ايران وتهديد دولا عربية

بقلم: عبدالله عيسى
انشغل العرب خلال السنوات الماضية بشتم إيران ومهاجمة المذهب الشيعي وتمنى بعض العرب أن تبادر أمريكا بتدمير المفاعل النووي الإيراني .. باختصار طبق العرب مقولة الأعرابي عندما سرقت الإبل " أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل ".
هنالك مشكلة خطيرة وتحدي كبير يواجه الدول العربية يتمثل بالخطر الإيراني وهو خطر حقيقي قائم لا يلغيه شتم إيران وتسفيه المذهب الشيعي أو تمني تدمير المفاعل النووي الإيراني .. والطموحات الإيرانية في المنطقة العربية ليست ضربا من الخيال بل هي واقع موجود ومثير للدهشة .
الفرق بين إيران والدول العربية أن إيران منذ نجاح الثورة الإسلامية في عام 1979 تعمل على خط واحد يتمثل ببناء قوة إيران بما يخدم توجهاتها في المنطقة رغم تغير الرؤساء والحكومات إلا أن المرجعية لم تتغير . في حين لم يصل العرب منذ اكثر من 35 عاما لاستراتيجية واضحة في التعامل مع إيران .
يعتقد العرب أن الخطر الإيراني يتمثل في السلاح النووي كما كتب عبد الرحمن الراشد :" أن السلاح النووي الإيراني موجه لدول الخليج وليس لإسرائيل أو أمريكا لان ضرب إسرائيل أو أمريكا بالنووي يعني بالمقابل مسح إيران من الخارطة ".
إسرائيل تتعامل بشكل مختلف فهي تنظر لنوع السلاح وليس للنظام القائم في إيران أو الدول العربية وترى أن النظام ممكن أن يتغير في إيران أو أي دولة عربية ليحل محله نظام متطرف ويقدم على ضرب إسرائيل ومن هذا المنطلق ترى إسرائيل أن وجود سلاح نووي بإيران مسالة مصيرية بالنسبة لإسرائيل .
والآن أمام العرب خيارين إما بناء قوة عسكرية عربية تقليدية رادعة لحماية دول الخليج أو التعايش مع إيران والانفتاح عليها باتفاقيات وعلاقات تجارية وحسن جوار وتعاون لتحل محل العداء القائم ولسد الطريق على خطر إيراني متوقع والخيار الثاني غير ممكن الآن بسبب المخاوف العربية .
إيران ليست دولة معزولة في المنطقة ولا تعتمد حتى الآن على قدراتها النووية التي لم تكتمل بعد وإنما دولة أصبحت تمتلك صناعات مدنية وعسكرية هائلة خاصة في مجال الصواريخ إضافة لتحالفات قوية في المنطقة تتمثل في العراق وسوريا وحزب الله لدرجة السيطرة التامة .
وهذه التحالفات الإيرانية هي التي منعت إسرائيل حتى الآن من ضرب إيران بسبب رد الفعل الصاروخي المتوقع من حزب الله وسوريا وقدرة إيران على خلط الأوضاع في العراق .
ومن هنا جاءت فكرة توسيع إطار مجلس التعاون الخليجي ليضم الأردن ومصر والمغرب وتعزيز قدرات درع الجزيرة لان دول الخليج اصبح لديها شكوك كبيرة في سياسة أمريكا تجاه إيران فاتجهت لتطوير قدراتها الذاتية .
إرباك واضح تعيشه الدول العربية في التعامل مع إيران وشكوك عميقة في النوايا الأمريكية وبالتالي لا خيار أمام الدول العربية التي تشعر بتهديد إيراني سوى بناء قوة عربية ذاتية تحمي امنها واستقلالها وهذا حق مشروع لأي دولة ولاسيما أن اهدف القوة العربية هي أغراض دفاعية بحتة ..
ومن المفيد الاطلاع أيضا على التجربة الإيرانية وهي تجربة ناجحة ورائدة في المنطقة بدلا من الانشغال بشتم إيران .. فإذا تعذر الآن إقامة علاقات طبيعية مع إيران فإن إقامة هذه العلاقات سيكون واقعا وممكنا عندما تنجح الدول العربية في تشكيل قوتها وفي هذه الحالة فقط يتبدد القلق العربي الخليجي تحديدا من التمدد الإيراني ..
القوة العربية ليست حلما مستحيلا بل أن التوجه الخليجي الذي نشرته وسائل الأعلام عن تعزيز قوة درع الجزيرة بقوات مصرية وأردنية ومغربية سيشكل قوة عسكرية هائلة خاصة أن الدول العربية لا تواجه حصارا كالذي تواجهه إيران منذ عقود وأسواق السلاح العالمية مفتوحة أمام العرب وفائض النفط قادر على إعادة تسليح جيوش درع الجزيرة والدول العربية المشاركة من خارج الخليج وبناء قواعد دائمة في دول خليجية للجيوش المشاركة .. وهنا فقط لن يلتفت العرب للموقف الأمريكي أو النوايا الأمريكية أن كانت حسنة أو سيئة تجاه العرب .
