لماذا خصّ السيسي صهره بأخطر منصب عسكري؟

لماذا خصّ السيسي صهره بأخطر منصب عسكري؟
رام الله - دنيا الوطن
أصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور الأربعاء قرارا بترقية اللواء محمود حجازي الى رتبة الفريق، وتعيينه رئيسا للاركان خلفا لوزير الدفاع الجديد الفريق اول صدقي صبحي. 

واكدت تقارير اخبارية ان الفريق حجازي الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية، يرتبط بصلة قرابة مع المشير عبد الفتاح السيسي، اذ ان نجل السيسي متزوج من كريمة رئيس الاركان الجديد، الا ان وسائل الاعلام الرسمية وتلك المؤيدة للسيسي لم تؤكد او تنف هذه المعلومة ضمن خبر تعيينه. 

واثارت الاخبارعن صلة النسب بين المرشح الاقوى للفوز بالرئاسة ورئيس الاركان الجديد انتقادات من بعض السياسيين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر بعضهم ان القرار، وان صدر عن رئيس الجمهورية، الا انه يرجح ان السيسي قام بترتيبه قبل استقالته مساء الاربعاء، مما يثير مخاوف من عودة التوريث الذي كان بين الاسباب الاساسية لقيام ثورة يناير في عام 2011.

وعلقت "بوابة يناير" على خبر تعيين حجازي رئيسا للأركان :من الواضح أن السيسي أراد تأمين نفسه بهذا التغيير كي لا يتكرر معه ما حدث لسالفيه مبارك و مرسي ، فالرجل الذي عاصر نهايتي الرجلين وهو يشغل أهم المناصب في النظامين مرة كرئيس للمخابرات الحربية ومرة آُخرى كوزير للدفاع يعرف جيداً كيف تسير الأمور بين الرئاسة و الجيش"

وكانت ‘القدس العربي’ اشارت الاسبوع الماضي الى ان حجازي يعدّ احد ابرز المرشحين لخلافة السيسي في قيادة الجيش.
وربط إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، ما اسماه بـ ‘إقصاء اللواء أركان حرب أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني’ بالتعيينات الجديدة.
وزعم شيحة ‘ان صدقي صبحي أدى اليمين كوزير للدفاع في الوزارة المؤقتة التي سيتم تغييرها بعد الرئاسة ليأتي محمود حجازي صهره الذي تم تعيينه امس رئيساً للأركان ووزيرا للدفاع′ بحسب قوله.

ويعد الفريق محمود إبراهيم حجازي أحد الأعضاء البارزين فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في المرحلتين الانتقاليتين الأولى والثانية.
وهو تخرج من الكلية الحربية عام 1977، وهي نفس دفعة المشير عبدالفتاح السيسي، والتحق بالخدمة في صفوف وتشكيلات القوات المسلحة كأحد الضباط البارزين في سلاح المدرعات. 

وبرز دور اللواء محمود حجازي خلال الفترة الأخيرة منذ الثورة من خلف الكواليس، وكان المشير السيسي يعقد العديد من اللقاءات والاجتماعات داخل مقر إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ويعتبر الرجل القوي داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحالي.

محاولات لإثارة الازمات

و وصف خبراء استراتيجيون وامنيون الحديث عن تعيين حجازي رئيسا للأركان بسبب قرابته بالسيسي بأنها محاولات لإثارة الازمات وافتعالها بين السيسي المرشح الرئاسي في الانتخابات الرئاسية والمؤسسة العسكرية التي ينتمي اليها ،واعتبروا أنها "معركة فاشلة".

 واكدوا انه ليست هناك ثمة علاقة على الاطلاق بين اختيار رئيس اركان حرب القوات المسلحة الجديد الفريق محمود ابراهيم محمود حجازي لهذا المنصب واستبعاد الفريق عبدالمنعم التراس من تقلد هذا المنصب وعلاقة المصاهرة التي تربط ما بين السيسي وحجازي .

واكد الخبراء ان اختيارات القوات المسلحة لا تخضع للمجاملات أو لصلة القرابة ولكن لاعتبارات موضوعية لا تقبل التلاعب أو اثارة الاقاويل حولها. في الوقت الذي اكدت فيه مصادر عسكرية مسؤولة ان اختيار حجازي لهذا المنصب جاء بعد اعتذار التراس لظروفه الصحية وهو السبب الرئيسي والاساسي محذرة من خطورة اثارة الشائعات المغرضة عن القوات المسلحة واكدت ان عمليات الاختيار تخضع لشروط موضوعية بحتة لا ترتبط بأية امور خاصة أو شخصية.

وقال الخبير العسكري اللواء نصر سالم احد قيادات القوات المسلحة السابق ان طبيعة هذه المرحلة الامنية الفارقة في البلاد تتجه بالاختيار الى احد قيادات الاستخبارات، وان اللواء محمود حجازي كان يشغل منصب رئيس المخابرات العسكرية وامر طبيعي ان يكون في مقدمة المرشحين للمنصب.

وقالت مصادر قريبة الصلة من المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان اختيار حجازي رئيسا للاركان جاء بإجماع آراء اعضاء المجلس العسكري، وانه من الطبيعي ان يصدر قرار تعيين رئيس الاركان بعد ان يحلف وزير الدفاع الجديد اليمين الدستورية وان تأخر اصدار القرار الجمهوري بترقية حجازي الى رتبة فريق وتعيينه رئيسا للاركان من اجل ان يكون السيسي قد استقال بالفعل وحتى لا يقال ان السيسي هو صاحب الاختيار الشخصي في اختيار حجازي لعلاقة المصاهرة التي تربط بينهما.

التعليقات