصر كان لديها مشكلة تعاني منها انها تسلمت انظمة حكم في دول فقيرة وبالتالي وجد من يفكر بعد مرحلة التمكين بنقل التجربة الى دولة عربية خليجية واسقاط نظام ليكون النظام الخليجي الجديد الممول لثورات الاخوان والممول لمصر وتونس ومنها التوسع في الثورات الشعبية بكل الاتجاهات ليبدأ عصر الاخوان الحقيقي.
في نهاية عهد محمد مرسي بلغت المخاوف العربية والخليجية تحديدا الحناجر ورفعت حالة الاستنفار الى الدرجة القصوى وشعرت الدول العربية ان اندلاع ثورات شعبية اخوانية اصبحت مسالة وقت .
ومن هنا جاء ترحيب ودعم دول الخليج للجنرال السيسي بسقوط نظام الاخوان بمصر.
الان النموذج السوري على مفترق طرق وهنالك من يخشى من حكم القاعدة في سوريا والبعض الاخر يرى مصلحة في حصار حزب الله وتقوقع ايران .. رغم ان انهيار النظام السوري سيؤدي الى حصار حزب الله ولكنه لن يقوقع ايران داخل حدودها لان سوريا وحزب الله كلاهما راس حربة ايرانية ضد اسرائيل وليس ضد الدول العربية اما التطلعات الايرانية في دول الخليج ان وجدت فهي تخصص ايراني .
اتمنى على الدول العربية قراءة التجربة السورية والاستفادة منها لان خراب اي دولة عربية لايسعد الا الغربان التي تنعق بالخراب .
يلف الازمة السورية منذ بدايتها قبل ثلاث سنوات غبار كثيف من الاعلام والاتهامات المتبادلة والتخوين والتكفير وتداخل قوى عربية واقليمية ودولية بقوة مما جعل قدرة المواطن العربي ضعيفة على الرؤية .
ملاحظتي العامة على الازمة السورية والتي تثير الاندهاش هي تماسك الجيش السوري وعدم انهياره وكل الانشقاقات التي خرجت من الجيش كانت فردية وغير مؤثرة .
بلد مدمر بعد ثلاث سنوات وخراب هائل وضحايا من كلا الطرفين بعشرات الالاف وهجرة ملايين السوريين وتشردهم داخل بلادهم وخارجها في تركيا والاردن ولبنان ومصر ومع هذا يحتفظ بشار الاسد بدمشق سليمة خارج اطار الصراع كله ومطار دمشق الدولي يعمل ولاتستطيع قوى المعارضة المسلحة الاقتراب منه والجيش يحارب من شارع الى شارع في حمص وحلب وارياف المدن السورية .. الجيش السوري يواجه مسلحين من كافة دول العالم وقوى داعمة من دول كثيرة والاغراءات المالية لجنرالات الجيش السوري بلا حدود ومع هذا يبقى الجيش متماسكا .
هذه الحقيقة يجب ان يراها من يؤيد الاسد ومن يتمنى زوال نظامه حتى ان اوباما اعلن بالأمس عن عجز امريكا التدخل عسكريا في سوريا :" قوة امريكا وقدرتها على التدخل العسكري محدودة ولانريد تكرار التجربة الليبية في سوريا".
لماذا صمد النظام السوري وكيف لعب بجدارة بالأوراق التي يمتلكها مثل روسيا وحزب الله وايران أي تحالفات حقيقية وقوية ولكن هذه التحالفات لم تكن لتفيد شيئا لولا تماسك الجيش السوري .
بعد ثلاث سنوات هل يستحق تغيير النظام في سوريا كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري ؟؟ دمار احياء بأكملها وتحولها الى خرابة .. عشرات الالاف من القتلى وملايين المشردين .
مصر غيرت ثلاث انظمة في ثلاث سنوات وتدخل عهدا الرابع قريبا .. نظام مبارك والمجلس العسكري ثم نظام محمد مرسي ولم يتغير أي شيء لصالح المواطن المصري بل ساءت الامور لدرجة ان الدولة المصرية في حالة شبه انهيار باستثناء الجيش المصري الذي حافظ على تماسكه وسط العواصف .. والتجربة التونسية شبيهة والنظام الجديد عاجر عن تحسين ظروف معيشة الشعب التونسي وفي ليبيا الدولة النفطية ولأول مرة في تاريخها الحديث لا تستطيع دفع رواتب موظفيها ورئيسها تختطفه عناصر ميليشيا مسلحة وتختطف رئيس اركان الجيش الليبي ورئيس الوزراء .. ماذا بقي من هيبة الدولة ؟
هنالك اراء مختلفة لا تعلنها الدول العربية البعيدة عن تحالفات النظام السورية .. تيار يرى ويتمنى صمود النظام السوري بكل سيئاته لان صموده يسد الطريق انتعاش التوجهات الامريكية بتكرار التجربة في دول عربية خليجية وغيرها وتيار يرى ان اسقاط النظام السوري يفكك التحالف الايراني في المنطقة وبعجل بانهيار حزب الله وحصاره وتقوقع ايران باطار حدودها فقط .
وهنالك من يقول ان انهيار النظام السوري سينقل ليبيا بميليشياتها الى حدود الدول الخليجية وحسابات اضعاف ايران غير منطقية والمنطقة ستشهد خطرا جسيما اشد خطرا من نظام الاخوان السابق في مصر الذي لو استمر لتغيرت المعادلة العربية.
انظمة الاخوان في تونس ومصر كان لديها مشكلة تعاني منها انها تسلمت انظمة حكم في دول فقيرة وبالتالي وجد من يفكر بعد مرحلة التمكين بنقل التجربة الى دولة عربية خليجية واسقاط نظام ليكون النظام الخليجي الجديد الممول لثورات الاخوان والممول لمصر وتونس ومنها التوسع في الثورات الشعبية بكل الاتجاهات ليبدأ عصر الاخوان الحقيقي.
في نهاية عهد محمد مرسي بلغت المخاوف العربية والخليجية تحديدا الحناجر ورفعت حالة الاستنفار الى الدرجة القصوى وشعرت الدول العربية ان اندلاع ثورات شعبية اخوانية اصبحت مسالة وقت .
ومن هنا جاء ترحيب ودعم دول الخليج للجنرال السيسي بسقوط نظام الاخوان بمصر.
الان النموذج السوري على مفترق طرق وهنالك من يخشى من حكم القاعدة في سوريا والبعض الاخر يرى مصلحة في حصار حزب الله وتقوقع ايران .. رغم ان انهيار النظام السوري سيؤدي الى حصار حزب الله ولكنه لن يقوقع ايران داخل حدودها لان سوريا وحزب الله كلاهما راس حربة ايرانية ضد اسرائيل وليس ضد الدول العربية اما التطلعات الايرانية في دول الخليج ان وجدت فهي تخصص ايراني .
اتمنى على الدول العربية قراءة التجربة السورية والاستفادة منها لان خراب اي دولة عربية لايسعد الا الغربان التي تنعق بالخراب .
التعليقات