قبل اندلاع الثورة الليبية قال القذافي في القمة العربية بعد إعدام صدام مشيرا للزعماء العرب المشاركين في القمة" الدور آت عليكم بعد صدام ".. المثير أن الزعماء العرب ضحكوا من مقولة القذافي واعتبروا أن وضعهم مختلف والأكثر إثارة أن القذافي لم يأخذ بمقولته عندما اعلن أن ليبيا لديها فائض يقدر ب 100 مليار دولار وعرضت عليه دول مصدرة للسلاح شراء أسلحة متطورة للجيش الليبي فرفض وقال لهم:" وما حاجتي لمثل هذا السلاح ". . حتى حانت ساعة الحقيقة وواجه قوات الناتو اعزل بدبابات مهترئة وبدون دفاع جوي أو صاروخي فكانت نهايته المأساوية .
إيران أبدعت وتميزت في بناء قوتها وأقامت تحالف رهيب في المنطقة العربية مع سوريا وحزب الله والعراق شكل خط الدفاع الأول ضد إسرائيل وحافظت على هدوء في إيران واستقرار بموجب خط الدفاع الأول واستمرت ببناء قوتها الذاتية وهذا من حقها .. كما انه من حق الدول العربية بناء قوة تحفظ استقرارها وامنها بعيد عن مناورات أمريكا وبدون ذلك فالنماذج موجودة ومؤلمة مثل العراق وليبيا وكلاهما دولا نفطية ومن دمرهما هي أمريكا وحافظت أمريكا على تدفق النفط .. أي أن تدفق النفط ليس بقرة مقدسة لدى أمريكا تستطيع أن تدمر بلدا وتبقي إمدادات النفط سليمة كما فقلت بالعراق وليبيا .
الأيدي المرتعشة لن تحمي الدول العربية من أي خطر خارجي والتردد ليس في مصلحة العرب لان التردد لا يعني أن الآخرين ينتظرون كل يعمل لمصلحة بلاده .
علاقة الخائف بالخائف لن تؤسس الآن لعلاقة طبيعية بين الدول العربية وأيران ولن توجد الثقة في إقامة العلاقات قبل إقامة قوة عربية ذاتية تفتح الباب لا قامة علاقات طبيعية مع إيران وتعاون وثقة عندما ينتزع فتيل الخوف في العلاقات .
انشغل العرب خلال السنوات الماضية بشتم إيران ومهاجمة المذهب الشيعي وتمنى بعض العرب أن تبادر أمريكا بتدمير المفاعل النووي الإيراني .. باختصار طبق العرب مقولة الأعرابي عندما سرقت الإبل " أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل ".
هنالك مشكلة خطيرة وتحدي كبير يواجه الدول العربية يتمثل بالخطر الإيراني وهو خطر حقيقي قائم لا يلغيه شتم إيران وتسفيه المذهب الشيعي أو تمني تدمير المفاعل النووي الإيراني .. والطموحات الإيرانية في المنطقة العربية ليست ضربا من الخيال بل هي واقع موجود ومثير للدهشة .
الفرق بين إيران والدول العربية أن إيران منذ نجاح الثورة الإسلامية في عام 1979 تعمل على خط واحد يتمثل ببناء قوة إيران بما يخدم توجهاتها في المنطقة رغم تغير الرؤساء والحكومات إلا أن المرجعية لم تتغير . في حين لم يصل العرب منذ اكثر من 35 عاما لاستراتيجية واضحة في التعامل مع إيران .
يعتقد العرب أن الخطر الإيراني يتمثل في السلاح النووي كما كتب عبد الرحمن الراشد :" أن السلاح النووي الإيراني موجه لدول الخليج وليس لإسرائيل أو أمريكا لان ضرب إسرائيل أو أمريكا بالنووي يعني بالمقابل مسح إيران من الخارطة ".
إسرائيل تتعامل بشكل مختلف فهي تنظر لنوع السلاح وليس للنظام القائم في إيران أو الدول العربية وترى أن النظام ممكن أن يتغير في إيران أو أي دولة عربية ليحل محله نظام متطرف ويقدم على ضرب إسرائيل ومن هذا المنطلق ترى إسرائيل أن وجود سلاح نووي بإيران مسالة مصيرية بالنسبة لإسرائيل .
والآن أمام العرب خيارين إما بناء قوة عسكرية عربية تقليدية رادعة لحماية دول الخليج أو التعايش مع إيران والانفتاح عليها باتفاقيات وعلاقات تجارية وحسن جوار وتعاون لتحل محل العداء القائم ولسد الطريق على خطر إيراني متوقع والخيار الثاني غير ممكن الآن بسبب المخاوف العربية .
