دفعة الأسرى وتقديم الساعة

دفعة الأسرى وتقديم الساعة
كتب غازي مرتجى
(1)

زارتني قبل شهرين تقريباً والدة الأسير ضياء الآغا-الفالوجي- , وهو مناضل مُعتقل منذ ما قبل أوسلو وترفض إسرائيل الإفراج عنه بحجة "الدماء" , والدة الأسير الأغا نموذجاً للأم الصابرة المحتسبة , ففي كل دفعة من دفعات الإفراج عن الأسرى يتم إبلاغها وإبلاغ نجلها بأنه سيخرج ضمن الصفقة -الدفعات الثلاثة الاولى وصفقة شاليط- وبعد أن تقوم بتجهيز بيتها وتتزيّن لاستقبال ابنها يتم إبلاغها بأنّها لن تحتضن نجلها هذه المرّة ! , فتصبر وتخرج لاستقبال زملائه المُفرج عنهم .. تكرّرت تلك الحادثة مرات أربعة وفي المرة الأخيرة التي كان من المؤكد أن يتم الإفراج عن نجلها -في الدفعة الرابعة- ألغت إسرائيل الصفقة لابتزاز السلطة الفلسطينية مرّة أخرى !

والدة الأسير الآغا مثال لعشرات الأمهات اللواتي ينتظرن رائحة فلذات أكبادهنّ .. بعد أن سمعت أن الدفعة الرابعة تم تأجيلها تواردت لأفكاري والدة الآغا فوراً .. فقصتها مع نجلها يعرفها الجميع ولكن الجميع لا يملك حولاً ولا قوّة ..

ضرب إسرائيل بعرض الحائط التزامها بالافراج عن الأسرى كمقدمة لبداية مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية برعاية أمريكية يُوجب على القيادة الفلسطينية التوجّه بشكل فعلي لمؤسسات الأمم المتحدة ولتبدأ بالذهاب لمحكمة جرائم الحرب -لاهاي- , فالاخلال الاسرائيلي بالاتفاقية يوجب رداً فلسطينياً قوياً .. وليس "فنجرة بُق" !

(2)

هدف تأخير وتقديم عقارب الساعة إلى الوراء أو العكس تستخدمه الدول المتقدمة لأسباب اقتصادية وتوفير استخدام الطاقة , فتقديم الوقت ساعة كاملة للتمكّن من استخدام الطاقة الشمسية التي تُشرق مبكراً في الصيف , وفي التوقيت الصيفي تزداد "ساعات" النهار ويقل "الليل" ..

في الأراضي الفلسطينية , سواء بتأخير الساعة أو تقديمها أو بقائها كما هي فالأمر سيّان .. فلا فائدة من تقديم الساعة أو تأخيرها .. اللهم إلاّ إن كانت الحكومتين تحبذّان"شقلبة" نوم المواطن .. 

الارتباط الكامل مع اسرائيل هو السبب الوحيد لإبقاء عادة "تأخير وتقديم" الساعة , فلا مجال لفصل بدء العمل في اسرائيل الساعة الثامنة صباحاً على سبيل المثال وفي فلسطين تكون الساعة السابعة ..

أصبح لدى المواطن الفلسطيني هاجس تغيير التوقيت , والبعض يُفكّر من هذه اللحظة بتوقيت شهر رمضان وما إن ستُخفّف الحكومة مشقة الصوم على مواطنيها وتتخذ قراراً بعودة التوقيت الشتوي في الصيف !؟

تغيير الساعة عادة سيئة يجب التخلص منها , لكن مبررات التخلص منها تلزم فك الارتباط مع إسرائيل وهو من المستحيلات السبع طالما في بلادنا "......." !.