إيران ليست دولة معزولة في المنطقة ولا تعتمد حتى الآن على قدراتها النووية التي لم تكتمل بعد وإنما دولة أصبحت تمتلك صناعات مدنية وعسكرية هائلة خاصة في مجال الصواريخ إضافة لتحالفات قوية في المنطقة تتمثل في العراق وسوريا وحزب الله لدرجة السيطرة التامة .
وهذه التحالفات الإيرانية هي التي منعت إسرائيل حتى الآن من ضرب إيران بسبب رد الفعل الصاروخي المتوقع من حزب الله وسوريا وقدرة إيران على خلط الأوضاع في العراق .
ومن هنا جاءت فكرة توسيع إطار مجلس التعاون الخليجي ليضم الأردن ومصر والمغرب وتعزيز قدرات درع الجزيرة لان دول الخليج اصبح لديها شكوك كبيرة في سياسة أمريكا تجاه إيران فاتجهت لتطوير قدراتها الذاتية .
إرباك واضح تعيشه الدول العربية في التعامل مع إيران وشكوك عميقة في النوايا الأمريكية وبالتالي لا خيار أمام الدول العربية التي تشعر بتهديد إيراني سوى بناء قوة عربية ذاتية تحمي امنها واستقلالها وهذا حق مشروع لأي دولة ولاسيما أن اهدف القوة العربية هي أغراض دفاعية بحتة ..
ومن المفيد الاطلاع أيضا على التجربة الإيرانية وهي تجربة ناجحة ورائدة في المنطقة بدلا من الانشغال بشتم إيران .. فإذا تعذر الآن إقامة علاقات طبيعية مع إيران فإن إقامة هذه العلاقات سيكون واقعا وممكنا عندما تنجح الدول العربية في تشكيل قوتها وفي هذه الحالة فقط يتبدد القلق العربي الخليجي تحديدا من التمدد الإيراني ..
القوة العربية ليست حلما مستحيلا بل أن التوجه الخليجي الذي نشرته وسائل الأعلام عن تعزيز قوة درع الجزيرة بقوات مصرية وأردنية ومغربية سيشكل قوة عسكرية هائلة خاصة أن الدول العربية لا تواجه حصارا كالذي تواجهه إيران منذ عقود وأسواق السلاح العالمية مفتوحة أمام العرب وفائض النفط قادر على إعادة تسليح جيوش درع الجزيرة والدول العربية المشاركة من خارج الخليج وبناء قواعد دائمة في دول خليجية للجيوش المشاركة .. وهنا فقط لن يلتفت العرب للموقف الأمريكي أو النوايا الأمريكية أن كانت حسنة أو سيئة تجاه العرب .
قبل اندلاع الثورة الليبية قال القذافي في القمة العربية بعد إعدام صدام مشيرا للزعماء العرب المشاركين في القمة" الدور آت عليكم بعد صدام ".. المثير أن الزعماء العرب ضحكوا من مقولة القذافي واعتبروا أن وضعهم مختلف والأكثر إثارة أن القذافي لم يأخذ بمقولته عندما اعلن أن ليبيا لديها فائض يقدر ب 100 مليار دولار وعرضت عليه دول مصدرة للسلاح شراء أسلحة متطورة للجيش الليبي فرفض وقال لهم:" وما حاجتي لمثل هذا السلاح ". . حتى حانت ساعة الحقيقة وواجه قوات الناتو اعزل بدبابات مهترئة وبدون دفاع جوي أو صاروخي فكانت نهايته المأساوية .
إيران أبدعت وتميزت في بناء قوتها وأقامت تحالف رهيب في المنطقة العربية مع سوريا وحزب الله والعراق شكل خط الدفاع الأول ضد إسرائيل وحافظت على هدوء في إيران واستقرار بموجب خط الدفاع الأول واستمرت ببناء قوتها الذاتية وهذا من حقها .. كما انه من حق الدول العربية بناء قوة تحفظ استقرارها وامنها بعيد عن مناورات أمريكا وبدون ذلك فالنماذج موجودة ومؤلمة مثل العراق وليبيا وكلاهما دولا نفطية ومن دمرهما هي أمريكا وحافظت أمريكا على تدفق النفط .. أي أن تدفق النفط ليس بقرة مقدسة لدى أمريكا تستطيع أن تدمر بلدا وتبقي إمدادات النفط سليمة كما فقلت بالعراق وليبيا .
الأيدي المرتعشة لن تحمي الدول العربية من أي خطر خارجي والتردد ليس في مصلحة العرب لان التردد لا يعني أن الآخرين ينتظرون كل يعمل لمصلحة بلاده .
علاقة الخائف بالخائف لن تؤسس الآن لعلاقة طبيعية بين الدول العربية وأيران ولن توجد الثقة في إقامة العلاقات قبل إقامة قوة عربية ذاتية تفتح الباب لا قامة علاقات طبيعية مع إيران وتعاون وثقة عندما ينتزع فتيل الخوف في العلاقات .
التعليقات